خبر : خوش آمديد ..إبراهيم ابوالنجا

الأحد 17 أكتوبر 2010 11:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
خوش آمديد ..إبراهيم ابوالنجا



الحفاوة التي حظي بها السيد أحمدي نجاد رئيس إيران إلى لبنان أثناء زيارته لها يومي 13-14 أكتوبر الجاري فاقت كل الصور إلى الحد الذي أثارت حفيظة السيد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني السابق خاتمي وتمثل ذلك في رسالته للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله . ومما حملته الرسالة : إن " خوش آمديد " بالشكل الذي حدث كبيرة جدّاً وعليكم أن تتذكروا تنكر السيد نجاد للمقاومة ، وزجه للمقاومين وقادتهم الإصلاحيين في السجون ، حتى أن السجن طال الشخص الذي أسس حزب الله ، والأشخاص الذين قاموا بتدريب عناصر حزب الله على الأسلحة المختلفة ، ويستطرد في رسالته طالباً التدخل لدى السيد أحمدي نجاد لوقف الاعتقالات لقادة الثورة وأبنائهم ، والإفراج عن المئات التي تعج بهم سجون السلطة الإيرانية .لو صدر هذا التوصيف عن شخصية عربية لقامت الدنيا ولن تقعد ، وستوصف بالفئوية وكراهية الفرس ، وتعبر عن أحقاد قديمة ، وتنبش في الماضي ، وتثير الأحقاد ، وتحذر من التغلغل الإيراني إلى غير ذلك من العبارات في القاموس الفارسي المليء .أما وأنه صدر من الإيرانيين أنفسهم :أليس من حقنا كأبناء لهذه الأمة العربية أن نستقرئ ما حدث ؟رسالة خوش آمديد موجهة لمن ؟ولكن قبلها : هل لو زارت شخصية عربية ملكا كان أو رئيساً أو سلطانا أو أميراً لبنان أو جنوبه سيحظى بهذه الحفاوة ؟ هل سترفع صور غير صورته ؟ هذا إذا كانت له صورة لدى حزب الله .لقد عقدت القمة العربية في بيروت وحضرتها القيادات العربية فلم ترفع إلا أعلام بلادهم داخل قاعة الاجتماعات أو أمامهم حيث يجلسون . ولم نر مسيرة أو مظاهرة أو حشداً كالذي رأيناه احتفاء بالسيد نجاد . وحتى لو زاروا جميعهم الجنوب اللبناني فقد لا يجدون في استقبالهم سوى الرسميين في مؤسسات الدولة ، وشخصيات من المنظمات غير الحكومية ، وطبعاً سيكون في استقبالهم أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء ، ولكن لا يحملون لافتات كتب عليها "خوش آمديد".الأطفال قبل الكبار ، والنساء قبل الرجال ، والمرضى قبل الأصحاء ، خرجوا وفي تشكيلات وبرفع الأيدي بطريقة ملفتة للانتباه ، إضافة إلى صور قادة الثورة الإيرانية . إنه مشهد يكاد لا يحدث في إيران ذاتها .والكل تساءل : هل بيروت وجنوب لبنان جزء من الجمهورية الإيرانية ؟ أم أنه سيصبح كذلك ؟لقد تعرضت في مقالات سابقة إلى المقدمات التي تقود إلى خوش آمديد . في أكثر من قطر عربي، ولعل مثل هذا المشهد سيتكرر في زيارة نجاد للنجف وكربلاء ، والحسينيات في العراق بعد أن تآمر عليه أشقاؤه العرب ليصبح مرتعاً وهدفاً ومحتلاًّ من قبل الإيرانيين على الأقل ، نجفه وكر بلاءه ، وجنوبه بأكمله .لن يكتفي الإيرانيون بذلك بل كانوا ينتظرون خوش آمديد في صعده شمال اليمن ، ولئن تأخر ذلك بسبب حسم المعركة من قبل الدولة اليمنية إلا أنهم لن يملوا الانتظار ، ولن يتراجعوا عن هدفهم .أما حيث يعيش ممثلوهم في دول شبه الجزيرة العربية وهم يطلقون على أنفسهم بل يجاهرون بأنهم شيعة .والشيعة ولاؤهم معروف وبوصلتهم معروفة وجهتها .وما صدر عن بعض قياداتهم التي تربت وترعرعت وأثرت في الكويت الشقيق أكبر دليل على ذلك ، فقد تجرأوا على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. وهي زوجة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وابنة الصديق أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه . خليفة رسول الله عليه الصلاة والسلام .إن السيد أحمدي نجاد أظهر حرصه على لبنان ، تراباً وشعبا ولكنه لم يذكر أنه أي لبنان إبن الحظيرة العربية ، ولكن كيف له أن يعلن ذلك والممارسات في الجزر العربية ، وتحريضه للشيعة من أبناء الأمة العربية في الأقطار العربية على المجاهرة بطائفيتهم ، وإعلان ولائهم للدولة الأم هي برنامجه وخطابه ومنهجه ؟لئن حاول أن يستتر إلا أنه واضح ، ولا يخفي نوايا دولته القديمة ... كيف لا وقد قال الخميني : لقد حكم الروم المنطقة ، وحكم الأتراك المنطقة ، وحكم الاستعمار الغربي المنطقة ، والآن حان الوقت لأن نحكم المنطقة ، والمنطقة هنا هي الوطن العربي الكبير . ولأبناء الأمة سؤال موجه إلى قادتهم : هل لديكم قراءة لما ينتظر بلادكم ؟أم أنها ستجد نفسها أمام عبارة خوش آمديد .بعد هذه القراءة حتى لا يلحقنا انتقاد من القراء : ماذا تعني خوش آمديد . نقول لقرائنا الكرام : خوش آمديد كلمتان فارسيتان معناهما :مرحباً وأهلاً وسهلاً ، كل الحفاوة ، والمحبة ، والتقدير والتبجيل ، والسمع والطاعة .فنحن نحذر من خوش آمديد يا عرب .ونحذر من الاعتماد على صديقتكم أمريكا . فلن تكون حامية لجغرافية بلادكم ، فأنتم لست إسرائيل ، بل وحدتكم هدف أمريكا ، كما هي هدف لإيران وإسرائيل .وتذكروا ما صدر عن الرئيس الأمريكي أوباما أخيراً :من أن قتلى سيصل عددهم بالملايين إذا لم يتحقق انفصال جنوب السودان عن شماله .وعودوا إلى المقالة بعنوان : " سايكس بيكو أمر يكو " وما تلاها أرابيكو وتوابعها .