خبر : ضغط دولي: أيام صعبة لاسرائيل/بقلم: ايزي ليبلر/اسرائيل اليوم 17/10/2010

الأحد 17 أكتوبر 2010 12:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
ضغط دولي: أيام صعبة لاسرائيل/بقلم: ايزي ليبلر/اسرائيل اليوم  17/10/2010



 لا يمكن لاي شخص سوي العقل ان يحسد بنيامين نتنياهو. الاسرة الدولية موحدة اليوم في ممارسة الضغط على اسرائيل لتقديم تنازلات من شأنها ان تكون ذات اثار وجودية على المدى البعيد. "شريكنا" للسلام، عباس عديم القوة، ينقل رسائل متضاربة لابناء شعبه وهو لم يغير شيئا من ثقافة الموت والكراهية القائمة في مجتمعه. رئيس وزراء السلطة، سلام فياض، شجب مؤخرا مقتل مخربين من حماس على يد الجيش الاسرائيلي، مخربين كانا مشاركين في اعمال القتل الاخيرة لمواطنين اسرائيليين. اضافة الى ذلك، في المستقبل غير البعيد، من شأن حماس أن تسقط السلطة او ان تسيطر عليها. النظام الايرني المتزمت الذي يقف على رأسه لا سامي مجنون قريب من أن يصبح قوة عظمى نووية ومصمم على ابادتنا. واذا لم يكن هذا بكاف، فاللا سامية العالمية بلغت مستويات لم يكن لها مثيل أبدا.  وعلى الرغم من ذلك، فان الادارة غير الودية في الولايات المتحدة مصممة على أن تصالح العالم العربي، وعند الحاجة، على حساب اسرائيل.  في هذا الوضع كان معقولا التوقع من سياسيينا، الذين يعيشون في دولة محوطة بالكراهية، ان يضعوا جانبا خلافاتهم وان يتحدوا. ولكن ليس هذا ما يحصل. السياسيون، سواء كانوا في الحكومة أم في المعارضة يواصلون دفع مصالحهم الضيقة وقصيرة المدى ويظهرون عدم اكتراث تام تجاه المخاطر التي تقف امامها دولتهم.  هكذا، مثلا، وزير الدفاع ايهود باراك يؤيد علنا كل سياسة تقترحها ادارة اوباما. بالمقابل، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يناقض علنا السياسة التي ينتهجها رئيس وزرائه. وجهات نظره بالمناسبة، ليست غريبة بل وليست بالضرورة مثابة خطأ. عمليا، الاقوال التي قالها لوزيري الخارجية الاوروبيين، اللذين المح لهما فيها بان على الدول الاوروبية ان تعالج مشاكلها قبل أن تهاجم اسرائيل، تعبر عما يحس به الجمهور الاسرائيلي. ومع ذلك، فان تصريحات وزير الخارجية في الامم المتحدة تشكل نظرية مضادة للدبلوماسية وتترك انطباعا بان الحكومة الاسرائيلية مفتتة كل واحد فيها يفعل ما يراه مناسبا.  توجد مشاكل ليس فقط في الائتلاف. المعارضة ايضا تتصرف بعدم مسؤولية. في بداية تجميد البناء في المستوطنات انتقدت تسيبي لفني نتنياهو على أنه تنازل للامريكيين اكثر مما ينبغي. اما الان، وانطلاقا من الافتراض بان نتنياهو لن يوافق على تمديد التجميد، فانها تناقض نفسها، تهاجم الحكومة وتشجع الفلسطينيين على تعزيز معارضتهم للحلول الوسط. وكما قالت هي، "ما هي بضعة مبانٍ مقابل رغبتنا في السلام؟". رغم أن مؤيدي اوباما يعترفون بذلك بان رئيسهم فشل في ادارة المسيرة السلمية، لفني تتهم نتنياهو بالمس بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة. وهي تتجاهل حقيقة انها عمليا خلفت لحكومة نتنياهو المسؤولية عن معالجة تقرير غولدستون، وتدعي بان الحكومة الحالية مسؤولة عن الصورة المشوهة التي رسمت لاسرائيل. كرئيسة للمعارضة كان ينبغي للفني أن تتصرف كما تصرف نتنياهو، الذي حتى في المعارضة أظهر تضامنا مع الحكومة في ضوء الهجمات المناهضة لاسرائيل التي وجهت لنا في أوقات الازمة.  نحن نقف امام قرارات صعبة. وقبل تدخل اوباما، عرفات وزعماء آخرون من العالم العربي لم يطلبوا أبدا التجميد كشرط مسبق للمفاوضات. الفلسطينيون مع ذلك حصلوا على تجميد من نتنياهو، وهم لم يستغلوا العشرة اشهر لاجراء مباحثات صادقة وشجاعة. هل ينبغي اعطاؤهم جائزة على رفضهم المساومة؟ هل تلقينا أي مقابل في أعقاب التجميد؟  حتى الان ترفض ادارة اوباما التمييز بين البناء في المستوطنات البعيدة وبين الكتل الاستيطانية مثل كتلتي عصيون وارئيل، رغم أن هذه مناطق اعربت ادارة بوش عن موافقتها على أن تبقى في نطاق اسرائيل. وبدلا من ذلك مقابل تمديد التجميد اقترح الامريكيون تعهدا باستخدام حق النقض الفيتو في الامم المتحدة للدفاع عن اسرائيل ضد قرارات احادية الجانب من مجلس الامن. منذ متى كان يعتبر هذا "مقابلا مميزا"؟ الاستسلام للضغط سيخلق سابقة لمطالب مستقبلية من الادارة، التي يظهر انها ألمحت للفلسطينيين بانها ستؤيد العودة الى الحدود غير القابلة للدفاع لاتفاقات الهدنة في العام 1949. في هذا السياق، اقتراح نتنياهو على الفلسطينيين تمديد التجميد مقابل الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، جاء ليخفف من الضغط الذي تتعرض له اسرائيل من جانب أمريكا. ولكن لشدة الاسف لا يبدو أن هذا ما سيحصل. هذه ايام أزمة، وهذا هو الوقت للطلب من السياسيين ان يتحدوا حول الامور التي تتعلق بمجرد وجودنا.