1- قانون المواطنة الجديد هو مرحلة هامة وضرورية في عودة دولة اسرائيل الى حضن مواطنيها اليهود حسب هدفها الأصلي: دولة الشعب اليهودي، بما في ذلك ذاك الذي في الشتات. الطريق طويل، بعد سنوات من الاهمال والغباء الاعلامي، ولكن ينبغي الترحيب بالبدء. الليكود وشركاؤه في الائتلاف يفهمون بأن عليهم أن يحكموا؛ فلهذا الغرض انتخبوا. لا يوجد ما يمكن التخوف منه من طائفة الصارخين الذين يتلفظون في كل مرة بكلمات "فاشية"، "منزلق خطير"، "لا نريد العيش في مثل هذه الدولة" (بالمناسبة، سافروا الى باريس).مفهوم أن الامر لا يمس بحقوق اولئك الذين ليسوا يهودا، تماما مثلما أن المسلمين في سويسرا، في الدانمارك أو في النرويج يمكنهم أن يقسموا الولاء للعلم الذي يتصدره الصليب. أطلب بلطف ونفذ بلطف، ما طلبناه من الفلسطينيين طلبنا تنفيذه هنا. الاعتراف باسرائيل بأنها الوطن القومي للشعب اليهودي هو ورقة الاختبار لعموم النزاع هنا، والمعارضون من اليسار يعرفون ذلك ولهذا فانهم يعارضون ذكر البند اليهودي إذ عندها لن يكون بوسعهم أن يسوقوا هذيان السلام الخاص بهم. الامر يرتبط ارتباطا وثيقا بمطلب نهاية النزاع. هذه نهاية النزاع – الاعتراف العربي بأن للشعب اليهودي حقوقا تاريخية ودينية في هذه البلاد.2- حاولت، ولكن من الصعب علي أن أمر مرور الكرام على القول الفظيع لناحوم برنياع: "هذا ليس بعد قانونا من قوانين العنصرية في نيرنبرغ، ولكن الرائحة اياها هي ذات الرائحة". تصوروا انه كتب في مكان ما: "اقوال برنياع ليست اقتباسا عن غابلس، ولكن الرائحة هي ذات الرائحة" فأي جلبة كانت ستثور. بالفعل، هذا ليس شعارا مثيرا للحفيظة آخر؛ فبرنياع يؤشر لي زملائه، لمحبي آرائه ولقراء الصحف بالصدفة الاتجاه، الى وجهة جر النقاش الجماهيري. في المرة القادمة التي سيتحدثون فيها عن التحريض، تذكروا اقواله.3- في برنامجها أحادي الجانب، "إلتقي الصحافة" (خمنوا أي صحفيين يُدعى في الغالب) دفعت دانا فايس تسيبي لفني لأن تعرض بديلا. عمليا، هاجمت لفني من اليسار لانها لا تطالب بتجميد البناء لشهرين اضافيين. وبعد ذلك كان ممكنا أن نسمع همس رينا متسليح وبرنياع بعد سماعهما نتائج الاستطلاع الذي تحدث عن الرضى المعقول من اغلبية الجمهور عن نتنياهو (34 في المائة جيد وجيد جدا، و16 في المائة اخرى متوسط). وحسب اقوالهما، هذا لا يعود الى نتنياهو بل الى اليأس. أما لي فيخيل انهما تحدثا من بواطن قلبيهما، أي من يأسهما.4- "استوديو الجمعة"، امنون ابرموفيتش، الرجل والأترج، يقرر بالقطع بأن "لا يوجد من يسير على قدمين على وجه البسيطة يؤيد المستوطنات"، ها هو مهرج يساري يستبعد من بني البشر معظم الاسرائيليين.5- صوت الجيش. تالي ليبكين شاحك حلت لعدة ايام محل غازي بركائي، وذروة التسيس للمحطة ناطحت السماء. وها هي الاقوال الافتتاحية لليبكين شاحك في المقابلة التي أجرتها مع زملائها في الايديولوجيا: "رئيس الوزراء (...) عليه أن يتخذ قرارات صعبة شجاعة – التجميد أم حل التجميد، مكانه في اليمين أم في التاريخ، خطة بناء أم تخريب التفاهمات، حزبي أم سياسي". انتبهوا الى الثنائيات الثقافية. ولكن هذه الاقوال لم تكف المذيعة، التي دعت الى "أين اليسار، أين معسكر السلام ليعطي نتنياهو ريح الاسناد"، وغيرها وغيرها. وها هو كل اليسار، في استوديو صغير مع ليبكين شاحك. وهو يتقلص منذ زمن بعيد ويبقى أساسا في وسائل الاعلام، الوحيدة التي لا تزال تبقي الولاء الواحدة الى الاخرى وترفض الاعتراف بالواقع.6- ليبرلمان قال لوزراء الخارجية الاوروبيين ما نفكر به جميعنا عنهم. بالفعل تم هذا برقة، نسبة لما تقذفه بنا اوروبا. بالفعل، اوروبا تصبح أكثر فأكثر قارة اسلامية. لنراها تحل مشاكلها. ولكن معظم وسائل الاعلام، كالمعتاد، توحد الخط مع اوروبا. من حظنا انه يوجد معقبون.المرة تلو الاخرى يتبين انه رغم كثافة الدعاية الاعلامية، فان الجمهور في اسرائيل يبقى في اغلبيته الساحقة سليما معافى في نفسه، ويخيل انه يفهم الوضعية السياسية والدولية أفضل بكثير من طاقم المحللين المأجورين، الذين يتنقلون من استوديو الى استوديو ويسوقون بضاعة مستعملة وخطيرة.