دردشة رقم 37 هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها .مقدمة يقول دافيد بن غوريون :ـ "إذا إمتلكنا القوة .. فلماذا نربط أنفسنا بحدود ..؟ ! . فنحن لسنا ملزمين البتة بتحديد حدود دولتنا .." ، وأما موشي ديان .. فيحدد الحدود :ـ "إذا كنا نملك التوراة ، وإذا كنا نعتبر أنفسنا شعب التوراة ، فلا بد لنا كذلك من أن نملك أرض التوراة ". ويحدد الرب حدودهم بقوله في المدونات التوراتية ( لنَـسْـلِـك أُعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير الفرات ) .وأما إحاد هاعام ، مُـنَـظّـر الصهيونية الروحية ، في مقاله "الحقيقة من أرض إسرائيل" الصادر في عام (1891) قال فيها :ـ " كانوا الكولونياليون ـ عبيداً أقطار منافيهم ، فجأة ، وجدوا أنفسهم في وسط برية غير محدودة الحرية ، توجد في قطر مثل تركيا فقط ، هذا التعبير ولَّد فيهم ميلاً نحو الطغيان الذي ينمو حين يصبح العبد ملكاً . إنهم يعاملون العرب بعداء وقسوة على أراضيهم بدون حق ، ويضربونهم بدون مبرر ، ويتباهون بذلك " .الجنرال موشي دايان يقول :ـ " نحن جيل المستوطنين لا نستطيع أن نزرع شجرة أو نبني بيتاً دون خوذة أو بندقية .. إن خيارنا الوحيد هو أن نتسلح ونكون أقوياء وذوي تصميم ، وإلا فإن السيف سوف يسقط من أيدينا وسوف تنقطع خيوط حياتنا ". ويشدد نتنياهو على ضرورة :ـ "الحفاظ على قوة عسكرية متطورة تتناسب والقرن الحادي والعشرين تكنولوجيا وإلكترونياً ... فقوة الجيش بحسبه هي التي أقنعت العالم العربي بالجنوح إلى السلام وهي التي ستضمن الحماية في المستقبل".وأما تيودور هرتسل فيقول في يومياته بأن " أرض الميعاد تقع في داخل كل يهودي .." .. هذه أفكار العدو .. فأين نحن من هذه الحدوثة ؟. نعم / هذه هي الحدوتة ، الحكاية ، الرواية .. هذه هي الفرية على الرب والبشر والأرض والتاريخ .(1)نقل عنعنة ..، أي عن .. عن .. عن ، أن الأخ القائد الشهيد ـ كمال عدوان .. قد قال يوماً :ـ " أخاف أن يأتي يوماً تصبح الخيانة فيه وجهة نظر " . سلفاً لا أقصد بهذه الدردشة أحداً بعينه .. ولكني أقصد قضيتنا الوطنية ( أرض وشعب وثورة ) ..، وأين نحن مما إنطلقنا من أجله ـ في ثورتنا المعاصرة ـ ولم ننجزه بعد ..، ولماذا نهادن في أمور ليست لجيلنا ولا للأجيال الأخرى من بعدنا ، حتى الأبد ؟.ليس من حق أي مواطن فلسطيني أو عربي أن يتنازل شفهياً أو عملياً عن حقنا في العودة إلى ديارنا وحقنا في تقرير المصير ـ وحقنا في إقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة على كامل ترابنا الوطني .. الدولة الديمقراطية العلمانية من النهر إلى البحر . (2)لتبقى هذه روايتنا ..، نحن الضحية .. ضحية المشروع الإستعماري الصهيوني وتحالفاته الإمبريالية ، وليبقى هو القاتل ، هذا هو محور ولب ونواة قضيتنا الوطنية ..، وإلا لماذا هذا الشلال المتدفقة دماءه عبر تاريخنا الحديث منذ أول إشتباك (رد فعل) من الفلاحين الفلسطينيين في قرية ملبس (1886) ضد المستوطنين الصهيونية.الذي لا يُـبقي على حدّوثتهُ ، حدّوثة الآباء والأجداد .. عليه أن يأخذ بحدوثة عدوه ..، من هنا لا يمكن أن يوافق أي مواطن عربي فلسطيني ـ على أن للكيان الصهيوني أدنى حق بأن يُـعلن من تلقاء نفسه أو بأي حال من الأحوال ، أن يعلن بأن ( إسرائيل ـ هي دولة يهودية ) .(3)الناس على دين ملوكهم ، أو قياصرهم :ـ ليس من حق (فخامة الرئيس) أن يُـصرح أن قضية (يهودية الدولة الإسرائيلية) هي شأن"إسرائيلي ـ داخلي" ، إنه أمر يمس حاضر الشعب العربي الفلسطيني ومستقبله .. إنه إنقلاب في كينونة وصيرورة شعبنا ولعقود وعقود ، . إن قضية يهودية الدولة / وإصرار نتنياهو على إنتزاعها من الجانب الفلسطيني .. هي مسألة في غاية الخطورة .. ، ويعرف نتنياهو بما يمثل .. لهذا يصر عليها ..، إنها ستمزق الحالة الفلسطينية السياسية (الموغلة في التمزق) تمزقاً ليس له إعادة لُـحْـمَـة .. ولو بعد نصف قرن.مع العلم .. أن أفضل مرحلة تماسك منذ وصول (فخامة الرئيس) للحكم .. هي المرحلة السياسية الراهنة ..، " لا للمفاوضات في ظل الإستيطان " ، عزل بيِّـن لزعامة الحُـكم في الكيان الصهيوني عالمياً .(4)في ظل هذا الوضع الذي تم فيه تشكيل بؤرة سياسية فلسطينية حاكمة وجاذبة ـ وليست منفرة نوعاً ـ ، يخرج علينا (قائد فلسطيني مخضرم ـ) عاش وعَـمَّـر في كل الأنواء الفلسطينية العاصفة .. وطالت قامته أكثر وأكثر ..، يعرف من أين تؤكل الكتف ـ وهذه شطارة طبعاً ..، له أراء لا بأس بها ويطلع علينا أحياناً بأراء جيدة ، ولكن ليس كل مرة بتسلم الجرّة .وثمة تجربة سابقة إنها مبادرة جنيف .. وكانت أدنى سقف عرفناه وسمعنا به لقضية عودة اللاجئين . وحقاً علينا أن نعتذر لهم .. لأننا لاجئين ! ، . ويجب أن نعتذر لجولدامائير وهي تقول :ـ " لن أغفر للفلسطينيين الذين يجبروننا على قتلهم ". ولماذا لا نعتذر للقتلة ، قتلة المواطنة ، قتلة المواطن ، قتلة الوطن ؟.(5)فعلاً ـ كرهاً سأقبل (أنا / المواطن اللاجئ) التفاسير الواردة لموقع بانيت وصحيفة بانوراما ..، ولكن هذه التفاسير ـ من صاحب التصريح ـ لم يتغير في الأمر شيئاً ..، إنها ذات الدلالة ..، . أما صيغة التصريح الذي نقلته صحيفة " هاآرتس " فهي تلائم صيغة صاحب التصريح ونفسيته ..، . التصريح كان تعقيباً على موقف الخارجية الأمريكية التي أعلنت تأييدها للموقف (الصهيوني) من يهودية الدولة أن :ـ " الجانب الفلسطيني لا يوجد لديه مانع أيضاً من الإعتراف بيهودية دولة إسرائيل ، وإنما يجب على الإدارة الأمريكية أن تقدم لنا خارطة واضحة بحدود دولة إسرائيل لنعترف بها ، مقابل هذا الإعتراف يجب الإعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستقام على كامل الأراضي التي احتلت عام 67 بما فيها القدس الشرقية ، وفي هذه الحالة لا يوجد لدينا مانع من الإعتراف بإسرائيل بالشكل الذي تراه مناسباً ، إن كان يهودية أو صينية ". ( الصينية واسعة شوي ، خليها على قد حدود الشرق الأوسط ).(6)ربما لم يكن يتوقع صاحب التصريح أن تصريحه سينشر ..، وهذه مسألة مهمة ..، . أو ما دام الجميع ضد يهودية الدولة ــــ فلماذا لا يسبق الجميع ؟ ويكون له قصب سبق في هذا المضمار ، المرفوض جداً الآن . ونحن رفضنا أمور كثيرة سابقاً وعدنا للموافقة عليها ..، ربما أن صاحب التصريح وجد مثل هذا الأمر .. سيكون " حدث غداً " . إن سياق الكلام .. من ذات السياق المتعارف عن صاحب التصريح ، ولقد شارك في مسلسل تراجعاتنا السياسية .. ولسان حاله يقول هل من مزيد ..، الجميل في الأمر .. أنه إتهم من إنتقده من "بعض الأصوات التي تساوقت بقصد أو دون قصد مع موقف ناطقي الحكومة الإسرائيلية ، أن تتوقف عن الرقص على ذات النغمة اليمينية والعنصرية لحكومة التطرف الإسرائيلي .. " .(7)هذه هي الديمقراطية .. ! ، الإتهامات المعدة سلفاً والجاهزة في جعبة البعض منا ..، ولو بعض من إنتقد صاحب التصريح ـ وهم كثر ـ، كل هذا "البعض" يرقص على ذات النغمة اليمينية والعنصرية لحكومة التطرف الصهيوني .." ، ديمقرطية (مخمرة) من نوع جديد .. ديمقراطية بدون الكحول ..، سلامات يا جيرتنا ..،. مسكين من يفكر أنه قادر على تحطيم الخطوط الحمر ، إن دون ذلك / فك رقبة ، كفى .. كفى .. كفى ..، . قرفنا من كثرة التنازلات .. لم نعد نطيق تنازلات أكثر ..، وكل التنازلات السابقة كانت تتم عبر بالونات الإختبار في مختبر السياسيين ..، وكانت الخلطة (سلباً وإيجاباً نوعاً) ..، وأما أن توضع قضيتنا .. ( الأرض والشعب والثورة ـ الكينونة والصيرورة ) ـ في أنبوبة إختبار لهذا السياسي أو ذاك .. فدون ذلك خرط القتاد ..، تلك مرحلة رحلت بكل مآسيها . خاتمةأختتم هذه الدردشة .. بحدوثة / نجيب عازوري في كتابه "يقظة الأمة العربية" الصادر عام (1905) ، حيث قرأ من خلالها .. المستقبل ..، قال :ـ هناك حادِثان هامان من طبيعة واحدة ، ولكنهما متناقضان ، وهما يقظة الأمة العربية ، والجهد اليهودي الخفي لإنشاء مُـلك إسرائيل القديم من جديد ، وعلى مقياس أوسع إنَّ مصير هاتين الحركتين هو الصراع المستمر إلى أن تَـغْـلُـب احداهما الأخرى ، ومصير العالم كله منوط بالنتيجة النهائية لهذا الصراع بين الشعبين اللذين يمثلان مبدأين متعارضين " ..،.نعم / .. نكون أو ، لا نكون ، وليس أمامنا من خيار إلا أن نكون ، إما .. وإما ، إما أن ننتزع النصر أو ننتزع النصر ، هذه هي حدوثة شعبنا وأمتنا العربية وثوار وشرفاء وأحرار العالم ..، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا مناضل .. أنىّ كانت ساحة وأداة نضالك . حقاً / في الليلة الظلماء يُـفتقد البدر ، أرنو بعقلي ووجداني إلى ملكوت السموات .. وتموج بي الذكرى .. أتطلع لفوح الشهداء من كل الفصائل ومن شعبنا .. وأتساءَل هل هكذا نكافأهم ..؟ .. يالا يامّا هالجمل كسر بطيخ ! .