خبر : ليكن سلوكنا مبعث عزنا و سبيلنا إلى النجاة..عمر العجوري

الأربعاء 13 أكتوبر 2010 12:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
ليكن سلوكنا مبعث عزنا و سبيلنا إلى النجاة..عمر العجوري



إن ما نعانيه في هذه الأيام  نحن المسلمون ليست قلة التدين ولكن السلوك السيئ في التطبيق و إن غالبية المسلمين يعتقدون ان اللحية والحجاب و أداء الصلوات هي كل العبادات وان السلوك والمعاملات اليومية بين الناس من صدق وإخلاص وكلمة حق والبعد عن ما لا يعنيهم... الخ هى أخر ما يلفت انتباههم.إن مجتمعاتنا استحلتها الأمراض حتى ولو لمسنا منها علامات الثقافة، وهى مثقلة وتائهة في المشاكل الاجتماعية التي لا تكاد تحصى فمن غير الجائزأن تكون مجتمعاتنا ملتزمة بالمظاهر والشعائر الدينية فقط ولكن الأهم من ذلك أن يتحول هذا الالتزام إلى سلوك اجتماعي في المعاملة، لان غياب هذا الفهم هو سبب ما نراه في مجتمعاتنا اليوم من التدين التصنعي وهو انتشار للمظاهر والشعائر الدينية وزيادة في عدد المصلين والمعتمرين والحجاج مع غياب ملموس لأثار وقيم التدين الحقيقية في سلوكياتهم و معاملاتهم ، والتي نحن في أمس الحاجة إليها في هذا الوقت أكثر من احتياجنا للسلاح.   لذلك قلنا في مقالتنا السابقة هو ليس إلا إرثا ورثناه لان استحقاقات إسلامنا غائبة عنا وان اخطر الأمور التي نعانيها هو عدم إدراك الناس أن الذنب الاجتماعي أصعب من الذب التعبدي لما له من نتائج كارثية على الفرد والمجتمع. لذلك ينبغي علينا أن نراجع أنفسنا ونعترف بأننا يمكن أن نكون السبب في بعد الناس عن  دين الله بدل أن نكون سببا في دخولهم فيه لان كثيرا من البشر ما يلفت انتباههم  ليست الصلوات والشعائر التي تقوم عليها الأديان ولكن الذي يثير اهتمامهم سلوك ومعاملات أصحاب هذه الديانات ومن هنا يبدأ التفكير والبحث والسؤال عن دينهم وعن الدوافع التي هي سبب في سلوكهم مما  يهىء لهم الفرصة لدخول هذا الدين.إن السلوك و المعاملات الحسنة تضع الإنسان أمام تساؤلات كثيرة و أخص هنا الذين لم يولدوا على فطرة الإسلام لأنهم لن يستطيعوا استيعاب الحديث عن سيرة محمد (ص) ولن يتوجهوا للبحث عن دينه الذي جاء به إلا إذا وجدوا أمثلة حية لأشخاص يكونوا قدوة لمنهاج وسلوك محمد(ص). وإذا رجعنا إلى كتب التاريخ الإسلامي نجد الكثير من الأمثلة الحية وكيف كان للمعاملة الحسنة والسلوك الحسن الأثر الكبير في اعتناق الناس للإسلام، وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن أهل الهند دخلوا الإسلام  في بداية الأمرعن طريق احتكاكهم المباشر بالتجار ومعاملتهم وسلوكهم الحسن والذي كان سببا مباشرا في دخول هؤلاء الناس في الإسلام. في بعض الأحيان يكون الإنسان في حيرة من أمره حيث أن هناك أمور يجب أن لا نمر عليها مرور الكرام لماذا لم نسأل أنفسنا ولو لمرة واحدة لماذا رغم أن بلاد المسلمين يدخلها من غيرالمسلمين أو الأجانب أعداد لا حصر لها ومنهم من يقيم في بلاد المسلمين لفترات طويلة إلا أنهم لم يتحرك لهم ساكن في السؤال عن ديننا ومعرفة علومه؟ والإجابة طبعا لأنهم لا يرون من مظاهرو سلوكيات ديننا إلا الاصطفاف على أبواب حمامات الوضوء وصلاة وصوم دون أن يرافق هذه الشعائر أخلاق وسلوكيات هي استحقاق ديننا لأننا في حقيقة الأمر مغيبين عن حديث رسول الله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).  فهم لا يرون من  سلوكنا إلا كذب الحديث والجبن والنفاق والغيبة والنميمة والكثير من الآفات الاجتماعية المنفرة ، فيخرج هؤلاء الأجانب بنتيجة أن إسلامنا مدعاة أفعالنا ولولا ان اسلامنا كذلك لما كنا كذلك.  فهل تعتقدون أن هؤلاء الأجانب سيفكرون يوما في الدخول في الإسلام أو حتى في معرفة شيء عن الإسلام.  فسلوكنا بدل أن يكون مبعث عز وفخار لنا، وبدل أن يكون دعوة صريحة وعملية للإسلام اصبح نقمة على الاسلام.   إن الاشخاص الذين اتبعوا سيدنا محمد (ص) في بداية دعوته، إنما اتبعوه لأنه كان هو الأخلاق نفسها، فهو كان الصادق الأمين وذلك قبل أن تفرض عليهم أية شعائر دينية أو تعبدية. يا أخي  انظر إلى قادتنا وسياسينا حيث تجد أن لهم أمام جماهيرهم خطاب وأمام الإعلام العربي  لهم  خطاب  آخر وأمام الإعلام الأجنبي لهم خطاب مختلف،  يحترفون الكذب أمام جماهيرهم يتوددون إلى أعدائهم و يعادون بعضهم بعضا مع ان نبينا حدثنا ( الرائد لا يكذب أهله).  بالله عليكم ألا يحتاج هذا إلى وقفة تأمل ومراجعة حساباتنا وأن نسأل أنفسنا هل ما نفعله يمت للرسالة المحمدية بصلة؟؟ أخيرا أريد أن انوه لكم أن الحضارات العظيمة عندما زهت ونمت وارتقت بمستواها على جميع الأصعدة بدأت بإصلاح سلوكياتها والمنافسة الحقيقة بيننا وبين جميع الحضارات تبدأ من ممارسات سلوك الرسالة المحمدية  لذلك يجب ان نعامل غيرنا كما نحب ان نعامل . يا رَبْ عَلمّنْي أنْ أحبّ النَاسْ كَما أحبّ نَفسْيوَعَلّمني أنْ أحَاسِبْ نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْوالله ولي التوفيق