بنيامين نتنياهو لا يكتفي بان الاغيار الذين يطلبون حق المواطنة الاسرائيلية سيصرحون بانهم يعترفون باسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. الان يطالب بان يصرح الجيران خلف الحدود ايضا بان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي (وماذا عن الديمقراطية؟). وهم سيعطون اعترافا للاجيال وهم سيعطون تجميدا لشهرين. ربما ثلاثة. يهودية في حملة تنزيلات. ولا، من قال ان هذا شرط. بالاجمال بيبي يحرص على ان يجد ثقة الجمهور الاسرائيلي بالفلسطينيين – الثقة التي اضاعها في اعقاب الاحداث العنيفة للانتفاضة. ذات مرة لعب الامن دور النجم في خانة "اذا اعطوا" في اعلانات نتنياهو الدعائية. عندما لا تكون عمليات (وتكون هناك بؤر استيطانية)، العقل التجاري لتاجر الاثاث اخترع الدولة اليهودية. يقال ان هذا ينسجم تماما مع سوق محنيه يهودا، وربما حتى بقدر أفضل من بضاعة افيغدور ليبرمان. نتنياهو قال أمس في الكنيست انه اذا قبل الفلسطينيون اقتراحه فانه سيطلب من الحكومة اقرار "ارجاء اضافي" للبناء". وخلافا لاقوال ليبرمان لوزيري الخارجية الاوروبيين، فان بيبي ليس ساذجا. رئيس الوزراء يعرف بان لا داعي له لان يخشى رد فعل المستوطنين واسيادهم في الائتلاف؛ فعندما يطالب عباس بالاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، فانه يمد للزعيم الفلسطيني يده للانتحار السياسي. نتنياهو يفهم بان الزعيم الفلسطيني الذي سيعترف بان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، سيعترف بان ليس للفلسطينيين فيها أي جزء وملك. بتعبير آخر: هذا تنازل مسبق عن حق العودية. بيبي يفهم بان هذا ذخر باهظ الثمن ومركب جدا من أن يتخلى عنه الفلسطينيون بربع المجان – تجميد مؤقت وجزئي (بدون شرقي القدس) للمستوطنات. في افضل الاحوال، سيتخلوا عن تحقيقه، في اطار اتفاق دائم، يريحهم في مسألة الحدود والقدس. وها هو النص الذي سنسمعه على لسان رئيس الوزراء، بعد أن يرفض عباس الصفقة المشكوك فيها الذي يعرضها عليه نتنياهو: "عندما يرفضون هم قول شيء بهذا القدر من البساطة، يطرح السؤال: لماذا؟ أتريدون أن تغرقوا دولة اسرائيل باللاجئين التي لن تعود تكون دولة مع أغلبية يهودية؟ أتريدون أن تمزقوا اجزاء من الجليل والنقب؟". هذه الاقوال ليست ثمرة العقل الثاقب للموقع أدناه. هذا اقتباس عن اقوال قالها نتنياهو قبل ثلاثة اسابيع في مؤتمر صحفي في سديروت. هذه كانت مراجعة عامة قبيل مناورة صرف الانتباه عن أزمة تجميد البناء في المستوطنات. اكثر لباقة بكثير أن تتفجر المفاوضات على مؤامرة فلسطينية لالقائنا في البحر. هذه البضاعة تسوق على نحو افضل بكثير في السوق اليهودية – الامريكية. من الصعب التصديق بان سياسيا خبيرا مثل براك اوباما سيقع في فخ مكشوف بهذا القدر، ويتعاون مع نتنياهو في محاولة لدفع عباس الى هناك. وماذا سيحصل بعد أن يعلن عباس (مثلما سارع مستشاروه الى الايضاح امس) بشكل نهائي بان تعريف هوية الجار ليس من شأنه، بل فقط من شأن الجار نفسه. اسرائيل ستعلن ردا على ذلك بانها تحل التجميد للبناء في المستوطنات نهائيا وتجميد نهائيا المفاوضات على حل الدولة اليهودية الى جانب الدولة الفلسطينية. كل تاجر خردوات يعرف ان من يرفع الثمن أكثر مما ينبغي، فنهايته أن يخرج بايدي فارغة.