في 3 تشرين الثاني، بعد نحو شهر، ستبدأ الولاية الثانية للرئيس اوباما. نعم، نعم، فقط سنتين بعد انتخابه رئيسا، وليس أربع سنوات مثلما يقرر الدستور. قولنا هذا لا ينسجم، بالطبع، مع بنود الدستور، بل يعكس فقط جدولا زمنيا سياسيا تدور عقاربه بوتيرة أسرع نحو انهاء فترة الولاية الاولى للرئيس اوباما. ماذا سيحصل في 3 تشرين الثاني؟ الرئيس اوباما سيعقد في ذاك اليوم اجتماعا لمستشاريه المقربين. رام عمانويل سيتغير. فبعد أن كان، عمليا، رقم 2 في البيت الابيض، فان الامر سيكون مختلفا حقا بالنسبة للرئيس. مكان عمانويل يحتله بيت راوس، رئيس الطاقم الجديد. على ماذا ستدور المشاورات في صبيحة يوم الاربعاء، 3 تشرين الثاني؟ المجتمعون برئاسة الرئيس سيبحثون، في اجواء طوارىء حقيقية، نتائج الانتخابات للكونغرس، التي كانت قبل يوم من ذلك. يحتمل أن يتبين لهم بان حزبهم الديمقراطي فقد الاغلبية في مجلس النواب، والخصم، الجمهوريون، قضموا من الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وأمام المجتمعين ستبسط الصحف التي قد يكون احد عناوينها الرئيس، غداة الانتخابات للكونغرس، سيبشر: حتى السيناتور هاري ريد، زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، خسر مكانه في ولاية نفادا لصالح جمهوري. هذا هو السيناريو، والسيناريو فقط، لشهر آخر. وهو يستند الى استطلاعات الرأي العام والى الاجواء العامة. وسواء كانت نتائج الانتخابات للكونغرس بالفعل ستنقذ الحزب الديمقراطي بصعوبة، أم سيكون الضرر السياسي أقل من ذلك، ففي نهاية عهد رام عمانويل في البيت الابيض يبدأ عهد جديد: تعيين بيت راوس بدلا من عمانويل يعكس نية من الرئيس لمحاولة الوصول الى تفاهمات في مجالات التشريع مع الحزب الجمهوري. وليس صدفة أن وصف بيت راوس، الرجل الذي خرج الى الاضواء، بانه "السيناتور الـ 101". في ماضيه عمل خلف الكواليس مع السيناتورين داشل واوباما، وحياته السياسية قام بها، خلافا لسلفه، "دون رنين"، بالقياس الى عمانويل الذي سعى الى الصدامات وبين أسنانه كانت دوما سكين سياسية بواسطتها قطع ودفع الى الامام بسياسة الرئيس. خليفته سيسعى الى الحلول الوسط وذلك لان بانتظار الرئيس فترة غير سهلة: اذا ما تضرر الديمقراطيون بالفعل في انتخابات تشرين الثاني، من المتوقع لاوباما ان يقضي باقي ولايته، سنتين، مع كونغرس صدامي في كل مواضيع التشريع. يمكن لاوباما أن يتشاور مع احد اسلافه، كلينتون، الذي شهد هو الاخر على جلدته كونغرس صدامي. من غير المتوقع أن ينشغل راوس في مواضيع المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية. عمانويل "هجم" على هذه المسألة، وذلك أيضا لانه يهودي. عمليا، هذا ليس من مهمة رئيس الطاقم الانشغال في الشؤون الخارجية، بل ادارة الاصلاحات التي يسعى الرئيس الى تحقيقها. بتقديرنا، عمانويل أضر فقط وليس فقط بالرئيس بل بمجرد المعالجة لمسألة المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية. وبشكل عام، فان مربي الذرة في كانزاس لا يهتم جدا بمسألة تجميد البناء في مكان ما هناك، بل بوضعه الاقتصادي. لهذا ينبغي ان يعد نفسه اوباما في باقي ولايته. مستشاره الخاص، دافيد اكسلرود، يفترض أيضا ان يعتزل كي يمهد التربة لمنافسة الرئيس على الولاية الثانية. إذ بعد تشرين الثاني، ووفقا لما تفيد به الساعة السياسية (وليس الدستور!)، تبدأ فترة ولاية ثانية. ويحتاج الرئيس الى أن تكون هذه أكثر نجاحا من السنتين الاولتين.