انتابني شعور من القلق عندما وجدت بعض وسائل الإعلام انزلقت إلى مستنقع ترويج الشائعات بقصد أو بدون قصد دون أن تتأكد تلك الوسائل وهؤلاء العاملين في المجال الإعلامي من صحة المعلومات من مصادرها الرسمية. ففي الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة إعطاء الحدث حجمه الحقيقي وعدم إخفاء أي حقيقة، إلا أننا في ذات الوقت يجب أن نردع كل من تسول له نفسه بالعبث في الساحة الفلسطينية من خلال بث السموم والشائعات التي أكلت أكل الأخضر واليابس وأقدمت اليوم لتأكل وسائل الإعلام ذاتها!. ما حدث في مدرسة عبد الملك بن مروان يستوجب الوقوف عنده بجدية من أجل دراسة الحالة، فما أعربت عنه المصادر الرسمية في الحكومة الفلسطينية خاصة في وزارتي التربية والتعليم والصحة هو أن ثلاث حالات اشتبه في إصابتها بالتسمم، بينما غادر المستشفيات عدد من التلاميذ الذي أجريت لهم الفحوصات من قبل متخصصين في وزارة الصحة للاطمئنان على سلامتهم صحيا وطبيا. وبينما أتصفح وسائل الإعلام الإلكترونية وجدت الموضوع يتسع كما تتسع بقعة الزيت على القماش، وللأسف فإن بعض وسائل الإعلام انزلقت إلى إدراج هذه المعلومات الإضافة لإضفاء نوع من الإثارة على موقعها لجلب مزيد من القرّاء، بينما غفلت هذه الوسائل عن أن هذه الشائعات وهذه الأخبار غير الدقيقة تقدح مباشرة في مصداقيتها أمام المواطنين والإعلاميين وقادة الرأي في المجتمع الفلسطيني. ولعلي هنا أسجل نقطتين بالتزامن؛ نقطة ثناء إلى وسائل الإعلام التي بقيت صامدة ولم تلتفت إلى حرف الموضوع عن اتجاهه الصحيح، أو إلى وسائل الإعلام التي تداركت نفسها وحذفت الخبر وعرضت خبرا أكثر صدقا وصحة، والنقطة الأخرى هي نقطة معاتبة إلى وسائل الإعلام التي تدعي المصداقية والأمانة والشفافية حيث شرعت في تهويل الموضوع وبدأت في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة من أجل بث الرعب والخوف بين صفوف المواطنين وأولياء الأمور. فيا وسائل الإعلام؛ إنني أتمنى منكم جميعا وبلا استثناء التحلي بروح المسئولية الوطنية والالتزام بالمعايير المهنية والإعلامية في نقل المعلومة الصادقة من مصادرها الرسمية والمخولة بالحديث عن الموضوع ذات العلاقة، حيث أن تلك المصادر معروفة لدى الجميع، وأن تبتعدوا كل البعد عن مواطن الشائعات والشبهة.صحفي فلسطيني مقيم في غزة