لقد ظلمنا إسلامنا ودعوتنا إليه عندما تعاملنا معه على أنه ليس إلا إرثا ورثناه.نحمل رسالة عظيمة لكننا غير مؤهلين لها، خلقنا وأبصرنا الدنيا فوجدنا أنفسنا على فطرة الإسلام، فما هو إلا إرثا ورثناه من آبائنا وورثه آباؤنا من آبائهم فلم يعرفوا حقيقته ولم نعرفه. نحن ندافع عنه ونرى غيرنا وهو يدافع عنه، ولكننا لم نرَ من أكثرنا دفاعا عنه إلا انه إرثا ورثناه ولم نتجاوز في دفاعنا عنه أكثر من عصبيتنا لعائلتنا أو قبيلتنا أو عادة قد ورثناها. أتساءل كثيرا؛ لو خلقنا في بلد غير إسلامية مثلا كأمريكا أو أوروبا هل سنكون مسلمين أوهل سنبحث عن الإسلام وتعاليمه؟! إن ما نراه بأعيننا أن معظم المسلمين يكادوا أن يقضوا عمرهم كله دون أن يقرأوا كتابا واحدا عن الإسلام! فكيف بهم لو كانوا في بلد غير بلاد المسلمين! فلماذا نظلم غيرنا وننعتهم بالكفر؟؟ هل وجد هؤلاء من هو مؤهل ليحمل لهم رسالة الإسلام ؟ هل وجدوا من يحسن إيصال رسالة محمد(ص)؟؟ ضع نفسك مكان هؤلاء الناس وفكر مليا.نتفاخر بأننا مسلمون وأننا على حق، والجنة لنا والنار لهم، ولكن في حقيقة الأمر إسلامنا ما هو إلا إرثا ورثناه من آبائنا وأن الأمم السابقة كانت تدافع عن دين آبائها وكانت تموت من اجله والسبب انه ليس إلا إرثا ورثوه . قال تعالى : (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)الشعراء (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )الزخرف لذلك إنني أقول بأننا نحمل دينا عظيما لكننا لا نستطيع أن ندافع عنه إلا من زاوية انه ليس إلا إرثا ورثناه، وليس لأنه رسالة تحتاج إلى علم ودراسة، دراية ومعرفة، جد واجتهاد حتى نستطيع أن نوصله إلى جميع أرجاء العالم بتعاليمه. إنني أرى بأننا جميعا سوف نحاسب حكومات وأحزاب وأفراد لأن كلا منا مسؤول عن نشر رسالة الإسلام إلى كل بقاع الأرض. إن ما أريد قوله أن الله رحيم بعباده لا يحب الظلم ، عادل في أحكامه. وما توصلت له بعد تفكير عميق أننا ليس لدينا الحجة أو البرهان بان علماء وعباقرة هذا العالم الذين أجرى الله على أيديهم تفجير الذرة واكتشاف المجهول والانطلاق إلى الفضاء بأنهم سوف يحاسبون على أنهم غير مسلمين لأنهم لو وجدوا من يوصل إليهم الإسلام وعنده المقدرة على عرضه بطريقة صحيحة لأسلموا.ويقول الله في محكم التنزيل﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ويقول الله في محكم التنزيل على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ ولكنني في هذا الصعيد أقول بان كثيرا من هؤلاء الناس من يؤمن بوجود الله ولكنهم لم يجدوا من يأخذ بأيديهم إلى طريق الرشاد فأسأل الله ألا نكون نحن فتنة لهم بأفعالنا وجهلنا وبعدنا عن الإسلام. فيا أيها المسلمون لا تتعاملوا مع الإسلام من زاوية أنه ليس إلا إرثا ورثتموه وكونوا سفراء يحملون رسالة الإسلام بصدق وأمانة لأنكم ستسألون عنها يوم الدين. يا رَبْ عَلمّنْي أنْ أحبّ النَاسْ كَما أحبّ نَفسْيوَعَلّمني أنْ أحَاسِبْ نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْوالله ولي التوفيق