خبر : وأخيرا عادت الروح من جديد ..عماد عبد الحميد الفالوجي

الإثنين 27 سبتمبر 2010 06:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
وأخيرا عادت الروح من جديد ..عماد عبد الحميد الفالوجي



وأخيرا عادت الروح من جديد لجسد المصالحة وعادت تتحرك بقوة أكبر وأمل كبير نحو النجاح فى إنهاء حالة الانقسام التى يعاني منها شعبنا منذ سنوات ودفع ثمنها من دمه ونفسيته واقتصاده وتحمل ما لا تتحمله الجبال الرواسي , ولكنه كان دائما يتطلع نحو الأفق البعيد ويصنع الأمل بشكل دائم ويرسم طريقه لذلك اليوم الذي تعود فيه اللحمة الوطنية لطبيعتها من جديد , ولإعادة الصورة الناصعة لشعبنا وتجاوز هذه المرحلة النكدة من تاريخه ليضع الأسس الصحيحة التى تنظم الخلافات الداخلية وتضع المخارج لها , ولدى قيادات شعبنا من الخبرة والحنكة ما يجعلها قادرة على وضع الأسس الكفيلة بتحقيق ذلك .    بالرغم أن ما تم الاتفاق عليه فى الاجتماع الأخير – بالأمس – الذي ضم وفدا رفيعا من قيادة حركتي فتح وحماس لم يكن مستغربا وهو ما نادى به منذ البداية كل من تدخل لإنجاز اتفاق المصالحة  بين الطرفين , حيث كانت الأمور واضحة تماما بأن كل ما كان مطلوب هو إجراء مناقشة تفصيلية حول البنود التى وضعت عليها كل من فتح وحماس ملاحظاتها وشرح مفهوم كل منهما لتلك البنود والتوافق حول وضع الآليات للتنفيذ وغيرها من القضايا التى أكدنا سابقا أنه ليس من الصعب التوافق حولها – إذا صدقت النوايا – خاصة وأن ما كنا نسمعه من ملاحظات حول ورقة المصالحة المصرية لا يرتقي لدرجة إضاعة كل هذا الوقت لتحقيق أول خطوات المصالحة وهو التوقيع على الورقة المصرية , ولكن كما يقال " أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي " فقد حدث اللقاء وتم طرح القضايا بشكل تفصيلي وفى لقاء واحد مكثف ومركز وحمل نوايا التوصل الى حلول حدث ما توقعناه من عودة الروح بقوة الى جسد المصالحة وتحركت بسرعة وأعتقد جازما أن سرعتها ستكون أكبر مما يعتقده المتشائمون والكارهى للاتفاق الوطني , لأنه لم يعد خافيا على أحد أن المرحلة القادمة تحمل فى طياتها الكثير من المخاطر التى لن ينجو منها أحد على كافة المستويات , والتهديدات التى تتهدد القضية الفلسطينية أكبر بكثير مما يعتقد بعض هواة السياسة والذين لا يعلمون من الأمور إلا القشور وأصحاب المصالح الضيقة أو أولئك الذين ينظرون الى الوطن والقضية من منظار الحزب ولا يرون الوطن إلا كما يراه الحزب فقط وعند هؤلاء القاعدة الكارثية أن " الوطن بخير طالما حزبه بخير " , ومن هنا لم يفاجئ الإعلان الذي خرج به الاجتماع من نجاح الوفد من تجاوز الكثير من نقاط الخلاف ووضع تصور لها , ونجاح كل طرف من الاستماع الى رؤية الطرف الآخر وكيفية فهمه للقضايا الخلافية , وتأكد الطرفين من جدية كل منهما لتجاوز هذه المرحلة وإنهاء حالة الانقسام دون البقاء فى مربع اتهام كل طرف بأن هناك فيتو من هنا وهناك يمنع كليهما من توقيع اتفاق المصالحة , وبعيدا عن سياسة تسجيل النقاط لصالح هذا الطرف أو ذاك , ولكن وضع كل طرف رؤيته بوضوح على طاولة الحوار التى يجب أن تتسع للجميع ولكافة الأفكار ولا يجب أن تضيق أو تنحصر لصالح طرف دون الآخر بل يجب أن تزداد اتساعا لتضم كافة القوى والفصائل الأخرى .   بعد الإعلان الذي تم والجو الإيجابي العام والتوافقات التى توصل لها الطرفان ونجاحهما فى رسم خارطة طريق إنجاز المصالحة بشكل واضح وصريح عاد الأمل من جديد , ولكن هذا يحتاج الى عدم التوقف بل مواصلة الجهود بشكل متواصل ومركز وسريع حتى لا تكون الفرصة مواتية لأعداء شعبنا والمتربصين بنا من التسلل هنا أو هناك وافتعال مشكلة أو استفزاز لإفشال جهد المصالحة – كما حدث فى جولات سابقة – ومن هنا لابد من الحذر الشديد بالرغم من إدراكنا أن القيادة الفلسطينية كانت دائما حريصة على النجاح فى الوصول الى بر الأمان لإنهاء حالة الانقسام , وهذا ما سمعناه كثيرا من قيادة الفصيلين الأساسيين والى جانبهما كافة أطياف الشارع الفلسطيني وكافة المخلصين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية والأحرار فى هذا العالم .   الأمل اليوم أكثر حضورا لإدراكنا أن العقبات التى كانت تحول دون التوصل الى اتفاق المصالحة قد زالت بحكم الظروف والمستجدات على الساحة العربية والإقليمية والدولية – وجاءت هذه الرسالة أيضا من البوابة المصرية - وأصبح تحقيق المصالحة يصب فى الصالح العام وينسجم مع التطورات الراهنة والتحديات الكبيرة التى تواجه شعبنا وقضيتنا , واليوم الشعب الفلسطيني وقيادته فى حاجة أكثر مما سبق الى الاتفاق على برنامج المرحلة المقبلة وكيف يمكن صياغة تفاصيل العمل المشترك لمواجهة متطلبات المرحلة بكل تفاصيلها وتعقيداتها , المرحلة المقبلة تفرض علينا استعادة وحدة الوطن حتى نحقق حلم الدولة وتتطلب أن نثبت للمجتمع الدولي أن الشعب الفلسطيني قادر على قيادة مؤسسات الدولة بشكل حضاري , وأن الدولة الفلسطينية المنشودة ستكون أحد دعائم السلام والاستقرار فى المنطقة , وهذه الأهداف لن تتحقق بدون إتمام المصالحة والاتفاق على البرنامج الوطني الذي يشكل رافعة العمل السياسي والنضالي للمرحلة المقبلة والذي يحظى بقبول الغالبية الكبيرة من شعبنا الفلسطيني       م. عماد عبد الحميد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات