خبر : لمن وسام شرف ولمن جندي أول/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 21/9/2010

الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 12:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
لمن وسام شرف ولمن جندي أول/بقلم: عوفر شيلح/معاريف  21/9/2010



 إن هجوم رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت الأخير على وزير الدفاع ايهود باراك كشف صحفي آسر، ونادر جدا عندنا، للغرائز والحسابات التي تحرك القادة. قبل أن نتناول مضمون الكلام يجب أن نهنىء أولمرت: ففي اسرائيل – حيث ترك السياسة استراحة في الطريق الى العودة اليها فقط – بخلاف دول أخرى، ينشىء الخوف والمحاسبة على نحو عام كتبا ضجرة وروايات مصقولة عن الواقع. التاريخ على قدر كبير قصة الناس الذين صنعوه، ويكون أفضل كلما كان مصبوغا بألوان أقوى وأكثر حقا. في حالة أولمرت، تصاب القدرة على رواية القصة اصابة شديدة بسبب قيود الرقابة. يخمن أكثر المواطنين الاذكياء ما هي "القضايا الأمنية الحساسة"، التي قادها كما قال بجرأة وتصميم وحاول باراك صده. وكي لا أخطىء أنا نفسي من جهة الرقابة، أقول إن هذه القضايا في نظر اولمرت وناسه  – وبقدر غير قليل من الحق – والتي حدثت بعد سنة من حرب لبنان الثانية، تعزز زعمه بعد الحرب أن من أخطأ في ادارتها سيعلم أكثر من الجميع كيف يصلح المعوج في المرة القادمة. وماذا نفعل لا تمكن الرقابة من الكشف عما تعلمه الصحف، ولهذا يضطر اولمرت الى التلميح وتضطرون الى الاعتماد عليه أليس كذلك. لكن يتبين مما يقولوه اولمرت سؤال آسر: كيف نحكم على العموم على أداء وزير الدفاع. خذوا على سبيل المثال باراك: اذا استثنينا شهادة اولمرت في ذلك الشأن الخفي، فاننا نعلم جيدا أن عملية "الرصاص المصبوب" قد دبرت بخلاف رأيه. طلب باراك انهاء العملية بعد عدة أيام والامتناع عن دخول اجراء بري. واستمر القتال بالفعل نحوا من اسبوعين مع دخول كثيف للقوات البرية في القطاع. وعلى ذلك، فان عددا من العمليات الشديدة الأهمية لقوات الأمن في زمن باراك تمت بخلاف رأيه، وبقرارات اتخذها رئيس الحكومة وقادها وفي خط مباشر بين اولمرت ورئيس الاركان. امحوا الآن اسم "ايهود باراك"، وضعوا مكانه "عمير بيرتس"، وستحصلون على جملة كانما كتبت في حرب لبنان الثانية. في الحقيقة، كان أثر وزير الدفاع المدني الذي لم يعرف كيف يزيل غطاء المنظار، على العملية العسكرية الكبرى في زمنه، أكبر من أثر "سيد الجيش" في زمنه هو. كما كتبت ها هنا كثيرا، أرى أن منصب "وزير الدفاع" يكاد يكون فارغاً من المضمون. فالوزير لا يؤثر في ميزانية الجيش (فهو يمثل فقط لابسي البزات العسكرية في التباحث فيها)، ولا يصوغ الجيش (لأن جميع التغييرات ذات الشأن في المنظمة، والشراء والتدريب تتم على أيدي الجنرالات)، ولا يحدد تصور تشغيله وطراز الخدمة فيه. ماذا نفعل، كل هذا من وجهة نظر أكثر المواطنين نقاش نظري، والامتحان الرئيس للوزير هو في كونه رئيس أركان أعلى يتدخل في قرارات تكتيكية ويتحمل  المسؤولية عن اخفاق العمليات. ومن هنا يأتي الشوق الى أناس عسكر سابقين يعرفون الجيش، وهم في الحقيقة أقل الناس تأهيلا ليكونوا وزراء دفاع. لم أقنعكم حتى الان ولم أنجح الان. لكن انتبهوا لما يقول لكم اولمرت: إن وزير الدفاع ذا  الخلفية العسكرية الواضحة والأوسمة التي تملأ الصدر حتى عندما كان رئيس أركان أعلى، كان أقل أهمية من ضابط تسليح لم يطلق رصاصة في معركة. هذا كشف صحفي مهم لا يفاجىء من يتناول المادة لكنه جوهري عند من ما يزال مقتنعا بأن من تولى قيادة فرقة فصاعدا فقط يستطيع أن يكون وزير دفاع.