خبر : الجيش والحكومة التركية يتأرجحان بين بريطانيا وامريكا..فتحي احمد

الأحد 19 سبتمبر 2010 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجيش والحكومة التركية يتأرجحان بين بريطانيا وامريكا..فتحي احمد



يعتبر الجيش التركي صنيعة بريطانيا فالتاريخ التركي القريب يحكي لنا ان مصطفى كمال اتاتورك له اليد الطولى في تأسيسه منذ أن نفذ مخططات الإنجليز بهدم الدولة الاسلامية ، هذا وقد عكف على تكوين نواة الجيش قياديا وثقافيا حسب الرغبة الانجليزية، وبرمجت ثقافة الجيش من محاربة الإسلام بأفكاره وحتى بمشاعره، واستعمل كل الأساليب القمعية في تصفية عناصره التي لا يرى عليها أية بوادر لاحترام الإسلام، ولم يكتفِ بعدم احترام عنصر الجيش للإسلام حتى يبقى ويحصل على ترقية، بل حتى إن احترام نساء تلك العناصر وأقربائهم للإسلام أدخلها في الحسبان.وهكذا نشأ الجيش على العلمانية وعلى الولاء للإنجليز وسياساته، وكان يعدُّ نفسه حامي أسس الجمهورية التي وضعها مصطفى كمال، القائمة على الخطين الأساسيين السابقين: العلمانية ومحاربة الإسلام، والولاء للإنجليز، وكان الجيش يعدُّ نفسه حارساً أميناً لهاتين الجريمتين.نعرف ان امريكا ساهمت بشكل كبير في صناعة حزب العمال التركي لكي تتوغل في تركيا وتحارب بريطانيا ونجحت في تقليم اظافر الجيش الكمالي بعدما سيطرت بشكل جيد على المشهد السياسي التركي وبدأت تحارب في حليف الامس وهو حزب العمال التركي تدور في تركيا اليوم زوبعة قوية وهي حرب دستورية يتزعمها اردوغان للاطاحة بالجيش العلماني ونجح المستفتون في جعل البرلمان التركي هو من ينصب اعضاء المحكمة الدستورية بالسواد الاعظم من الاعضاء والذي ارتفع اعضاؤه الى سبعة عشر عضوا هذا فضلا عن صدور قرار يلزم عناصر الجيش للمثول امام المحاكم المدنية بجانب انه يجوز للشعب التركي الاطلاع على سجلات القادة السياسيين هذا اللون من التغيير يحمل في ثناياه ديكتاتوريه بطعم مختلف فبعدما كان للجيش الصولة والجولة اضحى القرار في يد الحكومة وحزب العدالة والتنمية فلو تتبعنا جيدا الخط السياسي التركي بعد فوز اوردغان برئاسة  الوزراء حتى اللحظة سنجد بأن الصراع الانجلو امريكي على الساحة التركية حقق نتائج ايجابية لصالح الولايات المتحدة فالجيش الذي ازعج امريكا ردحا من الزمن بدأ يخضع لانظمة ولوائح بهذا يكون قد فقد اهم امتيازاته ما يدل على تلك الامتيازات حينما وقف اروبكان ضد المناورات العسكرية بين الجيش التركي والاسلامي كيف اجبره أي الجيش على القبول بالامر الواقع ولا ننسى اردغان حينما خطب يقول المساجد هي ثكناتنا، والمآذن حرابنا، والقباب خوذاتنا، والمؤمنين جنودنا ماذا حل به كانت كلماته التي اطلقها وقعا عليه حيث تعرض للسجن لمدة عشرة شهور من المعلوم لدى العامة ان الجيش مؤسسة عسكرية تأتمر برئيس الدولة وليس العكس ففي الحالة التركية الوضع مختلف تماما كانت السطوة بيده وهو صاحب الحل والعقد نتيجة هذا التسلط والانفراد في المستوى العسكري والسياسي قال الشعب التركي كلمته وحيد الجيش ووضعه في زاويته التي وجد من اجلها وهي حماية الشعب والذود عن الحدود  ما اود قوله ان طيب رجب اردغان استطاع ان يتغذى بالجيش قبل ان يتعشى به وبهذا النمط الانقلابي نستطيع القول ان عهد الانجليز ولى وان معقل اخر من معاقل بريطانيا قد سقط وانطفأت نار الكماليون وقد استعصى على الامريكان تقويضه رغم ولوجهم في صفوف الجيش  الا انه بقي موالي لاسياده الانجليز حتى الرمق الأخير فالخطوة التالية بعد هو تنحية كبار الجنرالات في الجيش وتطعيمه بعناصر اردغانية واسناد مناصب عليا فيه الى اشخاص ليس همهم الوحيد الا الكرسي وتنفيذ قرارات الحكومة بزعامة اردغان .