القدس المحتلة / سلّط الاعلام العبري امس الخميس الضوء على التصعيد الحاصل في الجبهة الجنوبية، اي قطاع غزة، مشددًا على انّ حركة حماس معنية بتسخين الجبهة، ولكنّها بموازاة ذلك، معنية ايضا بالمحافظة على سلطتها في قطاع غزة، وفي هذا السياق، زعمت الشرطة الاسرائيلية ان قذيفتين على الاقل من القذائف التي سقطت في النقب الغربي احتوت على مادة الفسفور وانها عمليا قنابل فسفورية.وقالت ان فحوصاتها اكدت ذلك. وقال خبراء المتفجرات في الشرطة، كما كتبت ’يديعوت احرونوت’ انّ القذيفتين اللتين حوتا مادة الفوسفور لا تسببان اضرارا اكبر من القذائف التي اطلقتها فصائل المقاومة حتى اليوم’. ونقلت عن مصدر في الشرطة قوله انّ هذه ليست المرة الاولى التي تطلق فيها قذائف فوسفورية من غزة. وتتزامن المزاعم الاسرائيلية المذكورة مع الحملة الاعلامية حول تعاظم قوة حماس العسكرية، ولكن بحسب التلفزيون الرسمي في الدولة العبرية فانّ الجولة الحالية من التصعيد ستنتهي دون الدخول في مواجهة عسكرية، مثل عملية الرصاص المسبوك، اي العدوان الاخير على غزة.من ناحيته نقل موقع ’معاريف’ العبري عن رئيس المجلس الاقليمي اشكول حاييم يلين، قوله انه قرر تقديم شكوى باسم المواطنين الى الامم المتحدة حول استعمال القنابل الفوسفورية المحظورة حسب القانون الدولي.، بالاضافة الى ذلك، عبّرت مصادر في الجيش عن قلقها من ان الحديث يدور عن نوع جديد من القذائف الصاروخية لدى فصائل المقاومة.على صلة بما سلف، هدد وزير البيئة جلعاد اردان، من اقطاب حزب الليكود الحاكم، بشن حرب اخرى على قطاع غزة، عملية رصاص مصبوب (2) على غرار الحرب التي شنها على القطاع قبل اكثر من عام .وقال اردان خلال مقابلة مع اذاعة العامة الاسرائيلية ردا على اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة نحو اسرائيل ان الرد سيأتي الرد اجلا ام عاجلا، على حد تعبيره.وحسب اقواله فان سكان جنوبي اسرائيل يحتاجون للرد العسكري، فنتنياهو يقود سياسة الرد السريع والمؤلم، مشيرا الى انه في حال استمر اطلاق الصواريخ فمن المتوقع ان تكون هناك ضرورة للقيام بعملية رصاص مسبوك رقم 2.جدير بالذكر انّ الحملة ضدّ حماس تأتي بالتزامن مع التقارير الاسرائيلية الرسمية التي قالت انّ حماس قامت بتطوير صاروخ يوفر لها القدرة على قصف منطقة المركز او ما يعرف بـغوش دان بأكمله، وهي المنطقة التي تُعتبر عصب الدولة العبرية، وصولا الى مدينة كفار سابا.وبحسب المصادر في تل ابيب فانّ حماس استكملت في الايام الاخيرة سلسلة تجارب صاروخية على الصاروخ المتطور (فجر) الذي يصل مداه الى نحو 80 كيلومترا، لافتةً الى انّ نجاح هذه التجارب يعني انّ حماس سوف تبدأ بعد عدة شهور مرحلة انتاج هذه الصواريخ التي ستكون قادرة على قصف مدن كفار سابا، هرتسليا، رعنانا وكفار شمرياهو، مشددةً على ان التطور الهائل الذي حققته حماس في محال الصواريخ خلال العقد الاخير يثير القلق الاسرائيلي من جهة ان ذلك يعني ان حماس ستكون قادرة على ضرب كافة مناطق المركز.من ناحيتها نقلت صحيفة ’معاريف’ العبرية الخميس عن القناة العاشرة من التلفزيون الاسرائيلي، ان مسؤولين في المستوى السياسي طالبوا الوية البحث التابعة للجهات الاستخباراتية، بوضع تقديرات لسيناريو تقوم من خلاله حركة فتح باعادة السيطرة على قطاع غزة.واوضحت القناة ان هذا الطلب جاء فى اعقاب اقتناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء حكومته، بأن اي محادثات سلام شاملة في المنطقة مرهونة بالفشل في حال تجنبها لقطاع غزة. واشارت الجهات الاستخبارية في تقديراتها الى ان ما يجري على ارض الواقع هو العكس تماما، موضحين ان حماس نفسها هي من تحاول السيطرة على الضفة الغربية، ولا يستبعدون قيامها بانقلاب بالقوة لتحقيق ذلك.ولفتت القناة العاشرة الى ان التقديرات قدمت صورة مُخجلة في المرحلة الحالية، حيث يتأكد في هذه الصور عدم قدرة ابو مازن على اعادة السيطرة على قطاع غزة.ونقلت القناة العاشرة عن مسؤول رفيع في وزارة الامن الاسرائيلية قوله، انّ الدولة العبرية لن تستطيع التوصل الى حل سلام دون قطاع غزة، ولا يمكن الفصل بين المناطق، مضيفا ان الهدف من هذا التقدير هو عدم ادارة مفاوضات لكل منطقة على حدة، وانما التوصل الى حل شامل يضم جميع مناطق الضفة وغزة، مشيرا الى ان هذا الامر يعتبر بمثابة عائق واقعي في المفاوضات. واضافت الصحيفة العبرية انه قد اتضح من التقديرات التي اجراها في الفترة الاخيرة خبراء في هذا المجال، انه وفي هذه المرحلة لا تمتلك السلطة الفلسطينية القوة لاعادة السيطرة على غزة، طالما بقي الوضع على ما هو عليه، وعلى هذا يمكن ادارة مفاوضات والتوصل الى اتفاقات اساسية في مناطق اخرى، ولكن لا يمكن التوصل الى حل شامل، وعند هذه النقطة ستتوقف المفاوضات ولن تتقدم - حسبما جاء في تقدير الوضع.في نفس السياق قال المحلل العسكري في صحيفة ’يديعوت احرونوت’ انّ من يسكب الماء البارد على الحماسة الفلسطينية هو الجنرال الامريكي الذي يتولى بناء القوة الشرطية الفلسطينية في الضفة. وبحسبه فانّ الجنرال الامريكي اوضح للسلطة انّها في غزة ارادت الحصول على كل شيء من وسائل قتالية وميزانيات وخسرتها لحماس، مشيرا الى انّ دايتون اعلن انّ قدرة الفلسطينيين على الهضم اقل كثيرا من شهوتهم، ويرفض تزويدهم بالاسلحة خشية سيطرة حماس عليها في حال وقوع مواجهة عسكرية مع السلطة.وفي نفس السياق قال المستشرق الاسرائيلي د. غاي بخور، في مقال نشره الخميس في ’يديعوت احرونوت’ انّه على ضوء عمليات الاحتيال والمراوغة التي تمارسها السلطة في رام من اجل التهرب من استحقاقات العملية السلمية، على حد تعبيره، يجب ان يدفع الاسرائيليون، قادةً وشعبا، الى التفكير جديا بان سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية، لن تكون اصعب بالنسبة للدولة العبرية من حكم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس.