غزة / سما/ يكتب دونالد ماكنتاير مقالة تحليلية نشرتها الاندبندنت البريطانية على صفحاتها للرأي علق فيها على المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي ستشرع الاسبوع المقبل. وبالاخص تساءل عما تحمل هذه المفاوضات الامل بالوصول الى اتفاقية سلمية تجلب السلام الى الشرق الاوسط اخيرا. في مطلع مقالته يقول ماكنتاير انه ليُعذَرُ المحللون الفلسطينيون لدى تساءلهم عما اذا كانت لهذه المفاوضات اهداف عدا تلك التي تتطرق الى الشؤون السياسية الداخلية في الولايات المتحدة, او لربما حملت اهداف حقيقية للسلام هذه المرة. كما وتساءل ان كان نتانياهو سيبقى كما يراه الكثير بالانتهازي اليميني اما اذا كان بالفعل يرمي ليربح مكان على منصة التاريخ. ويضيف ماكنتاير ان الوضع كما هو عليه او على الاقل كما يبدو للبرهة الاولى, لا يوحي بكثير من الامل والترقب بحدوث سلام ونهاية للنزاع الابدية بين الاسرائيلية والفلسطينيين. ففي الكفة الاولى لدينا رئيس حكومة يميني يتصدر كادر يمينيا يرفض حل الدولتين اصلا. يضع شروطا جديدة لم يسبق ان وضعت في مفاوضات سابقة بين الطرفين, اضافة الى الموضوعات الشائكة التي تشكل بؤرة الاختلاف كقضية القدس واللاجئين وحدود الدولتين. فقد صرح نتانياهو امس عن عزيمه وضع شرطين جديدين احدهما اعتراف فلسطيني بدولة اسرائيلي دولة لليهود وتكريس اولوية واهمية عليا للوصول الى اتفاقيات امن دائمة وحقيقية. وفي الكفة الثانية يقف رئيس فلسطيني يعرف بضعفه اذ يرأس مؤسسة مقسومة الى شطرين سياسيين مختلفين تنازل عن شروطه التي وضعها لبدء المفاوضات الاسرائيليين. نعود الى شروط نتانياهو الجديدة التي ستلقي صعوبة كبيرة بكسب موافقة فلسطينية عليها. فالاول لا يعني فقط الغاء حق عرب الداخل من البقاء في ما سوف يعتبر "دولة لليهود". بل انه يعطي مصداقية للنكبة وشتات الفلسطينيين اللاجئين في الدول العربية المحيطة. الامر الذي سيلغي حقهم بالمطالبة باعتراف بتهجيرهم او تعويضات لها. اما الشرط الثاني فيقصد به نتانياهو ابقاء قوات اسرائيلية على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية الامر الذي سيحول دون تهريب اسلحة للفلسطينيين عبر الحدود مع الاردن. الامر الذي سيلاقى بالرفض حتما من الجانب الفلسطيني. غير ان ثمة بصيصا من الامل يتمثل بامور سرية اطلعها نتانياهو على الرئيس الامريكي اوباما الذي ما فتئ ان قام بالضغط على عباس للنزول عن قمة مطالبة لمشروط بها بدء المفاوضات والمثول في البيت الابيض الجمعة القادمة للشروع بالمفاوضات.