رئيس الاركان العشرين للجيش الاسرائيلي يوآف غالنت، يفهم شيئا أو اثنين عن العواصف: كضابط تربى في الوحدة البحرية ووصل حتى قائد السلاح رقم واحد، سيتعين عليه قريبا ان يسيطر على عاصفة هيئة الاركان. هيئة الاركان تلك التي تتصدى لهزة جدية في اعقاب قضية الوثيقة المزيفة. "التهديدات الخارجية كبيرة وواجبنا ان نرص الصفوف"، قال أمس غالنت، مع تلقي البيان عن تعيينه.وقد تلقى غالنت البيان قبل وقت قصير من تبليغ الحكومة به. ومنذ تلك اللحظة وهو يغمر بمئات المكالمات الهاتفية والبرقيات التي وصلت الى بلدية عميكام. بين المهنئين كان ايضا رئيس الاركان غابي اشكنازي، الذي تمنى له النجاح وعرض عليه كل المساعدة اللازمة. متوقع جدالاتالان، بعد أن خرج نظيفا ومظفرا من القضية التي تحمل اسمه، يريد غالنت ان يضع كل الرواسب خلفه وان يفتح صفحة جديدة مع جنرالات هيئة الاركان: في بداية طريقه كرئيس للاركان سيسر غالنت ان يستند الى تجربة الجنرالات القدامى. غادي شماني، غادي ايزنكوت، بيني غينتس وآفي مزراحي – اربعة الجنرالات الذين خسروا في السباق على رئاسة هيئة الاركان – اتصلوا امس بغالنت وتمنوا له النجاح. السؤال هو من منهم ايضا سيختار البقاء حول طاولة الاركان. أغلب الظن بعد الاعياد سينهي غالنت مهام منصبه كقائد للمنطقة الجنوبية، وسيبدأ عملية التداخل مع اشكنازي. والمعنى: جولة التعيينات في هيئة الاركان ستبدأ قبل تسلمه مهام منصبه رسميا، في اقصى الاحوال، في شهر شباط، بالتنسيق مع وزير الدفاع ايهود باراك. البحث في تعيين الالوية من شأنه أن يثير جدالات بين الرجلين، ولكن من المعقول ان يكون رأي رئيس الاركان الوافد هو الذي سيحسم. المهمة الاولى التي يقف امامها غالنت الان هي دفع الالوية الخاسرين الى البقاء حاليا في الجيش الاسرائيلي، على الاقل الى أن يتقرر الموعد لدخوله مكتب رئيس الاركان. من اليوم، من المتوقع لباراك ان يقابل معظم الالوية في هيئة الاركان ممن ليس واضحا مستقبلهم. اول من سيصل الى مكتبه هم الالوية الذين لم ينالوا رئاسة الاركان. بعدهم يصل مزيد من الالوية الذين يوشكون على انهاء مهام مناصبهم ومستقبلهم الان غير واضح. ومن المتوقع ان يناشد باراك بعضهم على الاقل البقاء في الجيش لمنع هزات وبسبب أمر الساعة. منذ الان يمكن التقدير بان نائب رئيس الاركان بيني غينتس لن يبقى في الجيش، ولكن ليس واضحا متى سيعتزل واذا كانت مستعدا البقاء لفترة تداخل قصيرة مع غالنت كرئيس للاركان. رغم تجربته العملياتية الطويلة، لم يعمل غالنت كلواء في منصب أركان في وزارة الدفاع – بل فقط كسكرتير عسكري لرئيس الوزراء وقائد المنطقة الجنوبية – وغينتس سيساعده في هذا المجال. بالمناسبة، معارضة رئيس الاركان اشكنازي لتعيينه كنائبه هي التي منعت تأهيله في وظائف من هذا النوع. هيئة اركان قاتمة المهمة الثانية لغالنت في مجال التعيينات هي ابقاء اللواء غادي آيزنكوت في الجيش. بين الرجلين لم تكن صداقة كبيرة أبدا وشبكة العلاقات تدهورت أكثر فأكثر في الاشهر الاخيرة وبلغت ذروتها في قضية الوثيقة. آيزنكوت عرف بوجود الوثيقة، لم يروِ عنها لغالنت، وصديقه الافضل غابي سيبوني هو الذي سربها الى وسائل الاعلام. صحيح أنه لحق بايزنكوت ضرر شديد من الخطوة، اما لغالنت مثلما لكل باقي الالوية فواضح أن ايزنكوت هو ضابط مهني ومقدر جدا من قادة الميدان وذا تجربة كبيرة. ولرؤية هيئة الاركان القاتمة، يحتاج غالنت الى ضابط مثل ايزنكوت الى جانبه. اما ايزنكوت من جهته فسيلتقي باراك وغالنت ويسمع الخطط التي يقررها له الاثنان، فيما ان الهدف النهائي من ناحيته هو رئاسة الاركان في الجولة التالية. اذا عرض عليه مثلا ان يكون نائبا وحيدا لرئيس الاركان على مدى ولاية غالنت او رئيس شعبة الاستخبارات كمنصب أول وبعد ذلك نائب رئيس الاركان، فيحتمل أن يختار غالنت البقاء وهكذا يحصل على موقف انطلاق ممتاز لجولة رئاسة الاركان التالية. رئيس شعبة العمليات في هيئة الاركان تل روسو، الذي كان على علاقات طيبة مع غالنت ولكن في الاشهر الاخيرة مر "قط اسود" بينهما يمكنه أن يحل محله كقائد للمنطقة الجنوبية. واذا لم يكن ذلك، فانه أغلب الظن سيعتزل. "النجوم" في هيئة الاركان التالية من المتوقع ان يكونا الاثنين اللذين يعتبران "اميرين" – قائد الجبهة الداخلية يئير غولان الذي يحظى بتقدير شديد في هيئة الاركان وكذا من وزير الدفاع باراك، ورئيس دائرة العمليات المنصرف العميد افيف كوخافي. واحد من الاثنين، على ما يبدو غولان، سيعين رئيسا لشعبة الاستخبارات بدلا من اللواء عاموس يدلين. اما كوخافي، اذا ما حل محل يدلين، فسيعين قائدا للمنطقة الشمالية او الجنوبية.