خبر : "فورين بوليسي": 3 اسباب لعدم التفاؤل بعودة المفاوضات واسرائيل حولت فكرة حل الدولتين الى "اضغاث احلام"

السبت 21 أغسطس 2010 05:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
"فورين بوليسي": 3 اسباب لعدم التفاؤل بعودة المفاوضات واسرائيل حولت فكرة حل الدولتين الى "اضغاث احلام"



القدس المحتلة / سما / تحت عنوان "ثلاثة اسباب للاعتقاد بان محادثات السلام (الفلسطينية-الاسرائيلية) ما زالت تسير الى غاية غير محددة" كتب ستيفين وولت مقالاً في الموقع الاليكتروني لمجلة "فورين بوليسي" الاميركية يدعو فيه القراء الى عدم الانخداع بالضجة الاعلامية التي احيط بها الاعلان عن قرب استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل. ويقول انه اذا كان هناك من يظن بان البيان الذي صدر بشان استئناف تلك المحادثات يمثل انجازاً باهراً، "فانه لم يصغ جيدا لدروس العقدين الماضيين (على الاقل)". ويضيف: "اتمنى لو انني استطيع ان اكون اكثر تفاؤلا بشأن هذا التطور الاخير، لكنني لا ارى دليلاً على قرب التوصل الى اتفاق ذي معنى عما قريب. لماذا اقول هذا؟ لثلاثة اسباب:   1- لا توجد اي مؤشرات الى ان الفلسطينيين مستعدون للقبول بما هو اقل من دولة قابلة للحياة، متماسكة جغرافيا في الضفة الغربية (وفي غزة في نهاية الامر) بما في ذلك عاصمة في القدس الشرقية ، وصيغة سياسية من نوع ما (بمعنى ورقة توت) في ما يتعلق بقضية اللاجئين. وبالمناسبة، فان هذه هي النتيجة التي يفترض ان تكون ادارتا كلينتون وبوش قد حبذتاها والتي يفترض ايضا ان اوباما يدعمها.   2 - لا توجد اي مؤشرات الى ان حكومة اسرائيل مستعدة لقبول اي شيء يتجاوز "دولة" فلسطينية رمزية تشتمل على مجموعة متفرقة من الكنتونات، تواصل فيها اسرائيل السيطرة التامة على حدودها وفضائها وموارد مياهها وطيفها الكهرومغناطيسي الخ. وقد اوضح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ان هذا هو ما يعنيه بـ"حل الدولتين"، وكرر القول ان اسرائيل تنوي المحافظة على القدس باكملها وربما على وجود عسكري على المدى البعيد في غور الاردن. فهناك الان حوالي 500 ألف يهودي اسرائيلي يعيشون خارج حدود 1967، ومن الصعب تصور ان اي حكومة اسرائيلية يمكن ان تقوم باجلاء نسبة كبيرة منهم. وحتى لو اراد نتنياهو ان يكون أكثر جرأة، فان ائتلافه لن يسمح له بتقديم اي تنازلات ذات معنى. وفيما تستمر المحادثات ببطء، فان المستوطنات غير المشروعة ستستمر في التوسع.   3- ليس هناك اي مؤشر الى ان الحكومة الاميركية مستعدة لبذل ضغوط مؤثرة على اسرائيل. فنحن مستعدون لان نلوي ذراع (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس الى حد الكسر (وهذا هو السبب الذي دعاه للقبول بالمحادثات، حتى وان واصلت اسرائيل قضم اراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية)، غير ان اوباما وفريقه المختص بشؤون الشرق الاوسط تخلوا منذ زمن عن اي تظاهر ببذل ضغوط متواضعة على نتنياهو. في مثل هذه الحالة، ما الذي يدعو اي شخص للاعتقاد ان نتنياهو سيغير من موقفه شيئا؟   بناء على ذلك لا ينبغي ان تنخدع بان هذا الاعلان يشكل تقدماً من نوع ما في "عملية السلام". ويحتمل ان جورج ميتشل والفريق العامل معه يعتقدون انهم في الطريق للوصول الى شيء ما، الا انهم قد يخدعون انفسهم، او يحاولون خداعنا او التظاهر كذبا امام دول عربية لحملها على الاعتقاد بان اوباما يعني ما تفوه به في القاهرة. وعند هذه النقطة اشك في ان اي فرد يصدق ذلك، اذ ان الشيء الوحيد الذي يمكن ان يقنع المتابعين للاحداث بان السياسة الاميركية قد تغيرت هو حصول نتائج ملموسة. اما اجراء جولة اخرى من "المحادثات" فسيعزز الفكرة المتنامية القائلة بان الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق اي نتائج.   اما الشيء الوحيد الذي يستوقفني في كل هذا فهو بيان اللجنة الرباعية الذي يبدو للوهلة الاولى انه يعني ما يقول. فهو يدعو بصراحة من بين امور اخرى الى "تسوية يتفاوض عليها الطرفان، يمكنها ان تنهي الاحتلال الذي بدأ العام 1967 ويؤدي الى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وديمقراطية تعيش جنبا الى جنب في سلام وامن مع اسرائيل والدول المجاورة الاخرى".   كما يقول البيان ان بالامكان اكمال هذه المحادثات خلال عام واحد. ويبدو هذا واعدا، الا ان الرباعية اصدرت بيانات مماثلة من قبل (وعلى وجه الخصوص "خارطة الطريق للعام 2003") ولم تسفر عن اي شيء تحديداً. وهكذا فانه قد يكون هناك شعاع من الامل في مكان ما، وان كنت لا اراهن على ذلك.   من ناحية اخرى، فان كلا من الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة سيواصلون اصدار بيانات غير صادقة في التزامهم بحل الدولتين، حتى وان بدأ ذلك في الذوبان شيئا فشيئا في عالم الاستحالة. ولكن اذا حدثت معجزة، فان علينا ان نعترف بان "دولتين لشعبين" قد اصبح أضغاث احلام. وعندها سيجد الزعماء الاميركيون انفسهم في مواجهة خيار صعب: اذ بامكانهم ان يؤيدوا دولة اسرائيلية ديمقراطية يكون لليهود والعرب فيها حقوق سياسية متساوية (بمعني دولة ديمقراطية واحدة مثيلة للولايات المتحدة حيث يُحظر فيها التمييز العنصري على اساس الدين او العرق)، او ان يؤيدوا دولة عنصرية تقوم على مبادئ تناقض اساسا روح القيم الاميركية.   وبالقدر ذاته من الاهمية، فان اسرائيل العنصرية ستواجه توبيخا دوليا متعاظما، كما ان الشكوك ستحيط بمستقبل اسرائيل على المدى البعيد نتيجة لذلك مثلما حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت ووزير الدفاع الحالي ايهود باراك. واذا حدث هذا، فان على جميع "أصدقاء اسرائيل" المتعنتين الذين صاغوا الدبلوماسية الاميركية لعقود من الزمن ان يفسروا لاحفادهم كيف سمحوا بذلك. اما بالنسبة الى ادارة اوباما بالذات، فليس لدي اكثر من تعليق واحد: اذا كنتم تعتقدون انني تشاؤمي، فتفضلوا واثبتوا خطأي امام العالم. وان فعلتم فانني ساكون اول من يعترف لكم بذلك".