خبر : تقرير: عبّاس ليس مهتما بتعريض إنجاز عرفات للخطر وتراجعه عن شروط المفاوضات المباشرة سيعزز صورته الضعيفة

الثلاثاء 17 أغسطس 2010 01:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير: عبّاس ليس مهتما بتعريض إنجاز عرفات للخطر وتراجعه عن شروط المفاوضات المباشرة سيعزز صورته الضعيفة



القدس المحتلة /  رأى مارك هيلر، الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي في الدولة العبرية أنّ المفاوضات مقبولة من جانب السلطة الفلسطينية على الصعيد المبدئي، لكن يجب بذل كل جهد من أجل إشراك أطراف ثلاثية قوية (والتي تعني خلال العقدين الأخيرين الولايات المتحدة) من أجل تصحيح عدم التوازن في القوة والذي حسب الاعتقاد السائد عمل لصالح الطرف الأقوى في جميع المفاوضات الثنائية.وتابع قائلاً: أكثر من ذلك فإنّه لما كانت هذه المفاوضات غير مشروطة تماما بوجود اتفاقيات مسبقة فإنّ الوضع المثالي يجب توفيره عن طريق المهارة السياسية في مرحلة ما قبل المفاوضات لضمان الحصول على تنازلات مسبقة من إسرائيل أو الولايات المتحدة مقابل التنازل الذي يتجسد بالموافقة على المفاوضات بشكل مباشر، ويخيل أن هذا المفهوم واجه خطرا نتيجة للموقف الذي تبناه عباس في عام 2009 عندما لم يطلب فقط وقفا كاملا للبناء في المستوطنات خلف الخط الأخضر (في أعقاب موقف الولايات المتحدة) وإنّما أيضا حوّل هذا الطلب إلى شرط مسبق لاستئناف المفاوضات الذي استمر بشكل متقطع منذ عام 1993. وبالفعل فقد صلّب من موقفه خلال السنوات 2009 و2010 وطالب بإضافة شروط مسبقة جديدة وعلى الأخص ضمانات فيما يتعلق بنتائج المفاوضات بالنسبة لقضية الحدود. وعلى الرغم من أنّه اتضح وبشكل شبه مؤكد استحالة تحقيق هذه الشروط فإنّ عباس لم يكن بوسعه التراجع عنه بسهولة بسبب مجموعة من المقيّدات الداخلية بعضها فرضه هو على نفسه. وبحسب الباحث الإسرائيلي فإنّ التراجع عن هذه الشروط التي وضعها لن يعزز فقط صورة الشخص الضعيف وغير المثابر التي التصقت به منذ فترة طويلة، وإنّما ستعرضه إلى اتهامات بالاستسلام من جانب الإيديولوجيين وعلى الأخص حركة حماس والمناصرين لها في الخارج. ومع ذلك فإنّ المثابرة حول ما يعتبره المجتمع الدولي كسلوك غير معقول ومطالبة إسرائيل بإجراء المفاوضات المباشرة ساعدت على إضعاف الجهود الفلسطينية لتعميق عزلة إسرائيل أو حتى ضمان تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات، وبرأيه يتضح مما سبق أنّه عند انتهاء مفعول المفاوضات غير المباشرة في الشهر القادم وكذلك تفويض الجامعة العربية في إدارة مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وكذلك تجميد البناء في المستوطنات فإنّ معارضة السلطة للدعوات الأمريكية والأوروبية باستئناف المفاوضات المباشرة لا تخلو من اعتبارات سياسية داخلية، يكمن جوهرها بالموقف الاستهلالي الذي يسبق المفاوضات، والهدف هو الحصول على مقابل ذي قيمة كبيرة حتى قبل أن يحصل عباس على التنازل ويمتثل للقرار المعلن للجامعة العربية. وتابع قائلاً إنّه في الحقيقة أنّ هذه الخطوة من جانب الجامعة العربية تم تنسيقها سلفا، ففي كل الأحوال فبينما معظم الدول العربية الرئيسية مهتمة بدون شك باستئناف ما يتراءى أنّها عملية سلام دائمة، فإنّها ليست على استعداد لتعريض نفسها لاتهامات بأنّها تحاول مرة أخرى تخطي دور منظمة التحرير كمتحدث رسمي وحيد للفلسطينيين. وبحسبه فإنّ عباس بدون تأكيد ليس مهتما بتعريض أحد إنجازات عرفات الكبرى، استقلال القرار الفلسطيني للخطر، بالنسبة للجامعة العربية من الأفضل لها أن توافق على منح عباس الاعتبار المطلوب في الجدل الداخلي بالتراجع عن الموقف الذي يتحول إلى سيف ذي حدين والانحناء أمام الضغط الذي لا يستطيع مواجهته من قبل العالم بأسره بمن في ذلك حلفاؤه العرب.وخلص هيلر إلى القول إنّ ما وصف من قبل البعض بأنّه إنجاز ضخم لنتنياهو قد يتضح بأنّه انجاز كبير لعباس، على الأكثر استئناف المفاوضات المباشرة قبل انتهاء سريان تجميد البناء سيجعل من الصعب على نتنياهو تمديده، أكثر من ذلك هناك إمكانية أن ينجح عباس في تحقيق نوع من التفاهمات تمّ الحصول عليها وتتعلق بطبيعة التدخل الأمريكي في العملية في الحالة غير المعقولة، أي عندما تصل المفاوضات الثنائية إلى طريق مسدود، على حد تعبيره.