في مدينة فلينت، ميشيغن، يذكرون الياس ابو العظام أساسا كشاب مؤدب ذي عضلات يقف خلف الصندوق في دكان المشروبات في الحي. ولكن جيمز جونسون من سكان المنطقة، يتذكر شيئا آخر. "قبل اسبوعين – ثلاثة اسابيع دخلتُ الى الدكان مع صديق كان له وشم لدمعة على الوجه". في الدوائر النوعية على نحو خاص ترمز هذه الدمعة بانكَ قتلتَ أحدا ما. "فهمت ان للشاب الذي كان يعمل في الدكان نظرة غريبة على نحو خاص. فبينما كان يرزم زجاجات البيرة لنا قال لنا شيئا مثل "لو كان عندي دمعة عن كل واحد قتلته، لكان كل وجهي مغطى بالدموع". جونسون أخذ هذه الجملة كملاحظة تبجحية أخرى اعتاد على سماعها في هذا المحيط غير البسيط. في الأيام الثلاثة الأخيرة يتساءل أساسا ما الذي كان يقف خلف أقوال صاحب الدكان المؤدب. ولكن معظم الناس الذين التقوا بابو العظام، في الفترة التي عمل فيها في الدكان لا يتذكرون له أي شيء منكر. أحقا؟ هم لا يتذكرون منه شيئا سوى حقيقة أنه طويل ولطيف. الرجل الذي استأجر خدماته، عبدالله فراح، يتذكر تفاصيل أكثر بقليل. وروى فراح صاحب الدكان الذي كان يعمل فيها ابو العظام "جاء الى هنا بعد يوم من الرابع من تموز وطلب عملا فأعطيته اياه"."فراح، ابن مهاجرين من الناصرة ومن جنين يملك عدة دكاكين صغيرة أخرى في الجوار لم يهدأ بعد من اعتقال العامل المتفاني: "التفكير بانه كان بيننا فيما كان يقوم بمثل هذه الأمور؟ ببساطة أنا لا اصدق".الأغلبية الساحقة من الضحايا كانوا أفرو- أمريكيين، ولكن الشرطة لا تزال لم توضح بعد إذا كانت الخلفية لأفعال ابو العظام عنصرية. "أُقسم لك أنه لم يبدِ أي عداء أو أي موقف إشكالي ما من الزبائن الافرو- أمريكيين عندنا، ومعظم زبائننا هم من هؤلاء"، شهد فراح.هذه فترة غير سهلة لصاحب الدكان، الذي قتل أخوه في اثناء سلب مسلح في دكان أخرى تعود له. "أنا مشوش جدا، لا أفهم ما يحصل هنا. ماذا، الياس أنهى العمل، وذهب لطعن أحد ما وبعد ذلك عاد الى هنا وكأن شيئا لم يحصل؟"، تساءل فراح دهشا. "لقد درج على أن يضحك معنا، ويعمل بمتعة. أنا لا استوعب ذلك". وحتى قبل سلسلة أفعال القتل الأخيرة، ظهرت فلينت بشكل دائم في قائمة المناطق الأكثر خطورة في الولايات المتحدة. يدور الحديث عن ندبة عقارات مشوهة: خليط بين أحياء كانت ذات مرة تعود الى أبناء الطبقة العاملة وأصبحت فقيرة وبين أحياء كانت دوما فقيرة. في الجو توجد رائحة موت. من كل مبنى ثانٍ قفزت يافطة "للبيع". وإحدى البضائع الأكثر شعبية في الدكان الذي عمل فيه ابو العظام هي سيجارة منفردة، يمكن شراءها مقابل عدة سنتات. وكل بضعة دقائق يدخل احد ما تمكن من جمع بعض المال ليشتري له واحدة. حجوم البطالة في هذه المحافظة مذهلة: 15 في المائة بطالة أمام 9.5 في كل الولايات المتحدة و 13 في المائة في المتوسط في ولاية ميشيغن. أهلا وسهلا الى الساحة الخلفية للساحة الخلفية للولايات المتحدة.