تقول مصادر أمنية فلسطينية ان قائد الذراع العسكري لحماس في جبهة رفح رائد العطار هو المسؤول عن اطلاق الخلية التي اطلقت صواريخ جراد من منطقة طابا باتجاه العقبة وايلات. وافادت أمس وكالة الأنباء الفلسطينية المستقلة "معا" بان مصر أعلنت عن حالة طوارىء في ارجاء شبه الجزيرة في اطار المطاردة للخلية التي اطلقت الصواريخ. كما علم ايضا ان طاقما امنيا رفيع المستوى وصل الى سيناء كي يلاحق الخلية التي حسب الاشتباه لا تزال توجد في اراضي شبه جزيرة سيناء. وقالت مصادر الامن في "هآرتس" أمس انه في اعقاب فحص اجرته المخابرات الفلسطينية علم أن العطار بعث بالخلية دون التنسيق مع قيادة حماس في غزة بما في ذلك دون علم قائد الذراع العسكري في قطاع غزة، احمد الجعبري. ولكن حسب محافل الامن الفلسطينية، نفذ العطار اطلاق النار بالتنسيق مع قيادة حماس في الخارج وبعلم رجال مخابرات ايرانيين الذين اغلب الظن كانوا هم الذين بادروا الى العملية منذ البداية. وادعت هذه المحافل بان اطلاق النار صادق عليه رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق خالد مشعل. وجمع العطار في السنوات الاخيرة، منذ الانقلاب في غزة، قوة كبيرة ومكانة في الذراع العسكري وهو يسيطر الان على منطقة الانفاق والتهريب الجاري بين سيناء وغزة. وحسب التقديرات، فان بعضا من رجاله خرجوا من قطاع غزة عبر الانفاق الى رفح المصرية، حيث انتظرهم سواقون يحملون الجنسية المصرية وصواريخ جراد. وفيما بعد سافر الجميع في جيبات في طرق ترابية من منطقة رفح شمالي شرقي سيناء وحتى طابا على شاطىء البحر الاحمر، وذلك للتملص من الحواجز والتفتيشات الامنية للقوات المصرية. واطلقوا سبعة صواريخ سقط واحد منها في طابا على مبنى لقوات الامن المصرية وقتل شخصا واحدا، وستة صواريخ اخرى سقطت في منطقة ايلات والعقبة. وامتنعت حماس حتى الان عن تنفيذ عمليات على اراضي دولة ثالثة ضد اهداف اسرائيلية، وبالتأكيد ضد اهداف اردنية. ولكن في الماضي سبق أن امسك مطلوبون كبار من حماس وهم في طريقهم لتنفيذ عمليات ضد اسرائيليين على الاراضي المصرية، وفي الاردن اعتقلت خلية كبيرة لحماس وبحوزتها وسائل قتالية كثيرة، كانت موجهة اغلب الظن ضد اهداف اردنية بل وربما اهداف اسرائيلية في عمان. بعد يوم من اطلاق النار قال الاردنيون انهم يعرفون من يقف خلف اطلاق الصواريخ، الى أن جاء بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كشف النقاب أول أمس بشكل علني عن ان هذه عملية نفذتها حماس. المنظمة الفلسطينية التي تسيطر في غزة كانت، على حد ادعاء نتنياهو، هي التي اطلقت صاروخي جراد في شهر نيسان الماضي على ذات الاهداف: مدينتي ايلات والعقبة. واذا كانت بالفعل دقيقة التقارير والانباء عن هوية مطلقي الصواريخ، فمن شأن الامر ان يؤدي الى ازمة شديدة في علاقات حماس مع مصر والاردن، وبالاساس مع قيادة المنظمة في الخارج.