خبر : اللعب بالنار العرض العابث للبنان/يديعوت

الخميس 05 أغسطس 2010 12:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
اللعب بالنار العرض العابث للبنان/يديعوت



الحدث الخطير أول أمس على الحدود الشمالية يعكس الواقع في لبنان – واقع فضل الكثيرون في واشنطن وفي باريس الا يروه. من المهم أن نعرف ما هي صورة لبنان في العالم، وما هو بالمقابل الواقع.  الصورة في العالم هي كالتالي: يوجد معسكران في لبنان. معسكر "الاخيار" الذي يضم المسيحيين، السنة والدروز. هذا المعسكر يتبنى السلام، يريد تعزيز الديمقراطية في الدولة ومعني بالتقرب من الغرب. وحياله يوجد معسكر "الاشرار" في مركزه حزب الله وهو مدعوم من "محور الشر" – سوريا وايران. بين هذين المعسكرين توجد، ظاهرا، مواجهة على الهيمنة في لبنان. لو كان هذا الوصف يعكس الواقع بامانة لكان صحيحا ايضا استنتاج الولايات المتحدة وفرنسا – في أنه ينبغي المساعدة السياسية، الاقتصادية والعسكرية لدولة لبنان من أجل تعزيز معسكر "الاخيار". لشدة الاسف، الواقع في لبنان مختلف جدا. الوضع الحقيقي في لبنان هو كالتالي: بالفعل يوجد معسكران، ولكن بين هذين المعسكرين يوجد اتفاق غير مكتوب اساسه هو: هيا نسمح لكل معسكر بان يستغل تفوقه النسبي من أجل هدف مشترك. معسكر "الاخيار" يعرض الوجه الجميل للبنان، يشدد وجود المؤسسات الديمقراطية، الثقافة الفرنسية، حياة الثقافة، السياحة وما شابه. وفي نفس الوقت يحافظ المعسكر الاخر (حزب الله) على الصلاحية (الرسمية) في فرض الفيتو على كل قرار سياسي، يواصل كونه القوة العسكرية الاقوى في الدولة، وبالنسبة للحدود الاسرائيلية – اللبنانية يكون الوحيد الذي يقرر اذا كان سيسود الهدوء أم ستسود النار، وباي شدة. توزيع الادوار هذا مريح جدا للمعسكرين، ويسمح للبنان بالامساك بالعصا من طرفيها. في حرب لبنان الثانية اخطأت اسرائيل عندما كيفت نشاطها بالنمط الذي كان مريحا للبنانيين: حاربنا ضد حزب الله فقط. وكانت النتيجة، ضمن امور اخرى، هي انه عندما جلس سكان حيفا جلسة الحداد، في الملاجيء، ذهب سكان بيروت الى الشاطىء.حكومة اسرائيل ستفعل صوابا اذا ما استخدمت الحدث الاخير كي تشرح لاصدقائها في العالم الواقع في لبنان. وفضلا عن ذلك على اسرائيل أن تحذر من انه اذا استمرت الاستفزازات من الشمال، فمن شأنها أن تؤدي الى حرب لبنان الثالثة. هذه الحرب ستكون مختلفة عن حرب لبنان الثانية في أمر مركزي واحد: ستكون هذه حرب بين اسرائيل ولبنان. والنتيجة ستكون بالضرورة دمار شديد في لبنان، تدمير بناه التحتية ومس شديد بجيشه وبمؤسساته. كون الحرب التالية ستكون مختلفة عن سابقتها لا ينبع فقط من منطق سياسي مختلف بل قبل كل شيء من حاجة عسكرية. اذا ما حصرت اسرائيل حربها بحزب الله فقط، فان النتائج لن تكون افضل من نتائج حرب لبنان الثانية. صحيح أننا تحسنا كثيرا، ولكن هكذا ايضا حزب الله. يحتمل أن نضرب حزب الله بنجاح أكبر، ولكن حزب الله ايضا سيضرب الجبهة الداخلية الاسرائيلية بنجاعة اكبر. السطر الاخير لن يكون مشجعا. بالمقابل، المواجهة بين الدولتين تعطي اسرائيل الحد الاقصى من المزايا. لما كان أحد غير معني بدمار لبنان – لا الشعب في لبنان، لا حزب الله، لا البلدان الغربية ولا سوريا ايضا – فان السبيل الى منع الحرب القادمة واذا ما اندلعت رغم ذلك فإذن الانتصار فيها – هي من خلال عمل دبلوماسي يحمل الولايات المتحدة وفرنسا على القول للحكومة اللبنانية الامر التالي: اذ كانت لديكم مطالب من اسرائيل (تعديل الحدود، مزارع شبعا، وقف الطلعات الجوية وما شابه)، عندها سنساعدكم حيالها شريطة أن تثبتوا بانكم انتم ايضا تسيطرون في الدولة وتمنعون الاستفزازات. اذا كنتم لا تفعلون ذلك، واذا كنتم معنيون بان يسيطر عليكم حزب الله وسوريا، فلن نساعدكم اذا ما وعندما تندلع حرب اخرى. اذا كان لبنان يختار لان يكون جريرا لـ "محور الشر" فلن يكون لدينا ما يدعونا الى منع اسرائيل من ضربكم بشدة.