خبر : عود الثقاب لدى نصرالله../ معاريف

الأربعاء 04 أغسطس 2010 01:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
عود الثقاب لدى نصرالله../ معاريف



 صيف هادىء. هذا هو التقدير في اسرائيل للاشهر القريبة القادمة. ليس لدى أحد في المحيط، كما يعتقدون عندنا، رغبة او نية لتسخين الجبهة. الجميع يريدون الهدوء، وكل واحد لاسبابه هو. ولكن سلسلة الاحداث في الايام الاخيرة – صاروخ في عسقلان، وابل من الصواريخ على ايلات وتبادل النار على الحدود الشمالية – تدل كم هي التقديرات هنا، بما في ذلك تلك القائمة على اساس معلومات مسنودة وفهم معمق، هي هشة وآنية.  يد موجهة، تربط بين الاحداث الثلاثة هذه، غير موجودة. ولعل هذه هي المشكلة. لو كان هناك عنوان واحد، لكان ممكنا ربما تقدير نواياه. ولكن في الواقع الحالي، فان القدرة على جر المنطقة باسرها الى التصعيد توجد في ايدي عديدة جدا، يكاد لا يكون هناك سبيل للتوقع متى واين سيقع الانفجار. هذه الوضعية قائمة في قطاع غزة منذ زمن بعيد، ولكن أمس تعرفنا على أنه في لبنان ايضا اضيف لاعب جديد الى الساحة.             وقضى الافتراض الاساس دائما بان اعواد الثقاب توجد بيد حزب الله. اما الجيش اللبناني فيكاد لا يعتبر عنصرا اشكاليا. ولكن في السنوات الاربع الاخيرة – السنوات التي انتشر فيها الجيش اللبناني في منطقة الجنوب لفرض الهدوء – تسللت روح حزب الله حتى الى داخل صفوف الجيش. وكلمات مثل مقاومة، استفزاز وصمود امام اسرائيل ابعدت الجيش اللبناني عن اليونيفيل وخلقت توترات مع الجيش الاسرائيلي. وفي الاشهر الاخيرة مثلا سجل عدد من الاحداث هدد فيها رجال الجيش اللبناني بالسلاح بل وبصواريخ ار.بي.جي على جنود الجيش الاسرائيلي. وبالذات حزب الله وجد نفسه أمس في وضعية غير معروفة. من جهة، التصعيد مع اسرائيل لا يخدم مصلحة المنظمة، التي تحاول صد تقرير المحكمة الدولية في موضوع اغتيال الحريري. وواضح لحزب الله بانه اذا ما استمر التوتر او اذا ارتفع عدد المصابين اللبنانيين، فسيضطر الى الانجرار الى الداخل، رغم ارادته. من جهة اخرى، لا يمكن لنصرالله أن يتجاهل مثل هذا الحدث، الذي تدير فيه هيئة عسكرية اخرى "الصراع" حيال اسرائيل ويمس له باحتكاره. توترات كهذه يمكن أن تنتهي في غضون 24 ساعة، ولكنها يمكنها أيضا أن تصبح، دون ان يقصد احد ذلك، تصعيدا غير قابل للتحكم.