شرك ناري على الحدود حزب الله في جيش لبنان التسلل العميق لحزب الله الى داخل جيش جنوب لبنان والتوتر المتصاعد في الحدود الشمالية بلغ أمس نقطة الغليان: لاول مرة منذ حرب لبنان الثانية وقعت أمس حادثة خطيرة بين جنود الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني جبت حياة قائد الكتيبة المقدم احتياط باري (دوف) هراري. في محاولة لزيادة قدرة الرقابة نحو لبنان ولتقليص قدر الامكان تهديد اختطاف الجنود، ينفذ الجيش الاسرائيلي على أساس ثابت اشغال كشف في الجيوب على جدار الحدود – خلف الجدار الفاصل، ولكن في الاراضي الاسرائيلية من الخط الازرق. في هذه الاشغال تعمل جرافة ورافعة مع كف طويلة تقص الاشجار والنبات. امس في ساعات الظهيرة خرجت قوة هندسة من الجيش الاسرائيلي الى جانب قوة احتياط لتنفيذ مهمة كشف عادية بجوار كيبوتس مسغاف عام في الجليل الاعلى. في الجيش الاسرائيلي يوضحون بان النشاط نسق مع اليونيفيل وهذه وضعت جيش لبنان في الصورة. ولكن رغم التبليغ المسبق، قرر الجيش اللبناني ان يرد بشكل عدواني على نحو خاص: دون اعلان ودون نار تحذير في الجو فتحت قوة من الجيش اللبناني كانت تعد نحو 15 جنديا النار نحو قوة الجيش الاسرائيلي. واصيب جراء النار بجراح خطيرة قائد الكتيبة المقدم احتياط دوف هراري وقائد السرية النقيب عيزرا لقية. واخلي الضابطان من المكان بمروحية الى مستشفى رمبام في حيفا، ولكن قائد الكتيبة هراري لم ينجو من الاصابة الخطيرة وتوفي متأثرا بجراحه. النار التي قضت على حياة هراري وادت الى جرح لقية كانت نار قناصة. فقد اطلقت نحو غرفة الرقابة التي كانا يشرفان منها على المكان. في الجيش الاسرائيلي يشرحون بان الحديث يدور عن نار قناصة واصابة دقيقة للرجلين وعليه فالتقدير هو أن هذا كان كمينا مدبرا. في اعقاب النار هاجم الجيش الاسرائيلي بنار المدفعية، المروحيات والمدرعات المكان الذي فتحت منه النار ونحو استحكامات الجيش اللبناني واصاب قيادة الكتيبة في الجيش اللبناني. وبدأ جنود لبنانيون يفرون بسرعة من المكان. وقتل من النار ضابط وثلاثة جنود لبنانيون وصحفي واحد. في هذه المرحلة، كما روى أمس قائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، وصلت توجهات من القيادات الاعلى في الجيش اللبناني لوقف النار، وفي ضوء ذلك في الساعة 14:00 أوقف الجيش الاسرائيلي النار. غير أنه بعد وقت قصير من ذلك استأنف الجيش اللبناني النار واطلق اربعة صواريخ ار.بي.جي نحو دبابة من الجيش الاسرائيلي. الصواريخ اخطأت الدبابة والجيش الاسرائيلي رد بالنار نحو الخلية ونحو القيادة في العدايسة. واستمر اطلاق النار حتى الساعة 15:00. ويضيف مراسلنا ايتمار آيخنر بان محافل سياسية رفيعة المستوى وصفت أمس الحدث بانه "كمين مدبر". ومع أنهم في الجيش الاسرائيلي يعرفون جيدا التواجد المتعاظم لحزب الله داخل الجيش اللبناني، فان المسؤولية الكاملة عن الحدث الذي خرق الهدوء في المنطقة يلقونها في اسرائيل على حكومة لبنان نفسها. وأشار اللواء آيزنكوت أمس الى انه "في الاشهر الاخيرة يقوم الجيش اللبناني باستفزازات على طول الحدود، بما في ذلك محاولات اطلاق النار على طائرات الجيش الاسرائيلي. ولكن هذه هي المرة الاولى التي يفتح فيها الجيش اللبناني النار المقصودة. ليس واضحا لمن كانت المبادرة، ولكننا نقدر بان الجيش يدور عن الروح السائدة التي تملي خط ابداء عدوانية تجاه الجيش الاسرائيلي". من الجهة الاخرى، فان قادة الحكم في لبنان سارعوا الى اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن الحدث: "اسرائيل بدأت"، اتهموا. "اسرائيل تدق طبول الحرب وهي التي نفذت الاستفزاز، وبعد ذلك سارعت الى الشكوى في مجلس الامن في محاولة للتغطية على العملية الاجرامية". مصادر رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي أشارت امس الى ان محافل رفيعة المستوى في اليونيفيل اشارت امامها الى أن نشاط الجيش الاسرائيلي كان مبررا، في الظروف التي وقع فيها الحدث. وفي الجيش الاسرائيلي يشددون على أنه ستتواصل اليوم كالمعتاد اعمال الكشف. واليوم سيلتقي ايضا مسؤول كبير في الجيش الاسرائيلي مع مسؤول كبير في الجيش اللبناني في محاولة لتهدئة الوضع. أمس، بعد أن انتهت المعارك، حذر مسؤولون في الجيش الاسرائيلي فقالوا: في المرة التالية الحدث سينتهي بشكل مختلف. رئيس الاركان غابي اشكنازي صعد أمس الى الشمال كي يتابع عن كثب المجريات. من خلال اليونيفيل، الامم المتحدة ومحافل دولية على اتصال مع اللبنانيين، نقلت امس اسرائيل رسائل حادة الى الحكومة اللبنانية حذرت فيها من مغبة التصعيد على طول الحدود. وسيجتمع المجلس الوزاري السياسي – الامني هذا الصباح للبحث في التصعيد في لبنان، في نار الصواريخ نحو ايلات والعقبة وفي استئناف نار الجراد من غزة نحو الجنوب. وتقررت الجلسة قبل الحدث الشديد على الحدود اللبنانية أمس.