هُو شاعر يراقص اسمي بكل صفحاته، يناجي بي سماءً ضلّت الطريق لغيمة تُشبهني، يحب السماء والبحر والمطر، ويعشق وطناً تفاصيله تفاصيل أهداب زهرة تحملُ نفسَ رائحتي، يهجُر جدرانَ كوخِ لينأى بي بعيداً في غابةِ جُدرانها قفصه الصّدري . هُو ناسك متعبّد، يؤمن بالله كثيراً وبي، عشقي أولى عباداته تقرباً الي الله، أنا خمرهُ المُسكر ..ولستُ الخطيئة، وأنا مفتاح الجنّة.. ولستُ الثوابَ، في محرابِي يفترش جسدي كسجادة صلاة، ويكبّر ما دام الليل تكبيرا. شمس حُزيران تلتحف السماء..وذلك النادل بوجهه الشّاحب الذي لا يعرف طريقاً لشكل الابتسامة ..، طفل الشارع المتسلسل خفية لاستراق بعضِ الفرح على تلك الأرجوحات الصغيرة في ذلك المقهى ..يداكَ المتصببتان عرقاً.. وأطراف أصابع تكوّرت لقطف تُفاحة الجنة ..وشفتانِ ملحُ الانتظار طعامهما ونهر عسل تدفّق عليهما … فكانَ الاشتهاء وافراً من حد آه وقُبلة .. هل تذكُر ..؟! يأتيني الليل غريباً.. مصاباً بالعمى، يأتي النهار بحُلة الغيابِ فيصابُ به أيضاً، وتمُوت أغنية السنونو على سلك شائكٍ منسوج بوقتٍ يُقاس بالسّنة الضوئية، لا أجدُ سوى وجهيَ القديم المتروك على عتبةِ بيتنا الضائع، وصدى صوتٍ خانهُ الليل فأضلّ الطريق لشرفةِ غرفتٍي التي لا تعرف إلا تقاسيم وجهكَ العربي الأسمر، يا أول الليل المُشتعل اشتياقاً غنّي..إني أحبكَ أن تُغني..، وقل بملئ الفمِ المحترق اشتهاءً، أحبكِ ..أحبكِ يا وطني . في حُزيران أيضاً، يختبئ في الحقيبة قمر فضيّ يشبه في اكتماله وجهكَ الاسمر، تنتشرُ أغنية في السّماء، أشتمها كعطر زهرةٍ تنمو على جُدران قلبك، الهواء عليل كأنفاس رضيع على ثدي أمه. حولي جماهيرُ أطفال تلعب، والفرح هويّة هذا المكان الذي يعجّ بأناسٍ أجّلو موعدَ الموتِ في غزّة يوماً أو بضعَ يوم.، في يدي كأسَ ماءِ طعمه كطعم نبيذ أشربه بنخبكَ، غزّة الآنَ ترتدي أبهى حلّتها..كعروس تتجمّل لاستقبال حبيبها بعد غيابه دهراً، وروحِي الآن ترقصُ طرباً استذكاراً لوجهكَ في كلّ محافلِ غزّة وسط هذا الفرح.. كانَ حظّ السماء اكتمالها بوجهكَ..وكانَ حظّي في المساءِ صوتُك ..