العلاقات الوثيقة بين ايران وسوريا توجد على شفا أزمة. والشرخ هو نتيجة المواجهة الداخلية في لبنان، بين المؤسسة بقيادة رئيس الوزراء سعد الدين الحريري وقيادة حزب الله. في الحرس الثوري يقدرون بان الرئيس السوري بشار الاسد يعتزم هجر حزب الله كي يدفع الى الامام بخطته لاعادة السيطرة على لبنان. "السيطرة السورية على لبنان قد تفشل خطة الايرانيين استغلال لبنان كقاعدة استراتيجية متقدمة في حالة مواجهة عسكرية أو الهجوم على اهداف في ايران" يشرح مصدر تقدير اسرائيلي. وحسب اقواله، "رغم الحلف الاستراتيجي الوثيق والتعاون الامني بين ايران وسوريا، فان آيات الله ملوا الاسد. ولو استطاعوا لكانوا صرفوه من الحكم ونصبوا مكانه نشيطا من حركة الاخوان المسلمين السورية". الازمة الداخلية في لبنان بلغت هذا الاسبوع ذروة جديدة، في اثنائها استدعى الاسد رئيس الوزراء الحريري الى "لقاء لتنسيق الخطوات". وفي الايام القريبة القادمة سيجري الاسد زيارة رسمية الى لبنان. وبالتوازي استدعى اليه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مسؤولين كبار في الحكم اللبناني كي يحذر من أن لبنان يتعاون مع "لجنة التحقيق الصهيونية"، على حد تعبيره، التي تحقق في ملابسات تصفية رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري التي يفترض أن تنشر قريبا استنتاجاتها. في دمشق، في بيروت وفي طهران يستعدون لالقاء رئيس اللجنة الدولية، القاضي الكندي دانييل بلمر، المسؤولية عن الاغتيال على حزب الله، ولذلك يطهر سوريا من التهمة. استنتاجات اللجنة ستنشر على مرحلتين: في ايلول القادم ستعلن أسماء ثلاثة حتى خمسة اشخاص من حزب الله كمذنبين في الاغتيال، فيما انه مع نهاية هذه السنة سيعلن عن اسماء نحو 20 من رجال حزب الله الكبار والصغار كمن شاركوا في العملية. ولاستباق المرض بالعلاج اعتزم نصرالله الكشف عن "قضية التجسس الهاتفي" التي استخدمها الموساد زعما في لبنان ليثبت ادعائه بان حكومات لبنان في الـ 15 سنة الاخيرة – وعلى رأسها حكومة الحريري – تعاونت مع الاستخبارات الاسرائيلية. حكومة لبنان، التي كشفت عن نيته، قررت ان تنشر بنفسها القضية وتنفذ موجة من الاعتقالات. في مؤتمر صحفي عقده أمس في بيروت أوضح نصرالله بانه لن يقبل باستنتاجات اللجنة واتهم حكومة الحريري قائلا: "باعونا من أجل مؤامرة اسرائيلية – امريكية. لفقوا ضدنا براهين على تصفية الحريري. استأجروا شهودا ضدنا. دفعوا لهم الاموال وعلموهم ما يقولونه للمحققين كي يحيكوا لنا قضية". وحذر من أن "لبنان سيرتعد" مع نشر الاستنتاجات. والى هذا المعمعان السياسي والامني في لبنان دخل الرئيس السوري، الذي يسعى الى اعادة السيطرة على الدولة التي اضطر جنوده الى تركها مكللين بالعار قبل خمس سنوات فقط. على هذه الخلفية حذر الايرانيون الاسد والرئيس اللبناني ميشيل سليمان: "لا تزعجوا حزب الله". ولكن الايرانيين لا يقلقهم فقط خطوات الاسد في لبنان – بل وايضا تحسن الوضع الاقليمي لسوريا في اعقاب التحالف مع تركيا والمصالحة مع المملكة السعودية.