رام الله / سما / قال رئيس الوزراء د. سلام فياض خلال مشاركته في ’حفل إطلاق الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة’، اليوم، إن ’إطلاق المشروع يدلل على وجود درجة عالية من النضج في عمليتي الحكم والإدارة في فلسطين، ويظهر تحسن عملية التعاون والتنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات فيهما’. وأشار د. فياض، خلال الحفل الذي نظم في مدينة رام الله، إلى مساهمة العديد من المؤسسات والوزارات والشركات في إطلاق الإستراتيجية، ’الذي يدل على الجهد الوطني المبذول لإنجاح الإستراتيجية، وعلى التقدم الكبير في عمل مختلف الوزارات والمؤسسات’، داعيا إلى مزيد من الجهود للتحضير والإعداد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأوضح المشاكل والعقوبات التي كانت تواجه إنشاء مرافق للتخلص من النفايات الصلبة، خاصة القيود الإسرائيلية في المناطق المصنفة ’ج’، قائلا ’لا زلنا نواجه هذه المعيقات في المنطقة نفسها؛ ما عطل العمل لسنوات طويلة’. وأضاف: الإستراتيجية مهمة لإدارة مرفق هام تم انجازه وهو يتعلق أيضا بالإدارة والحكم، نحن نتحدث عن عملية ليست جامدة ولكن عملية متحركة قادرة على انجاز المزيد من الانجازات، على درب ما تبقى من مشوار الحرية، لخلق ما يكفي من الواقع، بما ينسجم مع المشروع، الذي يمثل تدخل السلطة الوطنية على كافة المستويات الرسمية والأهلية. وتطرق فياض إلى القضايا الفنية والمالية والإدارية التي من الممكن أن تؤثر على عمل الإستراتيجية، قائلا: إنها مشاكل قابلة للتعامل والحل، ويمكن التغلب عليها مثل قضية التمويل المالي اللازم الذي من الممكن توفيره. وشدد على ضرورة وجود إدارة رشيدة لإدارة مشروع النفايات الصلبة، ’لأنها مهمة وهي في مركز اهتماماتنا’، داعيا للتعامل مع مشروع النفايات الصلبة بجدية، وإنجاحه كما حدث في جنين وأريحا. وقال فياض:’ أشعر بدرجة كبيرة من الارتياح والتقدير لإنجاح هذا الجهد في إطلاق الإستراتيجية، ونحن لا نزال نعاني من الاحتلال الإسرائيلي، والاستيطان، واستمرار هدم المنازل، والإعاقة التي نواجهها من هذا الاحتلال في إقامة المزيد من المشاريع’. وأكد على أنه سيعاد إقامة المزيد من المنشآت والمشاريع الحيوية المختلفة، كما سيتم إعادة إنشاء المنازل التي تم هدمها في منطقة الفارسية في الأغوار، وتم العمل على إعادة بنائها، قائلا ’لن تثنينا ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في البقاء على أرضنا’. وتقدم فياض بالتهنئة لوزارة التربية والتعليم العالي وللطلبة الناجحين في امتحان الثانوية العامة، مشيرا إلى أن هناك ’تحسن كبير بالنتائج هذا العام وهو منجز وطني، كما نهنئ جامعة النجاح الوطنية على ما حققته من تقدم واضح على الصعيد العربي والدولي وتقدمها بالترتيب العام وحلولها خامسة على الصعيد العربي’. وأوضح وزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي، في كلمة له خلال الحفل أن الإستراتيجية تهدف إلى تحقيق خدمة مميزة للمواطنين، وتوفير بيئة نظيفة. وأشار إلى أن الإستراتيجية ’خطوة من الخطوات التي رسمتها الوزارة، وسبقها مشاريع أخرى كمكب زهرة الفنجان في مدينة جنين’، موضحا أن هناك جهودا كبيرة لإنشاء مكبات أخرى في منطقة الخليل وبيت لحم، وآخر في قطاع غزة. وقال القواسمي إن الوزارة ’ساهمت بشكل كبير لإنجاح إطلاق المشروع، بدءا من توفير مختلف الخدمات، وأعمال التوجيه والرقابة على عمل الهيئات المحلية، وتقديم تقرير حول الخدمات والإجراءات التي تقدم للمواطنين’. وأكد أن الوزارة ستساهم في توفير منح إضافية لتوفير معدات للهيئات، وتتابع مع عدد من المجالس المحلية لجمع النفايات، وهناك مشروع لتوريد سيارات لتنظيف الشوارع، وستساهم الحكومة بـ50% من المشروع. وأوضح وكيل وزارة الحكم المحلي ورئيس الفريق الوطني لإعداد الاستراتيجية، المهندس مازن غنيم، أن العمل لإقامة الإستراتيجية بدأ قبل عامين، وشكل مجلس الوزراء لجنة توجيهية لإعداد الإستراتيجية تشكلت من وزارات: الحكم المحلي، التخطيط، والصحة، والاقتصاد الوطني، والزراعة، وسلطة المياه، والأمانة العامة لمجلس الوزراء. وأضاف أنه بعد تشكيل اللجنة التوجيهية تم تشكيل فريق فني من الحكم المحلي، والتخطيط، والصحة، وجودة المياه، بهدف المتابعة اليومية لنشاطات إعداد الإستراتيجية، ما تم تشكيل، فرق عمل مالية ومؤسساتية وفنية، وغيرها، كما شاركت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ((GTZ بشكل مباشر من خلال ممثلين وخبراء في جميع هذه النشاطات واللجان. وأشار غنيم إلى أن الإستراتيجية تهدف إلى إقامة نظام متكامل لإدارة النفايات الصلبة، اعتمادا على رؤيا واضحة وأهداف إستراتيجية قابلة للتحقيق تم اعتمادها في الإستراتيجية مع مجموعة من التدخلات من كافة الأطراف ذات العلاقة. وأشاد بجميع من ساهم في إعداد الخطة من المؤسسات والوزارات، وللحكومة الألمانية لدعمها المتواصل لشعبنا، من خلال كافة مؤسساتها العاملة وخاصة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، لدعمها ودورها في المساعدة في إعداد الإستراتيجية. وقالت مسؤولة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي انيكا بانجر، إن إطلاق الإستراتيجية ستسهم في تطوير أداء الحكم المحلي، والتعاون في مجال جمع النفايات الصلبة، موضحة أن الوكالة الألمانية قدمت مليونا يورو للمشروع، ولبناء قدرات العاملين فيه. وأشارت إلى أن النفايات الصلبة تشكل تحديا كبيرا للبيئة، وتهديدا لمصادر المياه، وهي بحاجة للجهود من قبل كافة الأطراف. وأضافت بانجر أن ’الإستراتيجية خطوة للأمام، وسيتم العمل على تحقيق نتائج جيدة من خلالها عبر العمل مع المؤسسات المحلية، وسيعمل على تنفيذها لتحسين ظروف المعيشة للمواطنين’، داعية الجميع إلى المشاركة بتنفيذ الإستراتيجية. وأوضح بدر أبو زهرة عضو الفريق الوطني عن وزارة التخطيط، أن الإستراتيجية جاءت لتحقيق الاحتياجات التالية: تحديد الأهداف، والسياسات والتدخلات الإستراتيجية للسنوات الخمس القادمة، وتحديد المجالات التنموية ذات الأولوية، وتحديد آليات التنفيذ العامة للجهات المعنية، ووضع قاعدة لتشكيل الخطط الوطنية المتعلقة بإدارة النفايات الصلبة. وأضاف أن ’الإستراتيجية مرت بمرحلة إعداد من خلال تشكيل لجنة توجيهية، وتقييم الوضع الحالي، وتحديد القضايا الرئيسة، حتى إقرارها من قبل مجلس الوزراء’.