هدمت الادارة المدنية صباح أول أمس 55 مبنى في قرية الفارسية الزراعية في شمالي غور الاردن. المباني، مبان تنكية، خيام وعرائش – يستخدمها نحو 120 مزارعا اجيرا فلسطينيا وعائلاتهم، يسكنون في المكان ويرتزقون من تربية الماشية وزراعة الارض الخاصة التي بملكية عائلات من قرية طوباس المجاورة. أصل الاجراء الزراعيين من قرى طوباس وتياسير، ولكن بعضهم يسكنون في الفارسية منذ عشرات السنين. بين المباني التي هدمت ايضا معمل للتغليف اقيم بالتعاون مع "اغرسكو" في نهاية السبعينيات، حين كانت المنتوجات الزراعية الفلسطينية تسوقها الشركة الاسرائيلية. أول أمس، في السادسة والنصف صباحا وصل الى القرية في جرافتين ترافقهما نحو عشرة جيبات عسكرية وسيارات لمراقبي الادارة المدنية. وفي وقت الهدم كان المكان فارغا من سكانه. منسق اللجان الشعبية في الغور، فتحي خضيرات قال لـ "هآرتس" ان العائلات اضطرت مؤخرا الى ترك المنطقة لقطعها من كل مصدر للمياه. ومثل كل نزلاء الخيام في الغور حظر عليهم الارتباط بالابار التي حفرتها مكوروت في المنطقة. وحسب كلام خضيرات، فقبل بضع سنوات هدمت الادارة المدنية انبوب ماء مدده السكان الى نبع مجاور ووفر مياه الشرب والري لهم. ومنذ ذلك الحين وهم يسقون ماشيتهم ويروون حقولهم بمياه ليست مناسبة لشرب البشر ونهلت من مصدر مياه مالحة مجاورة. مياه الشرب التي يستخدمونها كانوا يجلبونها بالناقلات. قبل نحو أربعة اشهر، روى ابو الرب وخضيرات، صادرت الادارة المدنية محركات النهل التي سمحت بنقل المياه من مصدر المياه المالحة. يوم الاحد وزع مراقبو الادارة المدنية عشرة تحذيرات قبيل الاخلاء والهدم للمنازل في قرية البردلة، شمالي الفارسية. وتوجد البردلة في قسم منها في المنطقة ب والقسم الاخر في المنطقة ج . وروى خضيرات لـ "هآرتس" بان صاحب احد المباني العشرة المرشحة للهدم، ولديه 300 رأس ضأن، طلب منهم مغادرة بيته في غضون 24 ساعة والا فسيصادر قطيعه وسيضطر الى دفع رسوم استعادته. وجاء من الناطقية بلسان الادارة المدنية التعقيب التالي: "في المنطقة موضع الحديث وزعت في 27/6 اوامر ازالة غزو لعشر خيام مهجورة في منطقة لاطلاق النار. ولما لم يتقدم احد في الاسابيع الثلاثة الاخيرة باي اعتراض وفي ضوء الخطر على الحياة من حيث توجد المدنيين في المنطقة، فقد اخليت الخيام موضع الحديث".