الرد على القسام جاهز: أكمل جهاز الامن سلسلة تجارب أخيرة على "قبة حديدية"، منظومة اعتراض الصواريخ والمقذوفات الصاروخية على المدى القصير والمتوسط. وحسب مصادر رفيعة المستوى في جهاز الامن والجيش الاسرائيلي فقد انتهت التجارب بنجاح كبير. منظومة "قبة حديدية" تأتي لحماية اسرائيل من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية قصيرة المدى، حتى 70كم، سواء كانت هذه صواريخ قسام تطلق من غزة أم كاتيوشا وصواريخ غراد تطلق من لبنان. وقد تم تطويرها بمسؤولية مديرية البحث والتطوير للوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية كجزء من خطة دفاع متعددة الطبقات لجهاز الامن، تتضمن ايضا منظومة "عصا سحرية" للمدى المتوسط ومنظومة "حيتس" للمدى البعيد. سلسلة التجارب الاخيرة جاءت بعد سلسلة ناجحة سابقة جرت قبل نحو نصف سنة ولكن هذه التي اجريت في الاسابيع الاخيرة في النقب كانت الاكثر تعقيدا حتى الان وتضمنت نارا بالتوازي نحو أهداف مدنية لعدد كبير من الرشقات الصاروخية لصواريخ فجر، غراد والقسام. في "رفائيل" (سلطة تطوير الوسائل القتالية) وفي وزارة الدفاع راضون على نحو خاص من ما أظهرته "قبة حديدية" من قدرة على الاعتراض المتوازي على عدة صواريخ تطلق من اتجاهات مختلفة بينما تبدي المنظومة قدرة ايضا على ان تحسب مسبقا مسار الصاروخ والامتناع عن اطلاق صاروخ اعتراضي في حالة بدا فيها أن الصاروخ المعادي من المتوقع ان يسقط في منطقة غير مأهولة. وفي اثناء التجارب اعترض بنجاح سواء على صواريخ بمدى 70كم ام قذائف هاون 120ملم لمدى قصير جدا لاقل من 4كم، ومحافل الامن التي حضرت في المكان ادعت بان "كل هدف اردنا اعتراضه اسقطناه". البطاريتان الاولتان اللتان انتجتا ستدخلان الى حيز العمل التنفيذي في منظومة مضادات الطائرات في سلاح الجو منذ تشرين الثاني القريب القادم، وحسب مصادر أمنية، فان بطارية واحدة من منظومة "قبة حديدية" قادرة على أن تحمي وحدها مدينة سديروت من ضرب الصواريخ. ومع ذلك، في هذه المرحلة لا توجد نية لنصب البطارية للاستخدام في غلاف غزة، في ضوء حقيقة أنه لا يوجد الان تهديد حقيقي من جهة القطاع، وهذه ستنشر فقط في حالة تصعيد استثنائي. وينبع هذا القرار من اعتبارات عملياتية وانطلاقا من الفهم بان نار صاروخ منفرد من شأنه أن يكشف عن مكان البطارية ويظهر أي من الاماكن محمية واي منها غير محمي. في حالة التصعيد يمكن نشر البطاريات في غضون عدة ساعات. رئيس المجلس الاقليمي "اشكول" حاييم يلين، عقب بغضب على قرار عدم نشر منظومة "قبة حديدية" في الجنوب وقال ان "الحكومة بنفسها اتخذت قرارا بحماية بلدات غلاف غزة من خلال منظومة "قبة حديدية" ولهذا الغرض تم تطويرها. الحكومة ملزمة بان تنفذ قرارها والا تترك السكان لمصيرهم". ويعتزم سكان غلاف غزة من خمس سلطات محلية رفع التماس مشترك الى محكمة العدل العليا في الشهر القريب القادم حول الموضوع. وجاء من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي التعقيب التالي: "موضع بطاريات قبة حديدة يتقرر وفقا لتقويم الوضع الميداني الجاري في الجيش الاسرائيلي. البطاريات متحركة وهي ستنصب في المكان الذي يتيح منح حماية قصوى وفقا لشروط التهديد". وقال مسؤول كبير في جهاز الامن، مدير عام وزارة الدفاع، اللواء احتياط اودي شني ان "المنظومة تبدو ناضجة. نجاح سلسلة التجارب النهائية سيجلب معه توصية ببطاريات اضافية تتيح انتشارا اقصى على الارض".