خبر : الاستخبارات الامريكية تحقق في ما إذا كان العالم النووي الايراني عميلاً مزدوجاً

الإثنين 19 يوليو 2010 12:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاستخبارات الامريكية تحقق في ما إذا كان العالم النووي الايراني عميلاً مزدوجاً



طهران وكالات  قال العالم الإيراني شهرام أميري الذي ادعى انه خطف على يد الامريكيين، إن وكالة الاستخبارات الامريكية ’سي آي إيه’ عرضت عليه وثائق مزورة حول البرنامج النووي الايراني وطلبت منه الادعاء بصحتها مقابل عشرة ملايين دولار. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أميري قوله في مقابلة مع القناة الثانية الايرانية ليل السبت إنه رفض عرضاً من ’سي آي إي’ بالادعاء بصحة وثائق مزورة عن برنامج بلاده النووي مقابل 10 ملايين دولار هُدد بنقله إلى اسرائيل وقال ان الضباط الامريكيين هددوه بأنه سيتعرض هناك لمعاملة أسوأ.وأشار الباحث الايراني إلى أن خاطفيه حقنوه بمادة مخدرة في السعودية لم يستيقظ منها إلاّ بعد ساعات طويلة نقلوه أثناءها إلى الولايات المتحدة، نافياً تقارير إعلامية بأنه طلب اللجوء إلى الأراضي الامريكية. وقال ’أنا لم أذهب إلى سفارة أو قنصلية أجنبية خلال الفترة التي كنت فيها في السعودية بهدف طلب اللجوء السياسي’. وتتهم طهران واشنطن بخطف أميري الذي يقول ان عملاء الـ’سي آي إيه’ اختطفوه بالتعاون مع المخابرات السعودية بينما كان يؤدي العمرة، فيما يقول المسؤولون الامريكيون إن أميري كان مخبراً لهم وقد اختار عدم اصطحاب عائلته معه حين تم نقله إلى الولايات المتحدة. وقال ان الولايات المتحدة عرضت عليه ان يكون جزءا من صفقة ’تبادل جواسيس’ مع ايران. واكد اميري ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ’سي آي ايه’ عرضت عليه تسليمه الى طهران في اطار صفقة تبادل مع ’ثلاثة جواسيس امريكيين’ تحتجزهم طهران. ويشير اميري بذلك الى الامريكيين الثلاثة الذين اعتقلوا في تموز/يوليو 2009 على الحدود الايرانية مع العراق. وقال اميري ’كانوا (العملاء الامريكيون) يريدون ان اقول اني عميل في اجهزة الاستخبارات الايرانية تسللت الى السي آي ايه’. واضاف ’قالوا ان بامكاني عندئذ ان اكون جزءا من صفقة تبادل والعودة الى ايران مقابل عودة ثلاثة جواسيس امريكيين اعتقلوا على الحدود العراقية’.وتابع اميري ان عملاء الاستخبارات الامريكية عرضوا عليه ذلك في حزيران/يونيو الماضي بعد ان علموا انه نجح في اجراء ’اتصال’ مع الاستخبارات الايرانية بينما كان في الولايات المتحدة. واعتقل ثلاثة امريكيين هم شين بوير (27 عاما) وسارة شورد (31 عاما) وجوش فتال (27 عاما) في 31 تموز/يوليو 2009 لعبورهم الحدود بين ايران والعراق. واكد مسؤولون ايرانيون ان الامريكيين الثلاثة الذين لا يزالون محتجزين في ايران، سيحاكمون بتهمة الدخول غير المشروع الى الاراضي الايرانية وحتى بتهمة التجسس.واكد اميري مجددا انه خطف في حزيران/يونيو 2009 بيد عملاء اجهزة الاستخبارات الامريكية والسعودية ونقل الى الولايات المتحدة.ويؤكد المسؤولون الامريكيون انه كان في الولايات الامريكية بملء ارادته.وكان أميري وصل الخميس إلى طهران آتيا من الولايات المتحدة بعد لجوئه إلى سفارة باكستان في واشنطن التي ترعى المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة. الى ذلك افادت صحيفة ’صندي تلغراف’ امس الاحد أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ’سي آي إيه’ تحقق الآن في ما إذا كان العالم النووي الايراني شهرام أميري، الذي لجأ إلى الولايات المتحدة وعاد إلى طهران الأسبوع الماضي، كان عميلاً مزدوجاً.وقالت الصحيفة إن قضية أميري حيّرت رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية الذين وافقوا على دفع 5 ملايين دولار له مقابل الحصول على معلومات عن برنامج ايران النووي، لكن عملاء سابقين للمخابرات الأمريكية توقعوا أن ينتهي أميري في السجن أو يواجه الموت حتى، على الرغم من استقبال الأبطال الذي أُعد له عند عودته إلى ايران. واضافت أن قرار أميري العودة طوعاً إلى ايران بعد أن زعم أن عملاء من ’سي آي إيه’ والمخابرات السعودية اختطفوه بينما كان يؤدي مناسك العمرة في السعودية في حزيران/يونيو 2009 وأنه تعرض للتعذيب في الوايات المتحدة، اثارت الشبهات بأنه كان عميلاً مزدوجاً عمل لحساب ايران طوال الوقت. واضافت أن هناك تساؤلات أيضاً عن أسباب سماح السلطات الايرانية لأميري بالسفر بمفرده إلى السعودية على الرغم من عمله الحساس، ولماذا ترك عائلته إذا كان ينوي مغادرة ايران بشكل دائم، وعن دوره باعتباره واحداً من مصادر التقرير الاستخباراتي الذي اصدرته المخابرات القومية الأمريكية عام 2007 وجاء فيه أن ايران أوقفت العمل ببرنامج انتاج أسلحة نووية.واشارت الصحيفة إلى أن ’سي آي إيه’ اعتقدت أن أميري كان منشقاً حقيقياً وكشف لها عن معلومات حول استخدام جامعة طهران، حيث كان يعمل، كمقر سري لبرنامج ايران الذري. ونسبت إلى ضابط سابق في ’سي آي إيه’ طلب عدم الكشف عن هويته قوله ’إن الوكالة تحقق الآن في ما إذا كان أميري عميلاً مزدوجاً، والذي يُعد تفسيراً محتملاً لتصرفاته الغامضة’.واشارت الصحيفة إلى أن ’سي آي إيه’ جنّدت أميري كجزء من برنامج تهجير الأدمغة لاجتذاب العلماء وكبار الضباط الايرانيين، لكن قضيته ألحقت الضرر بهذا البرنامج سواء أكان أميري عميلاً مزدوجاً أو أنه زوّد ايران بمعلومات حساسة عن الطريقة التي تم من خلالها تجنيده للعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وقالت إن ’سي آي إيه’ شجّعت أميري على الانشقاق العام الماضي جراء مخاوفها من أن يتم الكشف عنه داخل ايران، والتي تخضع للتحقيق الآن سواء أكانت تلك المخاوف قراءة خاطئة لوضعه أما لا.