غزة / سما / سلطان ناصر / ربما يعتبر البعض أن ظاهرة تناول النرجيلة (الشيشة) للنساء في قطاع غزة جزء من الترويح عن النفس نتيجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها القطاع جراء الحصار الإسرائيلي الخانق فيما يعتبر اخرون ان الموضوع هو خروج عن تقاليد الشعب الفلسطيني وطبيعة قطاع غزة المحافظة. ولكن ما أن تدخل أحد الأماكن العامة بغزة يواجهك مشهد جديد قديم وهو تناول النساء النرجيلة وهي عادة انتشرت بعد انشاء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1993. هذا المشهد دفع وزارة الداخلية التابعة لحكومة غزة لان تصدر قراراً حسب بيانها اليوم يقضى بمنع النساء من تناول النرجيلة في الأماكن العاملة حيث قال المتحدث باسم الداخلية إيهاب الغصين " أن الحكومة منعت النساء من شرب النرجيلة في الأماكن العامة والمفتوحة في قطاع غزة ". وأوضح الغصين اليوم ( الأحد ) أن القرار لا يشمل المطاعم والأماكن المغلقة مبيناً أن القرار اتخذ لأن هذه الحالة تتنافى مع العادات والتقاليد والأوضاع الاجتماعية في قطاع غزة. وأضاف " من غير اللائق، أن تضع المرأة قدما على قدم وتشرب النرجيلة أمام الناس، في مشهد يضر بصورة شعبنا الذي يعاني من وطأة الحصار وتداعياته التي طالت كافة مناحي الحياة"، وفق قوله. ودعا الغصين إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ القرار، حفاظًا على قيم الشعب الفلسطيني الأصيل، واحترمًا وتقديرًا لمشاعر الناس الذين يستاءون من هذه الحالات". وشهد قطاع غزة مؤخرًا، افتتاح عشرات المطاعم والمنتجعات والأماكن السياحية التي استقطبت عددًا كبيرًا من المواطنين والأجانب. وبدورها قالت اهالة 22 عاماً من مدينة غزة :" من الطبيعي أن يكون تناول الشيشة للرجال أمر عادى فيمكن أن يتناولوها في أي مكان ". وأوضحت أنها تؤيد قرار الحكومة بغزة بمنع تناول النساء الشيشة في الأماكن العامة وأنه من المعيب أن تكون الفتاة في مكان عام وتتناول الشيشة فيه والجميع من حولها ينظر إليها، مبينة أنه يمكن للنساء ان يتناولنها في منازلهن. فيما اعتبر باسم 24 عاماً أن قرار الحكومة بغزة إيجابي خاصة أنك أصبحت تدخل العديد من الأماكن وتجد النساء فيها يتناولن الشيشة بشكل طبيعي وهذا يخالف العادات والتقاليد الخاصة التي تحكم المجتمع الفلسطيني. وبدوره قال الشيخ عماد حمتو :" أن تناول النرجيلة جزء منبثق عن تناول السجائر فقد أصدرت العديد من الفتاوى من الأزهر الشريف بتحريم تناول التدخين للرجال أو النساء "، معتبراً إظهار صور المرأة في الأماكن العامة وهي تتناول الشيشة فهذا منظر منافي للحياة الفلسطينية وللدين . واعتبر أن مثل هذه المسائل يجب غض النظر عنها وتوجيه الناس إلي مخاطرها ومدي تحريمها بدون قرارات حكومية "فالأفضل أن يكون حل هذه المشكلة عبر وسائل الأعلام والتوجيه والمنابر في المساجد من ناحية عرضها فقهياً وشرعيا واقناع الناس بالامتناع عن مثل هذه الظواهر مخافة من الله وليس من السلطة . وأوضح الشيخ حمتو أن هناك مناظر مؤذة في المجتمع الفلسطيني بدأت تقلل من مكانة الشعب الفلسطيني المعروف في رباطه وجهاده للعدو الإسرائيلي ولا تقتصر فقط على تناول الشيشة للنساء في الأماكن العامة إنما وصلت لحد تناولهم حبوب الأترامان أو شرب الدخان وهذا لا يليق بالشعب الفلسطيني فضلاً عن قضية التحريم الديني . وبين أن هناك دور يلقي على عاتق الأسرة والمدرسة والإعلام كل هذه المؤسسات يجب أن تقوم بدورها الإرشادي والتوجيهي حتى نحرص على صورة الشعب الفلسطيني . وفيما يتعلق في موقف الإسلام قال : " الأصل في الأشياء الإباحة كما قرر الفقهاء وطالما أقر الفقهاء الإباحة فالله سبحانه وتعالى أحل مطعومات وحرم مطعومات والآية واضحة وصريحة (ويحل عليكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث ) والشيشة والدخان من الخبائث فمطلوب منا أن نكون مع النقد الشرعي (فلا ضرر ولا ضرار ) كما قال النبي صلي الله عليه وسلم ". وبين الشيخ أن النفس البشرية هي أمانة من الله للإنسان فمطلوب منه الحفاظ عليها بأكمل وجه وعليه أن يحرص علي أن تكون هذه النفس في طاعة الله عز وجل . ووجه الشيخ عماد للذين يتناولون الشيشة من الشباب النساء كلمة قال فيها :" يقول الله تعالى (ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) لان كثير من الرذائل الكبيرة بدأت في معاصي صغيرة والطريق الذي يوصل إلي الحرام حرام وأنصح أن يمتنع الكل عن تعاطي هذه المحرمات من بداية الطريق لأن العلماء قرروا أنك إذا رأيت الرجل له معصية فاعلم أن لها أخوات إذا رأيت أن له عبادة فاعلم أن لها أخوات . من جانبها اعتبرت سارة أن هذا القرار تصرف خاطئ يعارض حقوق وحريات المواطنين قائلة ً :" هذا اضطهاد للنساء خصيصا ،وانا ارى أن تناول الشيشة شيء طبيعي و لا يحق لأحد أن يتحكم بالأشخاص لأنهم يملكون السلطة ". وبينت سارة "أن الحكومة تظن أن تناول الشيشة حكراً على الرجال فقط مبينة أن عليها تراعي حقوق المواطنين في حرياتهم الشخصية . من جهته أعتبر حقوقي فلسطيني بغزة أن "هذا القرار إذا اتخذ بناءا على أن تناول النرجيلة في الأماكن العامة مضر للبيئية وللإنسان فهو إيجابي إما إذا اتخذ لأغراض (التفريق بين الرجال والنساء في تناول النرجيلة ) فهذا مرفوض وممنوع لأنه يتدخل في حياة الناس الشخصية وهذا مخالف لكل القوانين . وبين أن هناك قانون لمنع التدخين أصدره المجلس التشريعي قبل عدة سنوات ولكن غير معمول به مشيراً الى أنه من المفروض أن يصدر القرار عن وزارة السياحة لأنه هي من تمنح الترخيصات لأصحاب الأماكن العامة .