خبر : الهزة التي في الطريق../ معاريف

الأحد 18 يوليو 2010 03:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
الهزة التي في الطريق../ معاريف



 سيقدم الانتقام باردا، لكنه سيكون صعبا أليما، كما تقول عناصر رفيعة المستوى في حزب "اسرائيل بيتنا" بعقب الازمة التي نشأت بين هذا الحزب وسائر اجزاء الائتلاف، او اذا شئنا الدقة الازمة الكبرى التي تتعتع الان علاقة افيغدور ليبرمان ببنيامين نتنياهو.  "ايفيت بدوي"، قال لصحيفة "معاريف" أمس احد مسؤولي الحزب الكبار، "لن ينفجر هذا الان، سينتظر لكنه عندما يأتي سيكون صعبا أليما، نتنياهو يقصر أيامه رئيسا للحكومة، اذا لم يعرف احترام كلمته واحترام الشركاء الاخلص والاهم سيخسر الحكم". قال مسؤول رفيع المستوى في "اسرائيل بيتنا" لاحد كبار مسؤولي الائتلاف بعد التصويت على الميزانية: "استعدوا لانتخابات".  ليبرمان نفسه خارج البلاد، في مؤتمر دولي في كازخستان. يعرض لايفيت دائما ان يكون خارج البلاد عندما تنشب الازمات. فمرة في ريغا ومرة في مولدافيا واخرى في كازخستان. ان شرق اوروبا عند ليبرمان يشبه مكانة بيسان عند دافيد ليفي المهين. "اين ايفيت"، سأل وزير الخزانة العامة يوفال شتاينتس الوزير سيتس مسجنكوف في الليلة بين الخميس والجمعة، في ذروة الازمة. "ايفيت غير موجود"، قال مسجنكوف لشتاينتس، "انت عالق هنا معي". عالق هو التعريف الصحيح. من الصحيح الى الان انه لا توجد اي ثقة بين ليبرمان ونتنياهو. ان من ظن ان الاثنين تصالحا في تلك المحادثة بعد "ازمة فؤاد"، قد أخطأ. فايفيت مملوء القلب على نتنياهو، ومن يعرفه يعرف ان هذا القلب سينفجر وستزعزع النتائج الائتلاف. ومن جهة ثانية لا يملك ليبرمان الان امتياز تفجير الحكومة. فيداه مكبلتان. مسدسه مشحون بكثير من سوء المزاج وغير قليل من الرصاص الفارغ لكنه يعلم، وهو يعلم ان نتنياهو يعلم انه ما لم يتخذ قرار في شأنه عند المستشار القانوني للحكومة فان احتمال أن يترك وزارة الخارجية يؤول الى الصفر. هذا الترك من جهته يشبه عملا انتحاريا. ان يقضي على حكومة بيبي وينفجر معها. ولا ينوي ليبرمان الان فعل هذا. فما الذي ينويه؟ سيدخل يوم الاثنين صباحا حفلا صحفيا في الكنيست ويقول ماذا سيفعل. من حسن حظ نتنياهو ان جلسة الكنيست الصيفية ستنفض هذا الاسبوع بحيث سينتظر انتقام اسرائيل بيتنا الجلسة القادمة.  اين يبدأ هذا؟ في البدء. يقول مقربو ليبرمان انه هو الذي ادى نتنياهو الى الحكم. فبعد الانتخابات، عندما القى الرئيس على تسيبي لفني ان تؤلف حكومة، كان ايفيت يستطيع ان يعطيها مقاليد الحكم لكنه فضل تقليد بيبي. وبالمناسبة هو يندم اليوم. بعد ذلك عندما فرض حظرا على ايهود باراك، سبب ليبرمان التفاوض السري بين جدعون ساعر وتساحي هنغبي اللذين كادا يتمان صفقة. وفي اللحظة الأخيرة أحل ايفيت باراك، وترك نتنياهو لفني ونشأت الحكومة. منذ تلك اللحظة، وجد ليبرمان نفسه في موقع عجل خامس. أصبح باراك، الذي أدخله  الحكومة على ظهره وزير الخارجية الحقيقي. وتبعت المذلة المذلة. وكانت الذروة في رحلة فؤاد بن اليعيزر "السرية" للقاء وزير الخارجية التركي من وراء ظهر وزير الخارجية الاسرائيلي. استشاط ليبرمان غضبا يريد التدمير. فباراك لم يصبح وزير الخارجية فقط قبالة أمريكا، وفؤاد وزير الخارجية قبالة العالم العربي وكل آخر ضئيل الشأن وزير خارجية من تلقاء نفسه، فأسوأ من ذلك ان نتنياهو أقام أموره طول الوقت على حسب ما يرى باراك لا على حسب ما يرى ليبرمان. وأصبح واضحا ان الانفجار مسألة وقت. بعد ذلك أتى قانون التهويد عن عضو الكنيست دافيد روتام. يقال في فضل نتنياهو إن تعويقه لهذا القانون المشكل مطلوب. إن الشقاق مع يهود الجاليات اللذين يسفحون دماءهم من اجل اسرائيل في أروقة الحكم في واشنطن، سيكون آليما محتوما. ليبرمان محتاج الى هذا القانون كالهواء للنفس ليبرهن للناخب الذي انتخبه على نشاطه. ومرة أخرى يختار نتنياهو الطرف الثاني، ومرة أخرى يستشيط ليبرمان غضبا. قبل اسبوعين، في اقتراع على قانون الحد الأدنى للأجور عن عمير بيرتس، أمل نتنياهو ان يقنع وزراء العمل، وعندما أخفق تأمل أن يحث الوزير هارشكوفيتس لكنه فشل. تبين فجأة ان وزراء اسرائيل بيتنا، الذين كانوا يفترض أن يصوتوا تأييدا لقانون بيرتس، هم لسان الميزان. كان ليبرمان، كعادة ليبرمان في ريغا. استدعى نتنياهو مسجانيكوف الى غرفته، وأدخل يعقوب نئمان أيضا ولمدة أربعين دقيقة، كما يصف ذلك مسجانيكوف في أحاديث خاصة، "داعبه وامتدحه بأوصاف لا تنسى. على حسب رواية مسجانيكوف، قال نتنياهو له: "انظر في عيني، أريد ان تقوم لايفيت ان التفاوض في شأن الميزانية سبدأ معكم، قبل جميع الاخرين، سنسير في اتجاهكم قدر الاستطاعة، فاسرائيل بيتنا عزيز على قلبي، أنا أجلكم لاخلاصكم وتضحيتكم وعلمي أنكم هناك من أجلي على طول الطريق". اتصل مسجانيكوف بليبرمان، الذي لم يوافق في ذلك اليوم على تلقي مكالمات من نتنياهو، وأبلغه. وهو اليوم يلعن نفسه لذلك. "كنت غبيا إذ صدقته"، يقول مسجانيكوف، لكن ما تم لا يمكن رده. ورضي ليبرمان. أسقط وزراء اسرائيل بيتنا في آخر لحظة، قانون الحد الأدنى للأجور، وتلقى ليبرمان ضربات شديدة من وسائل الاعلام لخيانته جمهور ناخبيه. في مباحثات الميزانية كان يفترض أن تأتي المكافأة السخية، لكنها لم تأت. يقول مسجانيكوف في أحاديث مغلقة: "لقد اختفوا، لم يجروا تفاوضا معنا ببساطة. اختفوا. لا بيبي ولا شتاينتس، ما كان إلا عدد من الموظفين المساعدين لوزير الخزانة العامة ورئيس فرع الميزانيات". بدل الوفاء والاخلاص والشراكة، حصل الرفاق من اسرائيل بيتنا على جدار من الاسمنت. بل إن يعقوب نئمان، الذي كان كما قال مسجانيكوف الشاهد في ذلك اللقاء قبل نحو من اسبوعين، اختفى ولم يعد موجودا. تلاشى ببساطة. نظر "اسرائيل بيتنا" مرة اخرى في شوق في الكعكة المقسمة على جميع الاخرين سواه. يقسمون هذه المرة على ألا يصمتوا. "سنعلم بيبي درساً لن ينساه"، يقول الرفاق، "لقد ارتفع البول الى رأسه، وهو يرانا مفهومين من تلقاء أنفسنا، وهو لا يعلم تقدير أي شيء، ولا حتى 15 زوجاً من الأيدي ترفع دائما بصوت واحد معه. انقضى هذا الآن". في النهاية، قبيل التصويت في جلسة الحكومة، قال مسجانيكوف إنه "خائب الأمل ويخجل لأن رئيس الحكومة لم يف بكلامه". ورد نتنياهو بحدة وهو متعب غاضب: "أنا أنكر كل ما قيل هنا، لم أنقض كلامي ولم أعد أحدا". لم يكن وزير العدل نئمان، الذي كان وسيطاً في الغرفة ولم يكن من الممكن الاستشهاد به. انقضى الفصل الأول وسيأتي ما بعد. وشيء صغير آخر: كمن في قانون التنظيمات المادة الاشكالية تلك التي يفترض أن تقتطع بحدة الاعلانات الحكومية التي ستخصص للنشر في الصحف المطبوعة. وهذه ضربة قوية أخرى لصناعة الطباعة، التي هي في وضع صعب منذ البدء. يطلب "اسرائيل بيتنا" ازالة هذه المادة عن برنامج العمل. لكن أناس نتنياهو يعاندون لسبب ما. وفي الخزانة العامة أيضا يقفون على رؤوس أصابعهم. إن العلاقة بشلدون ادلسون، مالك "اسرائيل اليوم" وهي صحيفة نتنياهو المقربة التي توزع بالمجان، واضحة تصرخ الى السماء. في الساعة الثالثة والنصف صباحا، في ليلة المباحثات في الحكومة، أثار مسجانيكوف القضية وطلب ازالة المادة من اقتراح القرار. "إذا كان هذا هو الطلب فان التفاوض قد انتهى"، قال أناس الخزانة العامة ونهضوا مثل رجل واحد. وهنا، في هذه النقطة، استقر رأيهم على العناد وتفجير كل شيء. جازت المادة بالتصويت، واشتمل عليها ايضا اقتراح "ذوي القرار" من الحكومة. يحتاج لألغائها منذ الان الى قرار الغاء من الحكومة. وفي النهاية، لكل واحد رب عمله. عند مسجانيكوف ليبرمان وعند شتاينتس نتنياهو وعند نتنياهو ادلسون.