خبر : الشيخ الأسطل: لتحرير بيت المقدس دونكم السنة والسبيل، وإياكم والبدعة والتفرق في الدين

السبت 17 يوليو 2010 10:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الشيخ الأسطل: لتحرير بيت المقدس دونكم السنة والسبيل، وإياكم والبدعة والتفرق في الدين



غزة / سما / المجلس العلمي-قال فضيلة الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين في خطبتة اليوم في صلاة الجمعة والتي ألقاها على جموع المؤمنين المصلين بمسجد الحمد بمحافظة خان يونس بعنوان (من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه) إن حب الصحابة رضي الله عنهم والإقرار بفضلهم ومناقبهم  من الإيمان والإسلام ، وإن بغضهم وجحد ما قدموا من خير وأكرمهم الله من فضلٍ كفرٌ ونفاق ، فهم الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، حملة لواء الإسلام ، وهم دونه المجاهدون الأعلام ، وإن الحديث عنهم ليهز الوجدان ، ويذكي مشاعر الشوق العارم لهم ، وإنه ليدفع المؤمن إلى اقتفاء أثرهم دفعا ، هم بذلوا النفس والنفيس حتى هلك عدوهم كمداً مقهورا ، فمنذ فجره الأول لم يزل هذا الدين ببركاتهم عزيزا منصورا ، وأهل الإيمان والإسلام يقومون على نصرة السنة والتوحيد فرحاً وسرورا ، فكبت وجوه الذين كفروا وخزيت جحداً وفجورا ، وأما النفاقُ وأهلُه فهم في فَضْحٍ وفَضِيْحَة ، لا بالإسلام والترغيب ارتفعوا ، ولا بالزجر والوعيد ارتدعوا ، ولكنهم مَرَدُوا على الرَّيْبِ والرِّيَب ، يخادعون الله والذين آمنوا ، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ، ولهم عذابٌ أليمٌ بما كانوا يكذبون .   وأضاف فضيلته : من المعلوم أن الله عز وجل اصطفى لرسالاته وكلامه الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، فقاموا يبلغون دين الله أقوامهم ، وختم أنبياءه ورسله بنبيه ورسوله محمدٍ بن عبد الله صلى عليه وعليهم الله وبارك وسلم تسليما ، واختار لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم من يؤازره في دعوته ، ويؤيده في تبليغ رسالته ، وبين جل وعلا أنهم هم المفلحون .   وشدد فضيلته على ضرورة الاتباع للسنة والجماعة ، وحسن السمع لولي الأمر والطاعة قائلاً: إننا اليوم يا عباد الله نقف عند جبلٍ راسخ لا يتزلزل ، وعلمٍ شامخ لا يتضعضع ، رجل لا كالرجال ، لا يوزن هو بالرجال في دين الله عز وجل ، ولكن الرجال هي التي به توزن ، فهو معيار الرجولة عند الاختلاف ، وميزان البطولة عند الائتلاف ، ذِكْرُه ينساب بين الجوانح انسياب الماء البارد العذب في يومٍ حارٍّ في عروق العطشان شبعاً وريا، وسيرته سجلٌ يحفل بجليل الأعمال التي لا يساميه فيها أحدٌ إلا وطاش سهمه بعيداً قصيا ، إننا نقف بين يدي الصديق أبو بكر رضي الله عنه ، وما أدراك ما أبو بكر ، غيثٌ هاطلٌ مدرار ، وبحرٌ مائجٌ  زخَّار ، يعمُّ بخيره العالمين طُرَّا ، يقذف من أجوافه لؤلؤاً ودُرَّا ، كلامُهُ المسموعُ فلا يُرَدّ ، وأمره المطاع فلا يُصَدّ ، في الحق أسدٌ زائر ، لا يجابهه وحشٌ كاسر ، ولا نسرٌ طائر  ، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، ذكره سبحانه في سورة التوبة : { إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} .    خلد الله ذكره بذكره ثاني اثنين إذ هما في الغار ، يطلع علينا رضي الله عنه طلعته البهية أشرقت بها الأنوار ، رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته ، ونصيره وصاحبه في دعوته ، وخليله من بين الناس لو كان صلى الله عليه وسلم متخذاً دون الله خليلا .     وتابع فضيلته : مهما جهدنا وأجهدنا أنفسنا في جمع فضائل الصديق ؛ فإننا نحاول ونحاول ولكننا واللهِ لا نطيق ، ففضائله لا تحصى ، ومناقبه لا تستقصى ، بحر محيط لا تكدره الدلاء ، ومدد يمتد ، بلا تعدادٍ ولا حصرٍ ولا حد ، ولكننا نذكر منها من باب الاقتداء والامتثال ، وعلى سبيل العلم والمثال، دوماً مستلهمين من الله مع التوفيق حسن القبول إلى أن تطوى صحائف الأعمال بحلول الآجال .   كما بين فضيلته بعض مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومنها أنه أسلم رضي الله عنه ولم يتردد ، وإلى الله بالتقوى تزود ، آمن بالنبي فَصَدَقَهُ وصَدَّقّهُ حتى عرف بأنه صِدِّيْقُ هذه الأمة ، وشهد بدراً وأحداً والخندق وغير ذلك من المشاهد مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، كما أنه أعلم الصحابة - رضي الله عنهم - بما قال النبي صلى الله عليه وسلم رقيقٌ قلبه ، قريبٌ دمعه ، سمحٌ بذله ، سخيٌ عطاؤه وفي جوده وسخائه وحسن يقينه بالله عز وجل ، وأنه رضي الله عنه سيد المسلمين وأحبهم إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أومأ بذكره ليكون الأمر إليه من بعده ، وأنه  كان رضي الله عنه من سباقاً إلى العبادة وفعل الخيرات ، ولهذا يوم القيامة يدعى أبو بكر من أبواب الجنة الثمانية كلها.   واختتم فضيلته قائلا:إخواننا المصلين... لتحرير بيت المقدس دونكم السنة والسبيل والكتاب ، وإياكم والبدعة والتفرق في الدين كالأحزاب ، الله الله في دينكم ودنياكم ، وإياكم وأصحاب المثالب والعيوب ، الذين يبهتون الأولين السابقين ، ممن يلعنون السلف من الصحب الصالحين ، والخلف المهتدين ، لم يتركوا من كذبهم لا الصديق أبا بكر ، ولا الفاروق عمر ، ونال افتراؤهم عائشة البتول ، الطاهرة زوج الرسول ، فإن هذا لا إصلاح فيه لدنيانا ، بل هو فساد أولانا وأخرانا ، وهلاك البقية الباقية ، ومالها من دون الله من واقية ، ما أحرانا ونحن على الله قادمون ، وبين يديه بما عملنا مجزيون ، فمن أحسن فله حسن الثواب إحساناً ورضوانا ، ومن أساء فله بالإساءة ما يكفيه ذلاً وخسرانا ، ما أحرانا أن نلزم طريق الأولين ، الناجين من أوضار المعاصي والذنوب ، وأن نجتهد ونجهد أنفسنا في النصح والتذكير لإخواننا المفتونين ، من عامة المسلمين وخاصتهم ، ليَصْبِرُوا أنفسهم على سبيل المؤمنين ، الذين هم السواد الأعظم ، أهل السنة والجماعة منذ عهد الآل والأصحاب ومن بعدهم إلى يومنا هذا ، الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، فلا تعد أعينهم تريد الحياة الدينا وزينتها ، اتباعاً للأهواء ، وتنكباً للسبيل الغراء.