خبر : دراسة استراتجية اسرائيلية تُحذّر من تنامي قوة ايران في آسيا الوسطى

السبت 17 يوليو 2010 01:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة استراتجية اسرائيلية تُحذّر من تنامي قوة ايران في آسيا الوسطى



قال الباحث الاسرائيلي الكسندر ميرينسون، الخبير الاستراتيجي والمتخصص في شؤون جمهوريات آسيا الوسطى، والذي اعدّ ورقة بحثية بعنوان الاهداف الايرانية من العلاقات مع جمهورية اذربيجان في دراسة خاصة صدرت عن مركز بيغن -السادات للدراسات والابحاث الاستراتيجية، انّ الخوف يزداد لدى تل ابيب من مسالة اصرار ايران على دفع علاقاتها قدما مع جمهورية اذربيجان، وهو الامر الذي من شانه ان يضر بالعلاقات الاسرائيلية مع هذه الدولة، التي تربطها باسرائيل علاقات وثيقة في المجال التجاري والامني والدبلوماسي.وبحسب الخبير ذاته، فان اسرائيل تعلم جيدا ان طهران اصرت على التغلغل في جمهورية اذربيجان، كي لا تترك الساحة خالية امام اسرائيل هناك، مشيرا الى ان النشاط الايراني في اذربيجان لا يقف عند محاولات دفع العلاقات في المجالات معها، بل يصل الى حد محاولات تدبير عمليات ارهابية ضد اهداف اسرائيلية فوق الاراضي الاذربيجانية، ودلل على ذلك بالعملية التي سبق وان احبطتها قوات الامن الاذربيجانية، بالتعاون مع اجهزة الامن الاسرائيلية، كما اشار الى ان هناك دلائل على قيام ايران بدعم الكثير من العمليات الارهابية، التي جرى تنفيذها ، اخيرا، هناك، وقال، ان هناك اعتقادا سائدا لدى اسرائيل بان ايران تقوم كذلك بتقديم الدعم المالي والعسكري للعديد من الجماعات الارهابية الاسلامية الراديكالية التي لا تزال تنشط في اذربيجان.بالاضافة الى ذلك اشار الى ان الهدف من وراء ورقته البحثية هو تسليط الضوء على قضية التغلغل الايراني داخل جمهورية اذربيجان، ومعرفة الطرق والوسائل، التي يمكن لاسرائيل من خلالها ان تستعيد قوتها هناك، مشيرا الى ان اجهزة الامن الاسرائيلية تتحمل الدور الاكبر في هذا الصدد، وذلك عبر المضي قدما نحو تطوير علاقاتها مع اجهزة الامن في اذربيجان، والقيام بجهود مشتركة لمكافحة النشاط الايراني المتزايد، كما اشار الى الدور، الذي يجب ان تتحمله الدبلوماسية الاسرائيلية، وذلك عبر القيام ببعض الخطوات، التي من شأنها تعزيز صورتها الايجابية بين السكان في جمهورية اذربيجان، وهو الامر الذي من شأنه ان يساهم كذلك، وبشكل مباشر، في مواجهة النفوذ الايراني المتزايد هناك. واكد على انّ العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين ترجع الى عام 1991 في اعقاب حصول اذربيجان على استقلالها عن موسكو، وذكر انه منذ ذاك الوقت تنامت العلاقات بشكل متزايد، وتعددت اوجه التعاون بينهما، وشملت العديد من المجالات، ومن بينها المجال السياسي، والاقتصادي، والعسكري. واوضح انّ العلاقات بين الجانبين شهدت تحسنا ملحوظا خلال عام 2009، وتمثل ذلك في الزيارة، التي قام بها الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريس، الى اذربيجان في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي، كما اشار الى تحول اذربيجان الى الشريك التجاري الاول لاسرائيل في العالم الاسلامي ووصل حجم الميزان التجاري معها عام 2008 الى نحو 3.5 مليار دولار، واشار كذلك الى تحول اذربيجان للمصدر الثاني للنفط، الذي تحصل عليه اسرائيل بعد روسيا، لافتًا الى انّ هذا التنامي في العلاقات بين باكو وتل ابيب اثار غضب النظام الايراني، الذي اعتبر ان هذا الامر بمنزلة تهديد مباشر للامن القومي الايراني.واشار الخبير الى ان ايران وفي اعقاب حصول جمهوريات اسيا الوسطى، على استقلالها عام 1990 اتخذت قرارا بالاسراع نحو تاسيس منظومة علاقات قوية مع كل من اذربيجان، وطاجيكستان، وتركمنستان، ومن اجل ذلك قامت طهران باطلاق برنامج شامل لتصدير ثورتها الاسلامية لهذه البلدان الثلاثة، مشددا على انّ هدف ايران من وراء تلك الخطوة كان العمل على استمالة ابناء هذه الدول واللحاق بهم، قبل ان يكونوا عرضة للسقوط في شباك دول الغرب، وذكر ان ايران كانت لديها الرغبة كذلك في ان تكسب صداقة هذه الدول، لكي تكون عونا لها، وسندا يزيد من قوتها الخارجية.كما ذكر ان ايران قامت، ومنذ ذاك الوقت، بالكثير من الخطوات، التي كان الهدف من ورائها، تصدير افكارها الثورية المعادية للغرب، وتمثل هذا في القيام بانشاء المزيد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والمدارس، والمستشفيات، فضلا عن لعب دور مباشر في تقديم الدعم المالي للاحزاب الدينية هناك، التي تعد في الوقت الحالي من اشد حلفاء ايران في تلك المرحلة. ورأى انّ ايران زادت من محاولات تغلغلها في تلك الدول، خصوصا في اعقاب الانتخابات الايرانية الاخيرة والتي جرت فيها اعادة انتخاب احمدي نجاد رئيسا للبلاد، كذلك يضيف الكسندر ميرينسون، الخبير الاستراتيجي والمتخصص في شؤون جمهوريات آسيا الوسطى، في ورقة بحثية بعنوان الاهداف الايرانية من العلاقات مع جمهورية اذربيجان، ان ايران يجب عليها الدفع بعلاقاتها مع دول اسيا الوسطى، خصوصا جمهورية اذربيجان، ومن اجل ذلك قامت بارسال المزيد من عملائها، وعناصر اجهزتها الاستخباراتية لمعرفة الاستعدادات الامريكية والاسرائيلية هناك.وخلص في نهاية ورقة العمل التي اعدّها الى النتائج التالية: سعي اسرائيل نحو تنمية العلاقات مع الجانب الاذربيجاني يشكل تهديدًا مباشرا لايران، التي لا تتوانى عن القيام بنشاطات معادية، تهدف في الاساس لزعزعة استقرار جارتها. وتعتبر العلاقات الاسرائيلية مع اذربيجان في غاية الاهمية بالنسبة لاسرائيل، ولهذا فانه من الاهمية بمكان العمل على تعزيز اشكال وأوجه التعاون معها، والعمل على تقديم صورة ايجابية لاسرائيل بين السكان المسلمين وهو امر في غاية الاهمية بالنسبة لاسرائيل. وقال ايضا: اذا كانت الحكومة الاسرائيلية لديها الرغبة في تعزيز صورتها، باعتبارها صديقا حقيقيا لاذربيجان، فانه ينبغي على الجانب الاسرائيلي ان يظهر، وبشكل واضح، تضامنه مع باكو في صراعها مع ارمينيا حول مسالة الاراضي الاذربيجانية المحتلة من قبل الارمن. يجب على اسرائيل ان تمضي قدما نحو تنفيذ مشروع مد خط انابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي، والذي يمر عبر الاراضي التركية عن طريق البحر المتوسط، كما يجب على اسرائيل ان تمد يد العون لاذربيجان، لكي يكون لها دور رئيسي في مشروع شبكة الربط الكهربائي، الذي يربط بين تركيا واسرائيل والهند، ولهذا فانه يجب على اسرائيل ان تعمل على اشراك اذربيجان في هذا المشروع، الذي من المؤكد انه سيدر عليها الربح الوفير. على اسرائيل ان تمد يد العون لاذربيجان والضغط عليها، لكي تعمل على تنمية الاصلاح السياسي والاقتصادي فيها، وذلك بهدف الحد من عمليات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، التي تتهددها، والتي يلعب فيها الاسلاميون دورا اساسيا. واكد على انّ الفرصة مواتية الآن امام اسرائيل، لكي تكسب المعركة ضد ايران فوق الاراضي الاذربيجانية، وذلك عبر العمل على كسب ود ومخاطبة عقول جيل الشباب الاذربيجانيين، وهو الامر الذي سيسهل مهمتها بشكل كبير، على حد تعبيره.