خبر : هآرتس: لا توجد حاجة لاستفتاء الشعب في السلام طالما لا يستفتى في الحروب وغيرها

الجمعة 16 يوليو 2010 03:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: لا توجد حاجة لاستفتاء الشعب في السلام طالما لا يستفتى في الحروب وغيرها



القدس المحتلة / سما / رأت صحيفة هآرتس ، اليوم، أن قانون استفتاء الشعب ليس من الفضول فحسب، إذ لا توجد أي حاجة لاستفتاء الشعب في السلام في دولة لا تجري فيها استفتاءات للشعب في الحروب أو في كل قضية أخرى، وهو قانون خطر جداً أيضاً. ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية بعنوان ’الجواب الإسرائيلي’، إلى أنه في حين لا يضيع الرئيس السوري، بشار الأسد، أية فرصة لدعوة إسرائيل إلى توقيع اتفاق سلام مع بلده، أجازت أول من أمس لجنة الكنيست القانون، الذي يمنع الحكومة إجازة انسحاب من هضبة الجولان والقدس الشرقية  دون استفتاء الشعب ودون أكثرية 61 عضوا في الكنيست، تمهيداً لإجازته في الجلسة العامة للكنيست في القراءة الثانية والثالثة. واعتبرت أن هذا هو جواب إسرائيل عن تصريحات الأسد السلمية، إذ يتحدث الرئيس السوري عن علاقات تجارية وسياحة بين الدولتين، بعد إعادة هضبة الجولان، وعن حدود مفتوحة وعلاقات سلام، وتعوق الكنيست سير الحكومة أكثر وتضع عوائق أكثر لإحباط كل احتمال للسلام. وأضافت بأنه إذا وافقت الكنيست في جلستها العامة على اقتراح القانون الخاسر هذا، فسيصعب حتى على رئيس حكومة شجاع ذي تصميم طالب للسلام أن يقدم تسوية مع سورية، وأن تسوية كهذه تبدو في المدة الأخيرة ممكنة قابلة للإحراز، بل أكثر من ذي قبل. وقدرت الصحيفة تصريحات الأسد واضحة حازمة، وهو يكررها مرة بعد أخرى على العالم الغربي والعربي أيضاً، وقد لا تكون تصريحاته ضمانا لنياته الحقيقية، لكن إسرائيل كان يجب عليها أن تتحداه وأن تمتحن نياته، إلا أنها بدل ذلك تتجاهل تصريحاته بفظاظة، ولا يكاد متحدثوها الرسميون يتناولها، وكما نعلم لا يتم أيضا أي نشاط دبلوماسي جدي من وراء ستار من أجل تقديم بدء تفاوض مباشر أو غير مباشر. واعتبرت أن مزايا هذا السلام لإسرائيل أغلى من الذهب، من مجرد مسالمة إحدى الجارات الكبرى الخطرة، إلى إمكان إضعاف الصلة بين سورية وإيران و’حزب الله’ اللبناني، إلى تغيير استراتيجي بالغ لمكانة إسرائيل الدولية. وأكدت الصحيفة أنه إذا رأى العالم أن إسرائيل متجهة إلى السلام والى إعادة مناطق محتلة، ولو مع سورية، فسيغير علاقته بها، ويمكن أن نفترض أيضاً أن بدء التفاوض السلمي مع الدولة، التي تقع فيها قيادة ’حماس’ يمكن أن يقدم إطلاق جلعاد شاليط أيضاً. وشددت في هذا الصدد على انه كان يجب على إسرائيل مع جملة هذه الاحتمالات أن تبذل الآن جهدا ًكبيراً لتفحص سريعاً عن تصريحات الأسد، وأن اقتراح القانون الذي قد يقبل سيصعب بدء التفاوض بل سيكون إشارة واضحة إلى سورية أن إسرائيل غير معنية البتة بالسلام معها. وخلصت ’هآرتس’ في افتتاحيتها إلى أنه  في هذا الوضع، الذي سيضطر فيه الرئيس الأسد إلى القنوط بعد أن حبطت جميع توجهاته إلى اتفاق مع إسرائيل، ودفعته إسرائيل إلى زاوية التطرف والعنف قد يصبح الشرق الأوسط اخطر وأكثر قابلية للانفجار.