خبر : كاتب اسرائيلي:نتنياهو مستعد لدفع كل شيء من أجل مقعده

الخميس 15 يوليو 2010 03:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
كاتب اسرائيلي:نتنياهو مستعد لدفع كل شيء من أجل مقعده



القدس المحتلة / سما / رأى كاتب إسرائيلي، اليوم، أن محاولة وزير الخزانة العامة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس الاقتطاع من ميزانية الأمن، التي ترتفع دائماً، فاشلة، إذ أن وزارة الجيش لا تعيره أي اهتمام، فهي تحصل على ما شاءت دائماً. وبيّن الكاتب نحاميا شتريسلر في مقال له في صحيفة ’هآرتس’ بعنوان ’هياج الأمن’، أن يوفال شتاينتس يتصرف وكأن الحديث عن معركة حياته، فهو لا يشمئز من الكلمات ولا من الأفعال، ويسمي زيادة ميزانية الأمن ’هياجاً’، ويقلب العوالم بين الوزراء والصحفيين كي يؤيدوا مطلبه اليائس وهو الاقتطاع من ميزانية الأمن. وذكر أن أودي نيسان، المسؤول عن الميزانيات في الخزانة العامة، يسمي أيهود باراك، وزير الجيش ’الأغلى’ في تاريخ إسرائيل، ويرى أن صرف حصة كبيرة جداً إلى الأمن، لا يمكن من إعطاء المواطن خدمات رفاهة وتعليم وصحة. ونسب شتريسلر  إلى نيسان أن الحديث في الحقيقة عن ميزانية زادت زيادة مدهشة في السنين الأخيرة: من 44 مليار شيقل في 2006 إلى 55 مليارا هذا العام، إذ تم خرق مخطط بروديت، ولم يكد تحدث زيادة جدوى في الأمن، وليس هذا فحسب، بل إن المليارات الكثيرة توجه إلى الأماكن غير الصحيحة، حيث أن نصيب الأجور يزداد في حين أن زيادة القوة تنخفض ويجب تغيير هذا. وقدر الكاتب أن شتاينتس من جهته يقارن بين الزيادة الضخمة على ميزانية الجيش الإسرائيلي و’طائرة اف 16 تعلو إلى الأعالي’، في حين أن أكثر وزارات الحكومة متعثرة مثل طائرة قديمة، وأن هذه الزيادة، تذكره بالقفزة الضخمة لميزانية الأمن بعد حرب ’يوم الغفران’، التي أفضت باقتصاد إسرائيل ’العقد الخاسر’، وهو لا يريد ’عقداً خاسراً’ آخر. ورأى أن مطالب شتاينتس متواضعة جداً، وكي لا يكون خطأ، فهو يريد أن يضائل قليلا الزيادة، التي سيحصل عليها الجيش، فبدل زيادة 3.4 مليار شيقل في السنة القادمة يريد ملياري شيقل فقط، وأن هذا الاقتطاع الصغير (1.4 مليار) يفترض أن يعيد الجيش إلى مسار ’مخطط بروديت’، الذي نجح في الشذوذ عنه، لأن ما حدد ذات مرة على انه سقف أصبح بلاطاً سريعاً يصعدون منه ويصعدون. وذّكر أن ’مخطط بروديت’ هو أسوأ شيء حدث لميزانية الدولة منذ كانت، حيث أجيز في الحكومة في تموز-يوليو 2007، على إنه استنتاج مغلوط من حرب لبنان الثانية، وعلى اثر ’بروديت’ بدأ الجيش الإسرائيلي يحصل على زيادات كبيرة على الميزانية، أتت على حساب المجتمع والتربية والرفاهة، في حين أن الجيش نفسه لم يف بوعده بزيادة الجدوى. ونوه الكاتب إلى أنه برغم توصيات ’بروديت’ يصر الجيش أيضاً على عدم رفع سن التقاعد إلى سن أكثر منطقاً وعلى توفير مليارات، إذ يمكن اليوم اعتزال الجيش في سن الثانية والأربعين والحصول على مخصص تقاعد مدة 38 سنة، وليس واضحا لماذا لا يستطيع خبير اقتصاد في ’الكرياه - وزارة الجيش’ الاستمرار على العمل حتى سن الـ60 والاعتزال آنذاك فقط. وبين شتريسلر في مقاله أنه رغم أن شتاينتس قد وعد مرارا ً كثيرة بأن يقدم للحكومة قرارا على رفع سن التقاعد لم يفعل ذلك، وهكذا ما يزال الجيش يسخر منه بل يزعم بوقاحة مدهشة أن رفع سن التقاعد خاصة سيزيد النفقات. ورأى أن جهاز الأمن يعيش في عالم خاص به، في بدء السنة يجيزون ميزانيته، ويتبين في نهايتها أنها زادت ثلاثة مليارات أو أربعة، وترفض الوزارة أيضاً كل اقتراح لزيادة الجدوى، ولا توافق على مضاءلة عدد العمال برغم الازدواجيات مع الجيش الإسرائيلي، ولا توافق على تقليص الوفود الأمنية الفخمة الموزعة في أنحاء العالم، ويريد باراك الآن أن تكون أجرة المدير العام لمكتبه 47 ألف شيقل في الشهر، في حين أن أجرة كل مدير عام حكومي آخر هي 33 ألف شيقل فقط. وخلص الكاتب إلى أن شتاينتس صحيح يلقي بوزنه كله في كفة الميزان، لكن الحديث عن وزن الريشة، فباراك لا يراه من مسافة متر واحد، وسيتقدم إلى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة هذا الأسبوع ويخيفه قليلاً ويحصل على كل ما يريد، فنتنياهو غير قلق من الضرر الذي سيحدث للمجتمع والجهاز الاقتصادي، ويهمه مقعده الشخصي وهو مستعد لأن يدفع كل شيء من أجله.