دراما ليلية: بعد أن وعد ربان السفينة الليبية "أمل" محاربي سلاح البحرية بالا يستمر على الإبحار الى غزة بل يرسو في ميناء العريش أعلن الربان أمس بان السفينة ستبحر من جديد الى غزة بعد رسو قصير في مصر. يبدو أن ركاب السفينة لم يحاولوا ان يضللوا إسرائيل وحدها بل مصر أيضا. فقد أعلن المصريون في الثامنة والنصف مساء بأنهم استجابوا طلب فريق السفينة الرسو في العريش وان حمولة السفينة ستنقل الى غزة من طريق معبر رفح البري. لكن بعد مرور ساعتين ونصف فقط، في الحادية عشرة ليلا، فاجأهم أن يتلقوا طلبا من الربان الكوبي لسفينة "أمل"، الكابتن انطونيو الذي أعلن: "سنرسو في العريش فقط بشرط ان تدعونا نستمر الى غزة من غير حط حمولة السفينة". قال عضو الكنيست احمد طيبي الذي هو في اتصال بركاب السفينة أمس لصحيفة "يديعوت احرونوت": "ستكون الساعات القريبة حاسمة. أنا أعلم أنهم ينوون الوصول الى غزة برغم تهديدات سلاح البحرية وبرغم المعارضة المصرية. والسؤال هل يجرهم الجيش الاسرائيلي الى اسدود أو يبحرون الى العريش. على أية حال، أوامر منظمي السفينة هي: بغير عنف وبغير مقاومة للاعتقالات. توجهت خطيا الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وطلبت أن يمكنهم من الرسو في غزة مع الحمولة. وقلت له: ليس معهم سلاح او مواد تخريبية بل غداء ومساعدة مدنية للسكان فقط". كان يبدو في بدء المساء أنه يمكن منع أزمة. قبيل الثامنة مساءا مع انقضاء يوم متوتر كان يبدو فيه ان لا مناص من مواجهة بين محاربي سلاح البحرية ونشطاء السفينة الليبية، سمع صوت ربان "أمل" في شبكة الاتصال. "الهدف هو العريش"، أبلغ سفن سلاح البحرية التي تعقبت سفينته. ووعد الربان بان ركاب السفينة الواحد والعشرين – وفيهم تسعة نشطاء من منظمات حقوق انسان واثنى عشر من أعضاء الفريق – يقبلون قراره. مع ذلك أصر مسؤول رفيع في "صندوق القذافي" (منظم الرحلة البحرية) غير الموجود على السفينة طوال الوقت على أنها ستستمر على الإبحار الى القطاع. قال عنصر رفيع المستوى في سلاح البحرية انه يبدو ان السفينة تتجه حقا جنوبا نحو العريش. لكن في ضوء التطور الذي طرأ قبيل منتصف الليل، تابعت سفن سلاح البحرية تعقبها في اثناء الليل لتتيقن من أنها لن تنحرف في اللحظة الأخيرة نحو غزة. "إذا حاولوا ان يحتالوا علينا فسنفعل ما يجب علينا فعله"، بينوا في سلاح البحرية. زعم "صندوق القذافي"، وهو منظمة صدقة برئاسة ابن زعيم ليبيا الذي بادر الى الرحلة البحرية، أن محاربي سلاح البحرية هددوا بشبكة الاتصال بالسيطرة بالقوة على "أمل" إذا استمرت على التقدم نحو غزة. "بينا للإسرائيليين أننا نحمل غذاءا ومعدات طبية الى غزة واننا لا ننوي احداث تحرش"، قال احد ركاب السفينة لوكالة الأنباء الفرنسية. "قالوا لنا ان علينا ان نغير الاتجاه الى العريش حتى منتصف الليل، واذا لم نفعل ذلك فقد هددوا باعتقالنا باسطولهم". زعموا في الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك ان رجال سلاح البحرية استوضحوا الى أين تحاول السفينة الوصول، وماذا يوجد عليها ومن الركاب فوق متنها. وبيّن الجنود للربان بان قطاع غزة في حصار بحري، وان إسرائيل ستمكن من نقل الحمولة الإنسانية الى غزة من طريق ميناء اسدود او ميناء العريش. برغم ان الركاب يصرون على ان السلام وجهتهم، فقد نشر ديوان رئيس الحكومة أمس معلومات تبين صورة مختلفة. من جملة ما نشر نص مقابلة صحفية أجرتها شبكة "الجزيرة" مع احد ركاب السفينة وهو عصام السوداني من المغرب قال: "نحن المسلمين لا نخاف الموت. بل العكس نحن نحب الشهادة". في الوقت الذي تعقبت فيه سفن اسرائيلية "أمل" في عرض البحر، استمر الضغط الدبلوماسي من وراء ستار. فقد بيّن متحدث وزارة الخارجية الامريكية، فيليب كارولي أمس ان ادارة اوباما حذرت ليبيا مواجهة بين ركاب السفينة والجيش الاسرائيلي.