قبيل لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس اوباما في الولايات المتحدة يلمح رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن باستعداد الفلسطينيين للحلول الوسط في المفاوضات. فقد افادت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن أمس بان ابو مازن نقل من خلال الوسيط الامريكي جورج ميتشل اقتراحات لنتنياهو وافق فيها على تبادل الاراضي مع اسرائيل: فقد وافق الفلسطينيون على التخلي عن 2.3 في المائة من اراضي الضفة، مقابل اراض بذات الحجم وذات النوعية في الاراضي الاسرائيلية. كما ان الصحيفة تطرح ايضا نماذج من الكتل الاستيطانية التي ستبقى بيد اسرائيل مثل غوش عصيون، جفعات زئيف، موديعين عيليت وقاطع أرض محاذي لمطار بن غوريون. وحسب التقرير فقد طرح ابو مازن على نتنياهو ايضا ابقاء الحائط الغربي (المبكى) والحي اليهودي في البلدة القديمة في السيادة الاسرائيلية. وبالمقابل يطالب الفلسطينيون باراضي بذات الحجم وذات النوعية في الاراضي الاسرائيلية وكذا باقامة معبر بين الضفة وقطاع غزة. في مسألة الامن تكرر الحياة الاقتراحات التي طرحها في الماضي ابو مازن بما في ذلك مرابطة مراقبين من قوة دولية في الضفة. في الايام الاخيرة يبذل ابو مازن جهودا كبيرة للوصول الى ضغط امريكي على اسرائيل لانهاء المباحثات في مسألة الحدود والامن بهدف الشروع في المفاوضات على المكانة الدائمة. وبزعم ابو مازن فانه حتى اليوم لم يتلقَ من نتنياهو أي جواب، ولا حتى جواب مبدئي، على اقتراحاته المكتوبة في موضوع الامن والحدود. النشر الاخير يأتي على خلفية سفر نتنياهو يوم الثلاثاء الى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي الرئيس اوباما ويبحث معه في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي اثناء نهاية الاسبوع أعربت محافل في البيت الابيض عن التفاؤل من امكانية الانتقال من محادثات التقارب الى محادثات مباشرة بين الطرفين. ولكنها أشارت ايضا الى أنه ليس واضحا بعد متى يحصل هذا وفي أي مستوى. "في الشهر الاخير تقلصت الفوارق بين الطرفين"، قال دان شبيرو، مسؤول ملف الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في البيت الابيض، في استعراض للصحفيين قبيل زيارة نتنياهو. "توجد امكانية لتقليص الفجوات اكثر من ذلك. المبعوث ميتشل أنهى خمس جولات من المحادثات ونحن متشجعون. في محادثات التقارب طرحت أيضا مواضيع اساسية ونحن نقدر بانه سيكون ممكنا تقليص الفجوات. أساس المحادثات للرئيس مع نتنياهو ستكون في هذا الموضوع". وشارك في الاستعراض ايضا بن رودس، نائب رئيس مجلس الامن القومي، الذي اشار الى أنه لا توجد أزمة في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. وقال رودس ان "اسرائيل هي حليف قريب للغاية من الولايات المتحدة ليس فقط في الشرق الاوسط بل وفي العالم باسره". وخلافا للقاء السابق بين نتنياهو واوباما، هذه المرة يعدون في البيت الابيض لاستقبال حار لرئيس الوزراء الاسرائيلي: فسيوضع تحت تصرف نتنياهو "بلير هاوس" حيث سينزل في أثناء مكوثه في واشنطن. "وسيحظى" نتنياهو بان يتناول الطعام مع اوباما وهذه المرة، خلافا للمرة السابقة، سيعقد اوباما ونتنياهو مؤتمرا صحفيا مشتركا في نهاية اللقاء.