غزة / جددت حركة حماس نفيها العلم بوجود اي مقترحات جديدة للوسيط الألماني لاتمام صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل، ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في السلطة طلبها بعدم اعادة اسرى حماس حال اتمام الصفقة الى مناطق الضفة الغربية، في الوقت الذي دخلت فيه مسيرة مناصرة الجندي الاسير غلعاد شليط للضغط على حكومة اسرائيل لإتمام الصفقة يومها السادس.وقال الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات صحافية انه لا يوجد اي عرض جديد لاتمام صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل، تقدم به الوسيط الالماني.واشار الى ان مفاوضات الصفقة ’متعطلة منذ عدة اشهر’، لافتا الى ان سبب تعطلها يعود لتعنت الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، ورفضها تلبية شروط حركة حماس.وجاءت تصريحات الزهار ردا على تصريحات نتنياهو التي ادعى خلالها انه وافق على الافراج عن الف اسير فلسطيني مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شليط، دون ان يعود هؤلاء الاسرى الى الضفة الغربية.وزعم نتنياهو ايضا انه مستعد لـ ’دفع ثمن باهظ لقاء شليط’، لكنه في ذات الوقت قال ’لسنا مستعدين لدفع كل شيء’.وفي هذا السياق، قال القيادي الزهار الذي قاد في السابق عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن اتمام صفقة التبادل التي جرت في غزة ومصر انه جرى خلال هذه الجولات الاتفاق على اطلاق سراح 1000 اسير، 450 منهم يعدون من كبار ابطال الشعب الفلسطيني تسميهم اسرائيل، في حين تسمي حماس اسماء 550 اسيرا اخر.واشار القيادي الكبير في حماس الى ان اللجنة الوزارية الاسرائيلية المصغرة رفضت اتمام الصفقة من خلال فرض شروط جديدة تتمثل في نفي الاسرى بعد الافراج عنهم، كما اشار نتنياهو في حديثه.واكد الزهار ان حماس ابلغت الوسيط الالماني ان نتنياهو ’غير قواعد اللعبة التي اتفق عليها وغير الاسماء’، لافتا الى ان هذا السبب هو ما ادى الى توقف الصفقة.وفي سياق الحديث عن الصفقة الذي تجددت مؤخرا بسبب مرور اربعة اعوام على اسر شليط، نقلت الاذاعة الاسرائيلية نقلا عن مصدر امني فلسطيني قوله ان الافراج عن سجناء حماس واعادتهم الى الضفة الغربية في اطار صفقة محتملة لتبادل الاسرى يعد ’تهديدا للسلطة الفلسطينية ايضا’.وبحسب ما اوردت الاذاعة نقلا عن المصدر فقد قال ان اجهزة الامن الفلسطينية ’ستواجه صعوبات في التعامل مع السجناء المفرج عنهم على المدى البعيد’. ولفت الى انه في حين قامت السلطة الفلسطينية باعتقالهم في المرحلة الاولى فانها ستضطر الى ’الافراج عنهم سريعا بسبب ردود الفعل الغاضبة التي ستثيرها الاعتقالات’. يشار الى ان حركة حماس لا تزال تصر على تلبية اسرائيل لكامل شروطها لاطلاق سراح الجندي شليط، الذي اسره مسلحو الحركة خلال هجوم على موقع عسكري جنوب قطاع غزة في نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006.وطالبت لجنة تتبع حركة حماس قبل يومين الاسرائيليين وعائلة الجندي شليط بالاستمرار في نشاطاتهم وضغطهم على حكومة نتنياهو لإجبارها على الموافقة على شروط اتمام الصفقة.الى ذلك فقد دخلت المسيرة التي نظمتها عائلة شليط يوم الجمعة يومها السادس، والهادفة الى الضغط على نتنياهو لابرام الصفقة بأسرع وقت.وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان نحو 10 الاف شخص شاركوا في المسيرة التي اتجهت يوم امس لمدينة نتانيا واقامت هناك في ساعات الظهيرة مهرجانا في ميدان الاستقلال. وادت المسيرة الضخمة الى ارباك حركة المواصلات والنقل، وادت الى اغلاق بعض الطرق.وقال رئيس هيئة النضال الشعبية من اجل الافراج عن الجندي شليط ’ان ثمن خذلان الجندي منذ اربع سنوات لا يقل عن المخاطر الكامنة في عقد صفقة الافراج عنه’. وكان تسفي شليط جد الجندي الاسير علق على تصريحات نتنياهو بالقول ’هذه التصريحات تعد بمثابة حكم صريح باعدامه (شليط)’، واكد غضب العائلة منها، كونها تكرر ذات المواقف والتصريحات التي كان يتحدث بها سابقه ايهود اولمرت.وقالت عائلة شليط في بيان لها عقب تصريحات نتنياهو ’كل ما نجح نتنياهو بفعله من اجله هو اعادة ما قاله اولمرت، حيث فند لنا قائمة لاربع محاولات فعلها للافراج عنه، ولكنها باءت بالفشل جميعها ولم يفلت غلعاد من ايدي حماس’.وذكرت ان قادة الامن في اسرائيل دعموا صفقة تبادل الاسرى ’رغم الثمن الباهظ لانهم مقتنعون بقدرة الاجهزة الامنية الاسرائيلية التي ستتعامل مع الاعتداءات المزعومة’.يشار الى ان مسيرة عائلة شليط التي تهدف للضغط على حكومة تل ابيب من اجل اتمام صفقة التبادل من المقرر ان تصل الى مدينة القدس في غضون الايام القريبة القادمة، لنصب خيمة اعتصام هناك امام منزل نتنياهو.يشار الى ان حركة حماس حملت نتنياهو محاولة افشال صفقة تبادل الاسرى لتراجعه عن مواقفه، واكدت الحركة موافقتها على استئناف جولة المفاوضات غير المباشرة لكن من النقطة التي توقفت عندها.وكانت آخر جولات المفاوضات غير المباشرة بشأن صفقة التبادل عقدت في شهر كانون الاول (ديسمبر) من العام الماضي حيث نقل خلالها الوسيط الالماني موقف حكومة اسرائيل من شروط حماس، والتي تضمنت رفضا لبعض الاسماء التي تطلب حماس الافراج عنها، اضافة الى ابعاد عدد كبير من الاسرى من الضفة الغربية الى غزة، وهو امر رفضته حماس.