القدس المحتلة / سما / رأت صحيفة ’هآرتس’، اليوم، أنه بدلاً من أن يتمسك بنيامين نتنياهو، رئيس الائتلاف الحاكم في إسرائيل بالشراكة السياسية الضارة مع ليبرمان، عليه أن يدخل حزب ’كديما’ إلى الائتلاف. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية بعنوان ’فراغ في وزارة الخارجية’ إلى أن نتنياهو ’نسي’ اطلاع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان على اللقاء، الذي عقد أول أمس بين وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر، ووزير الخارجية التركي في بروكسل، وأن ليبرمان رد ببيان غاضب، اتهم فيه نتنياهو بالمس بكل معايير الإدارة السليمة. وأضافت أن نتنياهو حاول تقزيم الخلاف مع شريكه السياسي، وعرضه كخلل في التبليغ، معتبرةً أن هذه محاولة لادعاء البراءة، فليس صدفة أن سافر وزير الصناعة والتجارة، وليس وزير الخارجية لتخفيف حدة الأزمة الخطيرة في العلاقات الإسرائيلية – التركية. ولفتت الصحيفة إلى أن كبار المسؤولين في أنقرة يقاطعون ليبرمان، الذي أجرى نائبه داني ايالون طقس إهانة علني للسفير التركي، وأنه واضح أن وزير الخارجية، الذي ساهم في تصعيد الأزمة، لا يمكنه أن يكون الرجل الذي يهدئها. وكشفت النقاب أنه في الأسبوع الماضي زار واشنطن وزير الجيش الإسرائيلي، أيهود باراك إلى محادثات مع كبار رجالات الإدارة الأميركية، بحث معهم فيها أيضاً في تقدم المسيرة السياسية. واعتبر أن وزير الخارجية لم يشعر بالإهانة في حينه، فهو ليبرمان يعارض المسيرة السياسية مع الفلسطينيين ويحرض ضدها، بدعوى أن ’لا شريك’ ولا أمل في دولة فلسطينية في السنوات القادمة، وعليه، فإنه لا يهمه أن يدير وزير الجيش، وليس هو، عملياً مداميك مركزية في العلاقات الخارجية. وبينت أنه قبل ذلك ألغت دول أوروبية مؤتمراً لوزراء الخارجية من دول البحر الأبيض المتوسط، بسبب رفض المندوبون العرب المشاركة في الحدث بحضور ليبرمان، وأن وزير الخارجية الإسرائيلية مقاطع عملياً في الدول العربية، والعلاقات معها تدار في قنوات أخرى. وقدرت الصحيفة أن الوضع المتواصل، الذي يؤدي فيه وزير الخارجية دوره كمحلل انتقادي لسياسة الحكومة وكناطق يعنى بالمناكفة العلنية مع دول وزعماء أجانب، مثل رئيس الوزراء التركي ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وليس كدبلوماسي كبير لإسرائيل، هو المس بمعايير الإدارة السليمة. وأضافت أن وزير الخارجية، الذي يقطع نفسه أو رئيس الوزراء، الذي يخفي الأمور عنه، عن الانشغال بالعلاقات مع دول أساس مثل الولايات المتحدة، تركيا، مصر والأردن، وعن المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين هو وزير خارجية معطل الفعالية. واعتبرت أن خطأ نتنياهو ليس خللاً فنيا في التبليغ بين المكتبين، بل خللا جوهرياً بتعيين ليبرمان وزيرا للخارجية، وأنه يحتمل أن يكون نتنياهو يعتقد بأن هكذا سيقزم مكانة خصمه السياسي المحتمل، ويمكنه أن يدير السياسة الخارجية مباشرة من مكتب رئيس الوزراء، في ظل تجاوز وزير الخارجية ووزارته. وشددت الصحيفة في هذا الصدد على أنه محظور أن تمس اعتبارات سياسية كهذه بالمصالح السياسية والإستراتيجية لإسرائيل، وبالتأكيد ليس في الوقت الذي تعيش فيه الدولة عزلة متعاظمة في الأسرة الدولية، التي يحذر نتنياهو هو أيضاً منها، وبالذات في مثل هذه الساعة فإن إسرائيل تحتاج حاجة ماسة لوزير الخارجية الأفضل، الذي يمكنه أن يرفعه للوقوف في ’بوابة الأمم’. وخلصت ’هآرتس’ في افتتاحيتها إلى أنه بدلاً من الاعتذار والبحث عن طرق لمصالحة ليبرمان، على نتنياهو أن يقول الحقيقة: ’زعيم إسرائيل بيتنا لا يمكنه أن يكون على رأس وزارة الخارجية’، ولهذا فانه يستخدم بدلاً منه وزراء يعتبرون في العالم كمعتدلين، وأنه طالما بقيت الحكومة في تركيبتها الحالية، فإن أحداً في الأسرة الدولية لن يصدق تصريحات نتنياهو عن رغبته في التسوية مع الفلسطينيين.