خبر : قيادات مقدسية تؤكد رفضها قرار إسرائيل إبعاد النواب

الخميس 01 يوليو 2010 06:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
قيادات مقدسية تؤكد رفضها قرار إسرائيل إبعاد النواب



القدس المحتلة / سما / أكدت شخصيات وقيادات مقدسية اعتبارية على أهمية تحقيق الوحدة الداخلية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي تستفيد منه سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتحقيق مآربها ومخططاتها في القدس المحتلة. كما أكدت، في تصريحاتٍ خاصة لـ ’وفا’ رفضها المُطلق لسياسات الاحتلال وحربه المفتوحة على القدس وسكانها ومقدراتها ومقدساتها، وخاصة قراراتها الأخيرة المتمثلة بإبعاد النواب المقدسيين عن منازلهم ومدينتهم المقدسة. وفي هذا السياق، وقال محافظ القدس عدنان الحسيني إن ’فعاليات اليوم التضامنية وخاصة الاعتصام الذي تم قبالة القنصلية الأميركية في القدس جاء من أجل شدّ أزر المقدسيين الذين يتعرضون للإخلاء والطرد والإبعاد عن مدينتهم’. وأضاف أن هذه سياسة قديمة جديدة، وأنه آن الأوان بأن تتوقف، لافتاً إلى أن المقدسيين اليوم أرسلوا رسالة للعالم، وللأمريكان، باعتبارهم القادرين على التعامل مع إسرائيل وأن شعبنا في القدس قد تحمل وآن الأوان لوضع حدٍ لكل انتهاكات ومخططات الاحتلال. وشدّد قائلاً: ’لن نقبل أو نسكت عن إبعاد أي مواطن فلسطيني، لأن الأرض فلسطينية ولا يوجد من هو أحق منا بالبقاء فيها وعلى ثراها’. من جانبه، قال د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، أن كل هذه الإجراءات التعسفية الاحتلالية تصبّ في مخططات تهويد المدينة، لافتاً إلى أن شخصيات وقوى وفعاليات القدس سلّمت اليوم رسالة مُوجّهة إلى الرئيس الأميركي أوباما تؤكد أن سياسة الإبعاد مرفوضة، كما أن سياسات سحب الهويات وهدم المنازل وبناء المستوطنات مرفوضة وغير مقبولة ومرفوضة بالكامل وبكل المقاييس. وقال د. محمد جاد الله من اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد إن إسرائيل تسير في اتجاه تصعيد الأمور والإجراءات في القدس ضد المواطنين، وهي بذلك تخرق بشكل فاضح وصارخ كل قرارات الشرعية الدولية وتضع نفسها فوق القانون الدولي، ولا تعير أي اهتمام للتدخلات العالمية ولا لحقوق الإنسان في القدس. من جانبه، قال المفتي العام الشيخ محمد حسين، إن مدينة القدس تتعرض هذه الأيام لهجمة شرسة تتمثل بالاستيطان وسحب الهويات والشروع وبمخططات خطيرة تُعدها بلدية الاحتلال في القدس من أجل توحيد شطر المدينة الشرقي بالغربي كما يزعمون ويتوهمون’. ولفت إلى أن الإعلان أمس عن الشروع ببناء 1400 وحدة استيطانية أو غرفة فندقية، إضافة إلى مشاريع استيطانية أخرى جنوب القدس المحتلة، وهدم منازل المواطنين، وسحب الهويات وتهجير المقدسيين وفي مقدمتهم نواب القدس، الذين سُحبت هوياتهم، وتحاول الآن سلطات الاحتلال تنفيذ أمر اتخذته محكمة الاحتلال العليا بإيعاز من مخابراتها لإبعاد النواب المقدسيين، ما يؤكد على إمعان سلطات الاحتلال بسياسة التهجير والتصفية للوجود الفلسطيني في المدينة. وقال: ’يتوجب على شعبنا أن يتوحّد، وأن ينتهي الانقسام المؤسف واليوم الأسود بتاريخ شعبنا الفلسطيني حتى يواجه شعبنا هذه المخططات التي تستهدف القدس وإنسانها وحضارتها ومقدساتها والوجود العربي الإسلامي في المدينة’. وطالب المفتي العام الأمة العربية والإسلامية، حكاماً وشعوب، بأن تنتبه إلى ما يحاك ضد مدينة القدس وما يُدبر لشعبنا، وأن تكون لهم مواقف صادقة وجريئة لرفع هذا البلاء وهذا العدوان. بدوره، قال حاتم عبد القادر مسؤول لجنة القدس بمكتب التعبئة والتنظيم، إن الاعتصام الذي تم اليوم قبالة القنصلية الأميركية في القدس كان بمثابة رسالة احتجاج على ما تقوم به سلطات الاحتلال من إبعادٍ لنواب القدس في خطوة غير مسبوقة تُضيف مساراً جديداً لمسارات التهويد لمدينة القدس. وقال: ’نحن نرفع هذا الصوت لكي تشعر الإدارة الأميركية بالتزاماتها تجاه حماية الفلسطينيين ولوضع حدٍ للانتهاكات ضد الفلسطينيين بعامة والمقدسيين بخاصة’. وأكد عبد القادر عدم شرعية قرارات الاحتلال ومخالفتها لكل القوانين الدولية باعتبار أن إسرائيل قائمة بقوة الاحتلال ولا يحق لها أن تُبعد أي مواطن من الإقليم الذي وقع عليه الاحتلال، وطالب الإدارة الأميركية بوضع حدٍ للعنجهية الإسرائيلية ولانتهاكاتها المتعددة في المدينة. من جهته، قال عبد اللطيف غيث، أحد قيادات الجبهة الشعبية، إن ما تم اليوم من اعتصام قبالة القنصلية الأميركية تعبيرٌ عن موقف أهل القدس تجاه سياسة الإبعاد والموقف الأميركي الذي يؤيد الإسرائيليين، كما أنه احتجاج على المواقف الأمريكية بشكلٍ عام فيما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية في القدس وخاصة ما يتعلق بقضية الإبعاد. وقال د. عبد الرحمن عبّاد أمين عام هيئة العلماء والدعاة في القدس إن ’ما يجري في القدس هو عملياً استباحة كاملة لكل ما هو موجود على الأرض: استباحة للإنسان الفلسطيني المقدسي في محاولة لاجتثاثه من جذوره وإلغاء هذه الجذور بمعنى إلغاء التاريخ والجغرافيا والإنسان، بمعنى أن يصبح الإنسان المقدسي غريباً عن القدس بقوة اللاقانون، وآخر هذه الإجراءات قضية إبعاد الأشخاص والشخصيات المقدسية عن المدينة’. ورأى د. عباد أن هذه الاستباحة لم تأت من فراغ وإنما جاءت من خلال ردود الفعل الضعيفة جداً من الدول العربية والإسلامية، وخاصة من أصحاب القرار، لافتاً إلى وجود سكوت أو نسيان لهذه المدينة وكأنها خرجت من التاريخ العربي والذاكرة العربية. وقال: نحن نحاول أن نقول ونؤكد أن هذه الجغرافيا عربية وكل الشواهد تؤكد على ذلك، ونريد أن نعيد القدس للذاكرة العربية، مؤكداً بأن القدس كانت عبر التاريخ محطة تستريح فيها الإنسانية وليست محطة طرد كما تريدها إسرائيل.