خبر : الرئيس عباس :المصالحة مرتبطة بقبول مبادرة السلام وخارطة الطريق ونتنياهو يتجاهل مقترحاتنا لدفع عملية السلام

الخميس 01 يوليو 2010 01:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
 الرئيس عباس :المصالحة  مرتبطة بقبول مبادرة السلام وخارطة الطريق ونتنياهو يتجاهل مقترحاتنا لدفع عملية السلام



القدس المحتلة / سما /  أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس عدم تفاؤله بالمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه غير جاد ويتهرب من استحقاقات عملية السلام وخارطة الطريق . وقال الرئيس عباس خلال مقابلة مع عدد من مراسلي الصحف الإسرائيلية "إن جوهر المفاوضات التقريبية تتركز حول موضوعين أساسيين هما الحدود والأمن, وإذا تحقق اتفاق بهذا الخصوص فإننا سنذهب فورا إلى المفاوضات المباشرة".مضيفا ً"إننا إلى الآن لم نتلقى ولو إشارة واحدة تشهد على التقدم في هذه المواضيع" مشيرا إلى السلطة توصلت إلى تفاهم في عهد حكومة أولمرت بشأن المناطق المحتلة ووضعت خرائط لتبادل الأراضي من أجل بلورة اتفاق. وأوضح الرئيس عباس  أنه نقل جميع هذه الوثائق والخرائط إلى المبعوث الأمريكي جورج ميتشل, الذي بعثهم من جانبه إلى نتنياهو, وقال "لم نتلقى إلى الآن أي رد من نتنياهو". ورغم الشعور المتشائم رفض عباس التطرق إلى لسؤال حول "ما الذي سيحدث إذا فشلت المفاوضات؟", علما أن المفاوضات التقريبية التي حددتها الجامعة العربية بقي لها شهرين, وحاول التهرب من هذا السؤال وقال "لم نتلقى رد إلى الآن". ونفى الرئيس عباس أن الفلسطينيين ينوون التوجه إلى خطوات أحادية الجانب في حال فشل المفاوضات, وقال "جهات الجامعة العربية اقترحت أن نذهب إلى مجلس الأمن بعد مشاورات مع الدول الصديقة ومنها الولايات المتحدة وأوروبا, وهناك فهم خاطئ بأننا سنذهب إلى خطوات أحادية, ولكن هذا غير صحيح, لأنه يتنافى مع الاتفاقات الموقعة بألا يهب أي من الأطراف إلى خطوات أحادية تنسف ما تم الاتفاق عليه". وشدد أبو مازن على أنه يدرك بأن نتنياهو يخضع لضغوط داخلية, ولكنه أوضح أن هذا الشيء غير مقتصر على نتنياهو, وقال "عندي أيضا مشاكل, ونتنياهو يقول أن لديه ائتلاف حكومي مزعج وأنا أقول أن حولي قيادة مزعجة, والدول العربية تضغط علي طوال الوقت, لأوقات طويلة أجد نفسي وحيدا دون سند وعلى الرغم من ذلك أنا مستمر في المفاوضات". من جانبها نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن الرئيس عباس قوله " ان السلطة لن توقع على اتفاق مصالحة مع حركة حماس دون اعترافها بمبادرة السلام العربية وببنود خارطة الطريق، لافتا إلى إمكانية توقيع اتفاق مع الكيان الإسرائيلي رغم سيطرة حماس على غزة ومن ثم عرضه على الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء عام. وأوضح عبَّاس في مقابلة مع الصحيفة العبرية أنه يسعى إلى مخاطبة الشعب الإسرائيلي وكسب تأييده من خلال "حملة سلام شعبية" يستطيع من خلالها إظهار وجهة نظر السلطة الفلسطينية لكسب تأييد قوي لحل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967". وأكد عباس حبه للسلام، وحرصه على عدم إراقة الدماء، وقال: "نحن نرفض القتل ونعارضه بشدة، القتل خط أحمر لدي، وكذلك أيضا الخطوات أحادية الجانب ومن ضمنها إقامة دولة فلسطينية". وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستجيب لنداءات الفلسطينيين أبدا، لافتا إلى أن نتنياهو لم يرد على عرض فلسطيني تلقاه خلال الأيام الماضية لنشر قوات دولية في أراضي الضفة الغربية، كجزء من اتفاق الحل النهائي وإقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشرقية. وأبدى الرئيس أسفه لرفض الفلسطينيين مشروع التقسيم عام 1947 ، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يومها أضاعوا فرصة ثمينة، داعيا الإسرائيليين إلى أن لا يضيعوا فرصة مبادرة السلام العربية هم أيضا. وعرضَ الرئيس عبَّاس على حكومة الاحتلال عدة طلبات قال إنها ستساهم في الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة في حال قبل الاحتلال بها، وأنها ستعيد الجانبين إلى اختلاف طويل في حال حدث عكس ذلك. وطالب حكومة الاحتلال بالموافقة على أن تكون حدود 1967 هي الحدود النهائية في غزة والضفة وشرق القدس والبحر الميت وغور الأردن، وأن يتم تعديل الحدود على مبدأ تبادل الأراضي بنسبة 1 إلى 1 وعلى أساس التفاهم الذي توصل إليه مع أولمرت. ومن جملة مطالب عباس أيضاً، نشر قوات دولية من الناتو أو اليونيفيل بالضفة كجزء من اتفاق سلام نهائي وإقامة دولة فلسطينية، مشيراً إلى أن سلطته ستقبل وتكتفي بتعهد إسرائيلي سري لدى الإدارة الأمريكية بوقف البناء بالقدس والضفة خلال المفاوضات. وأكد عباس أنه ومن خلال المفاوضات غير المباشرة، أوضح لنتنياهو موقفه من مسألة الحدود، التي كان اتفق عليها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف أيهود أولمرت. وكان عبَّاسْ وأولمرت اقتربا من التوقيع على اتفاقية حول الحدود والتي تضمنت الانسحاب من حدود 1967 في غزة والضفة الغربية وشرق القدس والبحر الميت في قسمه الشمالي، وتعديل الحدود وتبادل أراضي بنسبة 1 إلى 1. وقال الرئيس الفلسطيني: "على أساس هذه المخطط تبادلنا الخرائط مع أولمرت، وكل ذلك تم بمعرفة الإدارة الأمريكية في حينه". وأشار إلى أنه وحتى الآن لم يتلقَّ من رئيس حكومة الاحتلال أي رد حول موقفه من العرض الفلسطيني لمسألة الحدود والأمن، العرض الذي وصل إلى نتنياهو من خلال الوسيط الأمريكي جورج ميتشل. وقال: "عندما نستطيع التقدم في مسألة الحدود والأمن، بإمكاننا في ذلك الوقت أن ننتقل إلى مفاوضات مباشرة"، مشيرا إلى أنه لم يتلق ردا من باراك أيضا حول عرض قدمه العام الماضي، تقبل السلطة من خلاله بالتزام إسرائيلي سري لدى الإدارة الأمريكية لوقف الاستيطان بالقدس والضفة للعودة إلى المفاوضات. وفي سياق آخر، أبدى الرئيس دعمه الكبير لصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وحكومة الاحتلال، لكنه شدَّد على أن الصفقة لا يجب أن تشمل أسرى حماس فقط، إنما جميع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وحول هدم المنازل بالقدس قال عباس: "قلت في واشنطن إن القدس الشرقية لنا، وان غربيها لإسرائيل، المشاكل التي أواجهها أنا أكثر بمليون مرة من تلك التي يواجهها نتنياهو".