خبر : كتف باردة لانقرة../ نتنياهو ليس وحيدا: الادارة الامريكية تهين الاتراك ايضا./ يديعوت

الخميس 01 يوليو 2010 11:47 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كتف باردة لانقرة../ نتنياهو ليس وحيدا: الادارة الامريكية تهين الاتراك ايضا./ يديعوت



وفد من رؤساء حزب السلطة التركية زار في الايام الاخيرة واشنطن في محاولة لشرح موقف حكومة اردوغان من المسألة الايرانية وفي قضية الاسطول، واجه هناك معاملة باردة ومهينة. وحسب تعليمات البيت الابيض حظر على الموظفية العليا في الادارة الامريكية اللقاء مع الوفد التركي. وعندما نجحت في نهاية المطاف السفارة التركية في واشنطن من تنظيم عدة لقاءات بقيادة حزب السلطة التركية، وصل الى اللقاء موظفون صغار في الادارة.  وليس صدفة بعث رئيس الوزراء التركي اردوغان برؤساء حزبه الى واشنطن في محاولة للمصالحة، وتلطيف حدة النبرات حيال الولايات المتحدة. فتركيا تخرج عن طورها كي تثبت للامريكيين بانه لا يقف على رأس النظام التركي حزب اسلامي متطرف بل حزب سياسي مدني. تركيا تسعى الى الايضاح بانها ليست فرعا من الاخوان المسلمين وانها لم تنقطع – وليس لها نوايا للانقطاع – عن اوروبا، عن الغرب او عن الناتو. غير أن المحاولة التركية لاقت في واشنطن ابوابا مؤصدة.  منذ التصويت التركي ضد العقوبات على ايران والتصريحات التركية الحادة ضد العقوبات، يجعل الامريكيون للاتراك مدرسة للاداب والتصرف. موظف كبير في واشنطن قال لمراسل "يديعوت احرونوت" ان نصيب الحكومة التركية في الاسطول الاستفزازي الى غزة يصب المزيد من الوقود الى الشعلة المناهضة لاردوغان في واشنطن. انعدام استجابة الاتراك لتوجهات الولايات المتحدة لمنع انطلاق الاسطول على الدرب اثار غضبا شديدا في واشنطن. في النظرة الامريكية، فان الاستفزاز التركي والرد الاسرائيلي "غير الحكيم" على حد تعبيرهم، شدد الجبهة المتطرفة في الشرق الاوسط والحق ضررا شديدا في السياسة الخارجية الامريكية.  وعليه فان الامريكيين ينقلون الى الاتراك سلسلة من "العقوبات الدبلوماسية" ليشرحوا لهم بان توجه اوباما الى العالم الاسلامي على الاراضي التركية، فور تسلمه مهام منصبه لم يكن مؤشر ضعف. بل العكس. وكيف يفهم الاتراك ذلك، الغت الادارة الامريكية مشاركتها في المؤتمر الكبير الذي عقد هذا الشهر في تركيا في موضوع الامن الاقليمي ومكافحة الارهاب. وقد حرص الامريكيون على عمل ذلك بالطريقة الاكثر اهانة الممكنة: 12 ساعة قبل أن يصل رؤساء الوفد الامريكي الى المؤتمر – ويدور الحديث عن كبار في الادارة – أبلغ الامريكيون المنظمين بانهم لن يصلوا.  الاهانة التالية تلقاها رئيس الوزراء التركي اردوغان من الرئيس اوباما في اثناء لقاء دول الـ جي 20 في كندا قبل نحو اسبوع. وتضمن اللقاء كل المؤشرات اللازمة للايضاح للضيف: انا لا اطيقك. الكرسي الصغير الذي أعده داني ايالون للسفير التركي في اسرائيل هو روضة اطفال مقابل المعاملة التي تلقاها اردوغان. فقد تأخر اوباما الى اللقاء، لم يكن مؤتمر صحفي بعده بل ولم يصدر بيان مشترك. ولكن هذا ليس شيئا بعد. موظف كبير في البيت الابيض يروي بانه عشية اللقاء تلقى اردوغان بلاغا من البيت الابيض بانه اذا ما واصل مهاجمة العقوبات على ايران والادارة الامريكية، فلن يكون لقاء مع الرئيس. وعندها فان "اردوغان ذا الفم الكبير" أغلق فمه وتلقى الجائزة: لقاءا مخجلا مع اوباما. ارودغان لم يغلق فقط فمه. بل أعلنت تركيا بانها ستنفذ قرار الامم المتحدة في موضوع العقوبات على ايران وان لم تفعل اكثر من قرارات الامم المتحدة مثلما تفعل دول اوروبية اخرى اعلنت عن خطوات اضافية، اشد، حيال ايران.  وعينت الادارة الامريكية مراقبا عنها على تنفيذ العقوبات على ايران داخل واشنطن وعلى تنسيق العقوبات مع دول العالم، ولا سيما مع اوروبا. وسيعمل المراقب ايضا على تبادل المعلومات بين الدول المختلفة لزيادة نجاعة العقوبات. ضمن امور اخرى سيفحص المراقب سلوك تركيا – العضو في الناتو – حيال ايران.  الى سلسلة التوبيخات ينضم البلاغ الذي نشره المسؤول عن موضوع اوروبا في وزارة الخارجية، فيليب غوردون، وجاء فيه ان الولايات المتحدة قلقة جدا من السلوك التركي. كعضو في الناتو، أوضح المسؤول الامريكي، بان على تركيا ان تقرر في أي جانب تقف.