بينما تواصل مسيرة الالاف من أجل تحرير جلعاد شليت طريقها نحو القدس، في الحكومة يحاولون مرة اخرى دفع صفقة التحرير الى الامام عبر القناة المصرية. رئيس القسم السياسي – الامني في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، التقى في القاهرة أمس بوزير شؤون المخابرات عمر سليمان ووزير الدفاع حسين طنطاوي في ما أن في بؤرة المحادثات السبل لاستئناف الاتصالات لتحرير جلعاد شليت ومسألة المعابر الى غزة. في وسائل الاعلام العربية نشر قبل بضعة ايام بان الوسيط الالماني ايضا قد يعود الى المنطقة قريبا. في هذه المرحلة، فرص تقدم التحرير لا تبدو كبيرة، وذلك لان حماس تواصل التصلب في موقفها. وعلمت "معاريف" بانه بعد بضعة ايام من الاسطول التركي، في اثناء مداولات المجلس الوزاري على التسهيلات في الاغلاق على غزة، توجه الصليب الاحمر لقادة حماس في غزة وفي دمشق اسماعيل هنية وخالد مشعل وطلب السماح له بزيارة شليت. رفضت حماس، رغم انها كانت تعرف بان اسرائيل تعتزم تنفيذ تسهيلات في الحصار. وفي الصليب الاحمر عقبوا قائلين: "موضوع شليت يوجد في رأس جدول اعمال الصليب الاحمر. كل توجهاتنا الى المستويات القيادة الاعلى في حماس بطلب لزيارة شليت او نقل رسائل له ردت حتى اليوم. في مكتبنا في غزة تنتظر مئات الرسائل والرزم من اسرائيل ومن كل العالم، والمخصصة لشليت. سنواصل عمل كل شيء بوسعنا كي نحقق الوصول الى شليت". رفض حماس السماح بالزيارة يعزز التقدير بان التسهيلات في الاغلاق مست بفرض تقدم الاتصالات لتحريره. ويقول مصدر دبلوماسي دولي ان "الوضع في المعابر تحسن ولهذا فقد دخلت الاتصالات في جمود أعمق. حماس تشعر بان الضغط عليها خف ولهذا فهي تنتظر". وفي هذه الاثناء في شمالي البلاد وصل أمس المشاركون في الحملة من أجل شليت الى كيبوتس يغور حيث عقدت العائلة والنشطاء مهرجانا. وليس مثلما في الايام الاولى كانت هناك أمس جدالات في اثناء المسيرة. ثلاثة اباء ثكلى، يعارضون تحرير سجناء امنيين، وصلوا الى ميناء حيفا حيث توقف السائرون وتمكنوا من اثارة الخواطر. الثلاثة – داني بهط، الذي ثكل ابنه تسيكي في عملية في مطعم مكسيم في حيفا؛ يوسي تسور، الذي ثكل ابنه اسف في العملية في خط 37 في حيفا، ورون كرمان، الذي ثكل ابنته طل في ذات العملية يطالبون الحكومة بايجاد حلول اخرى لاعادة شليت الى الديار. وجودهم اغضب النشطاء والعائلة ايضا. موشيه تسليك احد النشطاء القدامى والمقربين من العائلة، قال بحماسة: "ليس لاحد تفويض للركوب على قصة جلعاد لدفع شؤونه الى الامام. لا تمسوا بهذه العائلة الغالية". اما بهط، الذي جاء وهو يحمل صورا للمخربين الذين سيتحررون في صفقة شليت فقد قال: "يجب ايجاد حل آخر. كل الخبراء يقولون انه ستقع مصيبة اذا ما تحرر هؤلاء المخربون". وقال يوسي تسور: "من مثلنا يعرف ماذا يعني العيش دون الابن او الابنة، ولكن محظور ان تتم صفقة تبادل جلعاد شليت الحي باناس آخرين يقضون على حياة الاخرين بسبب ذلك". نوعام وافيفا شليت اللذين يعرفان الاباء الثكلى، مرا على تسور وكرمان وعلى وجهيهما سماء من الجمود. "لماذا يصلون الى هنا؟" سأل مقربو عائلة شليت. "هذه مسيرة كلها تأييد لنوعام، افيفا وجلعاد، الذين جلبوا الاف المؤيدين. لا ينبغي لهم ان يأتوا الى حدث كهذا وقلبنا جميعا على بطوننا".