نابلس / سما / احتفلت جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات، اليوم، بتخريج 125 متدربا من المرشدين التربويين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وطواقم الصحة المدرسية من محافظات نابلس وطولكرم وقلقيلية وسلفيت. وتلقى المتدربون تدريبات متخصصة في الوقاية من المخدرات والعقاقير الخطرة والتدخل الإرشادي في حالات التعاطي مع الإدمان وإعداد برامج وقائية بديلة. ونقلت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري خلال الاحتفال، تحيات وتقدير رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض والحكومة لجمعية أصدقاء الحياة لجهودها المميزة والمباركة للحفاظ على المجتمع الفلسطيني وحماية أبنائه من المخدرات. وقالت: إن الأهداف التي تعمل بها الجمعية تقع في صلب اهتمام الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية المكلفة بقيادة قطاع الحماية الاجتماعية والتي تولي أهمية بالغة في حماية الفئات المهمشة في المجتمع الفلسطيني. وأضافت أن من أهم أسباب وعوامل نجاح الجهود الوطنية هو بناء شراكة حقيقية وفاعلة، وهذا الحفل المميز يجسد نموذجا لهذه الشراكة بين الأجسام الحكومية والأهلية وتكامل وتضافر الجهود. كما أشارت المصري إلى أن مشكلة المخدرات هي مشكلة عالمية، لكنها فلسطينيا باتت تمثل خطرا واستنزافا للموارد وعائقا أمام التقدم والتنمية، وان مجتمعنا الفلسطيني ليس بمنأى عن هذه المشكلة العالمية، مع أن الشعب الفلسطيني يملك من القيم والعوامل الثقافية والاجتماعية ما يسلحه لمحاربة هذه الظاهرة، إلا أن هذه العوامل لا تكفي وحدها. وأضافت أن الحكومة تتابع بقلق المعطيات التي تشير إلى ارتفاع نسبة التعاطي والإدمان لا سيما في القدس. ودعت المصري إلى مزيد من العمل والتنسيق والتعاون بين جميع الأجسام والهيئات العاملة في هذا المجال لمحاصرة هذه الآفة، لان خطرها في المجتمع الفلسطيني مضاعف، ولان انتشار هذه الظاهرة مساس بتماسك النسيج الأسري والاجتماعي ومساس بصمود شعبنا الذي يعتبر البوصلة الرئيسية في عمل الحكومة والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني الرائدة، كما أن المخدرات طعنة لمشروعنا الوطني التحرري. وثمنت المصري جهود مجلس إدارة الجمعية، وشكرت القنصلية الفرنسية على دعمها لهذا المشروع المميز، كما شكرت جامعة النجاح وهنأت الخريجين ودعت إلى تضافر الجهود مع كافة المؤسسات والجامعات لمواجهة هذه الآفة. وألقى الدكتور إياد عثمان رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات كلمة الجمعية التي بدأها بتهنئة جامعة النجاح الوطنية بحصولها على مراتب متقدمة في التقييم العالمي ويب ماتريكس. وأضاف في كلمته، لقد غدت مشكلة انتشار المخدرات في مختلف دول العالم مشكلة تهدد البشرية جمعاء وأصبح من الصعب بمكان لأي مجتمع أن يعيش آمنا بعيدا عن أخطارها. وأشار إلى أن تعاطي المخدرات والعقاقير الخطرة والكحول والإدمان عليها في الكثير من المجتمعات لم يعد مقصورا على طبقة معينة أو شريحة اجتماعية دون أخرى، بل أن خطرها في بعض المجتمعات يكاد يطال جميع الفئات على اختلاف ثقافاتهم وطبقاتهم الاجتماعية. وأوضح عثمان أن خصوصية المجتمع الفلسطيني وما يعيشه من بيئة اقتصادية و سياسية وأمنية غير مستقرة تحت الاحتلال، وبطالة مقنعة وفراغ وصراع ثقافي وغياب قانوني وإعلام موجه وحياة اجتماعية وأسرية غير مستقرة وأزمة القيم التي يمر بها معظم شبابنا، هذه العوامل ساعدت بشكل أو بآخر على تمرير وتفاقم مشكلة التعاطي للمخدرات والكحول والعقاقير الخطرة وانتشارها بين أوساط الشباب الفلسطيني، رغم المسؤوليات التي تقع على كاهلهم والدور المطلوب منهم في بناء المجتمع ومؤسساته. وأضاف عثمان، من هنا ارتأينا في ’جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات’ العمل على توعية الشباب الفلسطيني من مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية، وما يصاحبها من مشكلات واضطرابات نفسيه واجتماعية واقتصادية وسياسية وتربوية وأخلاقية ودينية تعمل على هدم أفراد المجتمع ومؤسساته. وإيمانا من الجمعية بأهمية دور الأخصائي النفسي والاجتماعي ومساهمة منها في التخفيف من قلة فرص العمل التي يعيشها خريجو الجامعات، عملت الجمعية على تدريب 45 أخصائي نفسي واجتماعي من الخريجين العاطلين عن العمل من محافظات نابلس وسلفيت وطولكرم وقلقيلية، وتوجيههم ومتابعتهم لتنفيذ مئات من ورش العمل التوعوية الوقائية حول ظاهرة المخدرات وآثارها السلبية ، حيث شملت هذه الورش طلبة الجامعات والمدارس والهيئات التدريسية والمؤسسات الغير حكومية والبلديات والمجالس القروية والنوادي الشبابية والمراكز النسوية والأمهات والآباء في هذه المحافظات مستهدفين القرى والمخيمات المهمشة والقريبة من جدار الفصل العنصري. وأشار الدكتور عثمان إلى انه تجسيدا للعلاقات المميزة بين فلسطين وفرنسا حكومة وشعبا، وتجسيدا لأطر التعاون المشتركة مع المؤسسات الفلسطينية الأهلية كان هذا المشروع. وأكد فريديرك ديزانيو القنصل الفرنسي العام استمرار دعم بلاده للسلطة الوطنية الفلسطينية في مختلف المجالات التي تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية، وقال أن مشروع مقاومة المخدرات هو مشروع مثالي نظرا لتعدد المؤسسات المشاركة به، وجديد لأنه يقدم خدمات متنوعة، وأضاف أن المشروع يمثل العلاقة المميزة بين فلسطين وفرنسا لأنه يستهدف الحماية والحفاظ على الشباب الذين هم أساس التطور الاقتصادي والاجتماعي. وأكد أن هذا المشروع مهم لفلسطين لأنها على أعتاب بناء مؤسسات الدولة. وأضاف انه يجب العمل على الحد من هذه الظاهرة ومحاربتها، وهنا يأتي دور المجتمع الفلسطيني بما يجب القيام به والذي لديه المقدرة والإرادة والتقاليد العريقة.وشدد ديزانيو على انه أينما وجد احتلال واضطهاد تصبح هذه المنطقة تربة خصبة لهدم هذه الأمة. وأكد ديزانيو انه منذ عقود طويلة اظهر الشعب الفلسطيني انه شعب يرفض الاحتلال، والمخدرات باتت خطرا على المستقبل الفلسطيني، ولهذا كانت رغبتنا في أن نكون شركاء لجمعية أصدقاء الحياة وفي هذا الجهد الذي تقوم به، مشيرا إلى أن سياسة الجمعية حول المخدرات هي نفس السياسة المتبعة حاليا في فرنسا لأنه لا يكفي فقط أن تسعى الأجهزة الأمنية للتجريم بل يجب أن يكون هناك دور توعوي جماهيري. وألقى العقيد عبد الجبار برقان مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات كلمة نقل فيها تحيات وتقدير اللواء حازم عطالله مدير الشرطة الفلسطينية للجمعية ودورها ، وأكد برقان على حرص إدارته على تضافر جهود كل الجهات للوقاية من المخدرات، وأكد على أهمية الشراكة مع المؤسسات المعنية، من اجل محاربة هذه الظاهرة التي تمس كافة جوانب الحياة مثمنا مبادرات جمعية أصدقاء الحياة واستهدافها للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين. وأكدت فدوى الشاعر مدير عام المنظمات غير الحكومية في وزارة الداخلية تعاون وزارات الصحة والداخلية والشؤون الاجتماعية لمحاربة هذه الآفة، وركزت على تكامل الدور الحكومي والأهلي في هذا المجال، مشيرة إلى أن مشكلة المخدرات أصبحت معضلة رئيسية في المجتمع الفلسطيني. وطالبت الشاعر بتسريع اعتماد وإقرار القانون المتعلق بالمخدرات والموجود أمام الرئيس، خاصة فيما يتعلق بتجار المخدرات. وأوضحت الشاعر دور الوزارات المختصة في السياسات العلاجية والوقائية والقانونية، ومن ثم شكرت القنصل الفرنسي على دعمه للجمعية بما يخدم المجتمع الفلسطيني. وفي نهاية الحفل تم تقديم الدروع التقديرية إلى المؤسسات الشريكة، كما تم توزيع الشهادات على المشاركين في هذه الدورة. وكان حفل التخريج قد أقيم على مدرجات ظافر المصري في جامعة النجاح الوطنية في محافظة نابلس، برعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وبحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري ممثلة لدولة رئيس الوزراء، والدكتور رامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية، والمحامي غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقنصل الفرنسي العام فريدريك ديزانيو، والدكتور إياد عثمان رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات، والعميد أنور خلف، والعقيد عبد الجبار برقان، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية المحلية والدولية وقادة الأجهزة الأمنية وممثلي المؤسسات الإعلامية.