تعتزم الحكومة ابداء موقف حازم في المفاوضات التي تديرها مع حماس لتحرير الجندي الاسير جلعاد شليت مقابل مئات السجناء الفلسطينيين وألا تخفف من حدة خطواتها تحت ضغط الاحتجاج الجماهيري. التقدير هو أن التصميم الاسرائيلي سيدفع بقيادة حماس الى تخفيف حدة مطالبها وقبول الشروط التي اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من خلال مبعوثه الخاص حجاي هداس. في يوم الجمعة الاخيرة حلت الذكرى الرابعة لاسر شليت لقطاع غزة، واليوم تنطلق على الدرب مسيرة الاحتجاج من منزل عائلة شليت من متسبيه هيلا نحو منزل رئيس الورزاء في القدس. وستستغرق المسيرة 12 يوما. والد الاسير، نوعام شليت، قال أمس انه لا ينطلق الرحلة باحساس من التفاؤل، ودعا الجمهور الى "المجيء لدعمنا بأقدامه". أما وزير المالية، يوفال شتاينتس، فعقب أمس على مسيرة الاحتجاج من أجل تحرير جلعاد شليت من متسبيه هيلا الى القدس فقال: "أعارض تحرير شليت بكل ثمن. ومع ذلك، أحترم حق والدي شليت في التصرف كما يتصرفان. لو كان هذا ابني لتصرفت مثلهما". في مركز المفاوضات بين اسرائيل وحماس توجد الان نقطتا خلاف: اسرائيل ترفض تحرير بضع عشرات من السجناء "الثقيلين" ممن قادوا شبكات ارهاب حماس في الضفة الغربية او كانوا مسؤولين عن عمليات قاسية في الانتفاضة الثانية حتى باسم منظمات اخرى. كما ترفض اسرائيل تحرير سجناء كثيرين عائدين الى بيوتهم في الضفة الغربية خشية ان يشكلوا بنية تحتية للارهاب هناك وتطلب أن يبعدوا الى غزة او الى خارج البلاد. ويعارض رئيس الوزراء نتنياهو تحرير السجناء "الثقيلين" واعادة نشطاء الارهاب الى الضفة الغربية خشية ان يقودوا موجة جديدة من العمليات. وهو يعتمد على معطيات بموجبها الاغلبية العظمى من سجناء حماس والجهاد الاسلامي ممن تحرروا في صفقات سابقة عادوا الى النشاط الارهابي. الاتصالات لدفع الصفقة الى الامام تجري الان في قنوات هادئة وغير مباشرة، ولا توجد في هذه الاثناء مؤشرات على اختراق قريب. من ناحية اسرائيل، فان الصيغة لاستكمال الصفقة هي الوثيقة التي بلورها الوسيط الالماني، والتي عرضت على الطرفين قبل نحو نصف سنة. الذراع العسكري لحماس في غزة، بقيادة احمد الجعبري، رفض اقتراح الوسيط بدعوة ان اسرائيل تراجعت عن اتفاقات سابقة. وادعت اسرائيل بأن حماس شددت مطالبها بسبب الصعوبة في الوصول الى اتفاق داخلي. الصيغة العامة للصفقة تمت بلورتها منذ عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت بوساطة مصرية. وحسب الصيغة، ستحرر اسرائيل مقابل شليت 450 سجينا من قائمة بلورتها حماس. وبعد شهرين من التبادل، تحرر اسرائيل 550 سجينا آخر حسب اختيارها هي. وفي نهاية عهد اولمرت، في محادثات غير مباشرة جرت في القاهرة، وافقت اسرائيل على تحرير 325 سجينا من اصل 450 في قائمة حماس – ورفضت تحرير 125 آخرين. وكان نتنياهو عين هداس ممثلا خاصا له في المفاوضات. وتعززت الوساطة المصرية بوساطة المانية، وفي تشرين الاول اتخذت "خطوات بناء ثقة": حماس نقلت الى اسرائيل شريط فيديو عن الاسير وبالمقابل تحررت 20 سجينة فلسطينية. بين اسرائيل وحماس تبقت على حالها الخلافات حول تحرير عشرات السجناء "الثقيلين" وحول المطلب الاسرائيلي بابعاد معظم السجناء المقيمين في الضفة الغربية. في اسرائيل يعتقدون بأن السبيل الوحيد للتأثير على حماس بحيث تلطف حدة موقفها، هو ابداء الصبر والتصميم. وحسب هذا النهج فان صمود الحكومة أمام مسيرة الاحتجاج لعائلة شليت ومؤيديها سيعزز موقف اسرائيل في المفاوضات مع حماس ولعله يؤثر على الجعبري في تخفيف حدة مواقفه.