القدس المحتلة / سما / انطلقت عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط صباح الأحد يحيط بها المئات من النشطاء الإسرائيليين في مسيرة هي الأضخم خلال السنوات الأربع الماضية، للتضامن مع الجندي الأسير والمطالبة بالإفراج عنه. المسيرة التي انطلقت صباحا من مسقط رأس الجندي في "متسبي هيلا" بالجليل الأعلى شمال الأراضي المحتلة عام 1948، من المقرر أن تجوب العديد من المدن الإسرائيلية الكبرى وصولا إلى مدينة القدس المحتلة، حيث ستنصب خيمة اعتصام قبالة منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. ورفع المشاركون في المسيرة الرايات المنددة بتأخير صفقة تبادل الاسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تأسر الجندي وحكومة الاحتلال، ولافتات كتب عليها أيضًا "شاليط ما زال حيا". وقبل انطلاق المسيرة خطب نوعام شاليط والد الجندي بالحضور قائلا: "لقد انتظر شاليط لمدة أربع سنوات وما زال ينتظر، إنه ينتظر من أرسله إلى تلك المهمة – عندما أسر- هو ينتظر ضباط الجيش ورئيس الحكومة ووزير الجيش، ولكنهم لا يسمعون". أفادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم الأحد بأن حكومة نتنياهو تنوي إبداء موقف حازم في المفاوضات الجارية مع حركة حماس بشأن الجندي شاليط وعدم تليين اقتراحاتها بسبب احتجاج الجمهور الإسرائيلي. ويسود الاعتقاد بأن موقفا إسرائيليا حازما سيجبر حركة حماس على تليين مطالبها والقبول بالشروط التي حددها بنيامين نتنياهو بواسطة موفده "حغاي هداس". وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن إسرائيل تعارض إخلاء سبيل العديد من السجناء المقيمين في الضفة الغربية خشية إقدامهم على إعادة بناء "البنى التحتية للإرهاب"، وهي تطالب إما بطردهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج. ولفتت الصحيفة إلى أن الاتصالات لدفع الصفقة قدما تسير حاليا في قنوات هادئة وغير مباشرة، دون حصول أي مؤشر بعد على تحقيق انطلاقة. وينوي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوة أبناء عائلة شاليط فور وصولهم إلى القدس، وجاء من مكتبه انه يؤازر أبناء عائلة شاليط ويعانقهم ويقود الجهود لإعادة الجندي الأسير إليهم. وحسب الموقف المتبلور في القدس لا تنوي إسرائيل الإفراج عن "مخربين سفاحين" يقف كل واحد منهم وراء قتل عشرات الإسرائيليين. وتشير معطيات الدوائر الأمنية إلى أن 45% من المفرج عنهم في صفقات سابقة عادوا إلى ممارسة "الإرهاب"، بينما تصل نسبة العائدين إلى ممارسة "الإرهاب" من بين عناصر حماس إلى 63%.