غزة / سما / أكد رئيس اللجنة المكلّفة بمتابعة ملف المصالحة الفلسطينية منيب المصري, أنه وجد تجاوباً كبيراً ورغبة فلسطينية واضحة من كافة الأطراف المعنية, بإنهاء حالة القطيعة ورأب الصدع الفلسطيني, وذلك أثناء لقاءاته مع قادة الفصائل وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وشدد المصري في تصريحات لصحيفة فلسطين المحلية " أن تحقيق الوفاق الوطني وإنهاء حالة الانقسام الحاصلة على الساحة الفلسطينية هو مطلب فلسطيني, وهو الشغل الشاغل لكل المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني. وبيَّن أن المصالحة تحتاج لنوايا حقيقية صادقة, وهذا ما لمسه كما قال من خلال لقائه برئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس, وبرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل, منوهاً إلى أن لقاءه بالأول كان إيجابياً وصريحاً. وكشف المصري عن أن الوفد الذي يضم عدداً من المستقلين الفلسطينيين؛ أطلع الرئيس عباس على صورة الوضع عقب زيارات الوفد الخارجية, وناقش معه أفكاراً عديدة من شأنها الإسهام برأب الصدع الفلسطيني والمضي قدماً لإتمام المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس". وقال:" إن المجلس المصغر للجنته سيجتمع اليوم الاثنين في رام الله, ليقرر كيفية التحرك في الأيام القادمة، موضحاً أنه سيزور غزة مرة أخرى لإجراء مشاورات إضافية مع قيادات حركة "حماس" تمهيداً لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام السياسي. وحول نية الرئيس عباس زيارة غزة, أكد رجل الأعمال الفلسطيني أن عباس جاد في ذلك, وأنه يفكر بالقيام بهذه الزيارة منذ عامين تقريباً، موضحاً أنها ضرورية وستكون دافعاً قوياً وفاعلاً لإنهاء الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية. وأعرب المصري عن أمله في أن تتكلل الجهود المبذولة من لجنته بتحقيق المصالحة الفلسطينية التي طالت لسنوات، كما يقول, مشيراً إلى أنه لا يطمح بتقلد أي منصب سياسي, بل أن يؤدي واجبه من منطق واجبه الوطني, كما قال. ونفى المصري أن تكون هناك ضغوطات خارجية تمارس على الأطراف الفلسطينية لمنع تحقيق المصالحة. وقال: "لا يعقل أن يكون هناك جهة تمنع المصالحة, وإن وجدت فلا يجوز للطرف الفلسطيني القبول بمثل هذه الإملاءات المتناقضة مع مبادئ وأسس الشعب الفلسطيني الذي ينتظر المصالحة بشغف", حسب رأيه. ورحَّب بكافة المبادرات المطروحة من كل الأطراف الراغبة بتحقيق الوفاق الفلسطيني خاصة الدور التركي الفاعل، مشدداً على ضرورة أن تكون هذه المبادرات مكملة للدور المصري الذي أخذ على عاتقه إتمام المصالحة, "وليست بديلاً عن دور مصر التي نكن لها كل التقدير على جهودها المبذولة في هذا الاتجاه". وأشاد بالدور المصري الذي يقود جهود المصالحة، وقال: "الدور المصري واضح ومشهود له في هذا الاتجاه, فمنذ البداية مصر أخذت على عاتقها إتمام المصالحة الفلسطينية"، داعياً كافة الأطراف إلى انتهاز الفرص المواتية لإنهاء الانقسام. ووصف المصري اجتماعه مع المسئولين المصريين خاصة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بـ"البناءة والمثمرة"، وقال إنهم أكدوا له أن المصالحة الفلسطينية تحتل سلم أولويات القيادة المصرية. وأكد المصري أن "دولة الاحتلال تلعب على وتر الانقسام الداخلي لتحقيق مطامعها ومخططاتها الخبيثة"، قائلاً: "إن الأخطار الكبيرة المحدقة بقضيتنا وطننا هو التحدي الأكبر للجميع والذي يتطلب تكاتف كافة الأطراف لمواجهته". وأضاف إن الاحتلال الإسرائيلي استغل حالة الانقسام وشرع بممارسة أكبر عملياته الاستيطانية في القدس من أعمال حفريات ومصادرة أراضٍ، منوهاً إلى أن الحالة الراهنة الفلسطينية هي مرحلة آنية من مراحل الشعب الفلسطيني التي سوف يتجاوزها مع وجود الإرادة الحقيقية لذلك. وحول زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي لغزة, قال المصري إن الزيارة كانت ضرورية للأمين العام للاطلاع على الجانب الإنساني والوقوف على حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في غزة، مشدداً على ضرورة أن تساهم برفع الحصار كاملاً.