القاهرة / أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، والسيناتور الأميركي جورج ميتشيل مبعوث عملية السلام، وجود مساعي جادة للتخفيف عن أهالي قطاع غزة، ولإعطاء دفعة لعملية السلام. وشدد وزير الخارجية المصري أن موقف بلاده واضح، خاصة ما يتعلق بضرورة رفع الحصار، ومطالبة إسرائيل بإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول على كافة احتياجاته دون أية عقبات وفتح المعابر بالكامل، مشيرا إلى أن معبر رفح مفتوح أمام حركة الفلسطينيين بشكل مستمر. وصرح، بمؤتمر صحافي في القاهرة، أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل قدم إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك، اليوم، تقريرا كاملا عن الجهود الأميركية حول إحياء عملية السلام، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورفع الحصار عن غزة، وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول على احتياجاته الأساسية، بالإضافة إلى توقعات ميتشيل بالنسبة للمستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال أبو الغيط إن مصر لها اتصالاتها بالأطراف المختلفة سواء الجانب الأميركي، أو الأوروبي أو الإسرائيلى أو منظمة التحرير الفلسطينية، أو السلطة الوطنية الفلسطينية. وفيما يتعلق بالجهد المصري لإجراء الاتصالات مع الجانب الأوروبي، قال أبو الغيط إن مصر تعرض وجهة نظرها على الأوروبيين الذين يستمعون إلينا بإنصات كبير، مشيرا إلى لقائه أمس الجمعة مع كاترين أشتون المفوضة المعنية بالأمن والسلام والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي. كما أشار إلى لقائه مع وزير الخارجية الأسباني ميجل أنخل موراتينوس باعتبار أن بلاده تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي. وفيما يتعلق بالرؤية المصرية إزاء عملية المصالحة الفلسطينية، قال أبو الغيط إن الموقف المصري مثلما كان يتمثل دائما هو أنه يجب توقيع مشروع الوثيقة المقترحة التي وقعتها فتح من جانب الجهة المعنية الأخرى وهي حماس. وأكد مجددا أن مصر لا تفكر أبدا، وليست على استعداد على الإطلاق للسماح بأي تعديل لهذه الوثيقة مهما كان شكل هذا التعديل، سواء كان بتعديل مباشر عن طريق تغيير الصياغة، أو حتى أية إضافات عليها فى صورة ملاحق. وأضاف أن هناك معلومات مغلوطة كثيرة تنشر في هذا الشأن، وهذا الأمر لا يعكس حقيقة الأمر والرؤية المصرية. وتابع أبو الغيط: ’إننا ندعو الأخوة فى حماس لتوقيع هذه الوثيقة’، مشيرا إلى أنه بالنسبة لتحفظات حماس حيالها فيمكن بحثها فى علاقة مباشرة مع السلطة الوطنية. ومن جانبه، أكد السيناتور ميتشل أنه أجرى مباحثات مهمة مع الرئيس حسني مبارك حول دفع جهود السلام فى الشرق الأوسط، موضحا أن ’ مصر حكومة وشعبا تواصل تقديم المساندة والدعم والمشورة المستمرة لجهود الرئيس باراك أوباما لتحقيق السلام الشامل فى المنطقة’. وأضاف ميتشيل: ’إن الرئيس مبارك أكد له، خلال استقباله هذا الصباح، قلق مصر إزاء الوضع في غزة’، مشيرا إلى البيان الذي أصدره البيت الأبيض حول هذا الوضع، والذي جاء فيه أن واشنطن تعمل بشكل عاجل مع كل من مصر والسلطة الوطنية وإسرائيل والشركاء الدوليين لوضع إجراءات جديدة لإدخال مزيد من السلع والمساعدات إلى قطاع غزة، وفي نفس الوقت تحول دون دخول الأسلحة إلى هذا القطاع. وبين أنه وفقا للبيان، فإن الإجراءات الإسرائيلية الحالية لا يمكن أن تستمر وينبغي تغييرها، وأنه تم توجيه الدعوة الآن لجميع الأطراف لتشجيع اتخاذ قرارات مسؤولة للحيلولة دون حدوث مواجهات غير ضرورية وكفالة أمن الجميع. ولفت ميتشل الانتباه إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها تعتزم تخفيف القيود المفروضة على دخول السلع المدنية إلى قطاع غزة وكذلك المواد المستخدمة في البناء وإقامة المشروعات المدنية تحت الإشراف الدولي، ومواصلة الإجراءات الأمنية الحالية لمنع دخول الأسلحة للقطاع. وأعلن ترحيب واشنطن بهذه الإجراءات التى أعلنت عنها إسرائيل، وقال إن واشنطن تتطلع لتنفيذها، كما أنها تأمل في مواصلة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف البدء فى أسرع وقت ممكن للمناطق المباشرة بين الجانبين التى تؤدي إلى حل الدولتين وكفالة السلام في الشرق الأوسط.