الابن الصغير لاسرائيل سبينر يمسك يده. بعد عدة دقائق سينفصلان. الابن سيعود الى بيته في عمانويل، الاب سيصعد الى الباص الذي سيأخذه الى منشأة الحبس ايالون. "أنا منفعل جدا كوني هنا"، يقول سبينر، الاب الاول الذي امتثل مساء امس في المسكوبية في القدس. "اولادنا سيكونون في بيت دافىء كل الوقت الذي أنا وزوجتي سنكون فيه في السجن. كل ما اعرفه هو أنه ليس عندنا فصل عنصري". غير أن المحكمة اعتقدت خلاف ذلك. وبعثت بـ 86 أبا وأم من عمانويل الى اسبوعين سجن، بعد أن رفضوا السماح لبناتهم بالدراسة مع بنات من أصل شرقي. يوم الحبس اصبح أمس مظاهرة قوة جماهيرية للطائفة الاصولية، التي هتفت بصوت عال لمائة الف متظاهر: قانون محكمة العدل العليا ليس قانونا. ولكن فقط حين حل المساء تبين كم بعيدا هم مستعدون لان يسيروا ضد سلطة القانون: فقد وصل الى المسكوبية في المساء الرجال فقط. الباص الذي كان يقل 22 أما كان يفترض أن يصلن – ببساطة لم يمتثل. 7 امهات اخريات حظين باعفاء من السجن لاسباب مختلفة. وقرار محكمة العدل العليا انتهك بفظاظة. الاهالي من عمانويل مرة اخرى جعلوا قانونا خاصا لانفسهم. هذا اليوم بدأ باستعدادات كثيفة. في الساعة 11 صباحا بدأت الساحة امام مدرسة حاسيدية سلونيم في عمانويل تمتلىء. عشرات الاهالي والاطفال يصلون الى مكان الاجتماع. الناس يتعانقون، بعدهم يدمعون. "بمعونة الرب، سيكون على ما يرام". الرجال يحملون الحقائب التي رزموها. وهم يعرفون جيدا بان هذه الليلة لن يعودوا الى بيوتهم. ووصل الى الساحة ايضا ايتان وعليزا لنغ، أبوان لثلاثة بنات وابن. الاب مشوش: زوجته تلقت أمس حبس اما هو فلا. "أين استوضح اذا كنت سأذهب الى السجن؟" سأل الناس من حوله. في هذه الاثناء يخططون: اذا كان الاب ايضا سيحبس فسيرسل الابن الى عائلة اصدقاء أما البنات فالى معسكر صيفي نظموه في البلدة. نحن نعرف بان هذه فريضة، إذن كل شيء سيكون على ما يرام"، يقول يوسف فيسبش، أحد الاباء. "الاطفال أقوياء. هم يعرفون بان اباءهم وامهاتهم يفعلون ذلك للاسباب الصحيحة". وعلى الجانب يقف عدة شبان يصرخون ويهتفون ضد العنصرية. "انت تتزلف للحكام" يصرخون نحو أب من أصل شرقي. "الاشكناز طاردوا كل شخص وقف امامهم، وانت تعرف هذا جيدا جدا". عائلات – عائلات يصعدون الى المركبات الكبيرة. اثنان من الباصات ينطلقان الى المهرجان في بني براك وثلاثة اخرى الى المظاهرة الكبرى في القدس. الرجال يجلسون في المقدمة، والنساء في المؤخرة. كل الطريق ينشدون "شوروا مشورتكم وستنتهك". مثلما في الرحلة السنوية، ولكن رحلة ستنتهي بالحبس. "السجن هو مجرد البداية"، يقول احد الاباء. "اذا لم نحصل على مؤسسة معفية ونتمكن من تعليم ابنائنا مثلما أردنا، سنستخدم ذات الباصات كي نغادر المدينة". في القدس كان ينتظر 100 الف اصولي النجوم الحقيقيين لهذا الهدف. بعض من الاهالي يصعدون الى المنصة ويحظون بتصفيق عاصف. وهو الامر غير الدارج اجمالا في الطائفة الاصولية. ويقول احد ما: "جعلنا هنا مونديال أسود. تعنينا نحن توراة اسرائيل، لا محكمة العدل العليا ولا أي شيء آخر". ولكن المظاهرة هي مجرد الاستعداد للحظة الحقيقية فعلا لهذا اليوم. في محيط الخامسة مساء، عندما بدأ الجمهور يتفرق، بدأت القافلة نحو المسكوبية. الجموع حولهم يكادون لا يسمحون لهم بالتقدم. يرقصون حول الباصات، ينشدون. كرنفال بالاسود. عند الساعة السابعة يصل الرجال الى المسكوبية. الاطفال يقفون حولهم ويتفجرون بكاءا. بعض من الاباء يبكون هم ايضا ويقرأون "آية اسرائيل". هذا الوداع قد لا يكون طويلا على نحو خاص ولكنه عسير جدا عليهم. وسرعان ما يتبين بان ليس باص النساء فقط لم يصل، بل وايضا 4 من 37 رجلا كان يفترض أن يصلوا. في الشرطة يخشون من أن النساء تختبئن في شقق في الاحياء الاصولية، الامر الذي سيكون من الصعب العثور عليهن. وحاولوا في الشرطة جلب النساء الى السجن من خلال الحوار مع رؤساء الاصوليين. وفضلا عن أمر الحبس الذي اصدرته محكمة العدل العليا، صدر الان ضد النساء اوامر اعتقال جديدة. يصعدون مرة اخرى الى الباصات، هذه المرة بمرافقة شرطية. بعد السفر من القدس في 20:20 مساء، يصلون الى سجن ايالون. عشرات قلائل من الاصوليين، عدد متواضع جدا من ذاك الذي رافقهم في سياق اليوم، يستقبلهم بالتصفيق والنشيد. والى جانبهم تنتظر ايضا قوات كبيرة من حرس الحدود ووحدة "يسم" الخاصة. وفي الفحص الاولي يلاحظ السجانون ستة اطفال يجلسون الى جانب اهاليهم. فيقولون لهم "بدون اطفال". عناق اخير، والاطفال ينقلون الى اقربائهم خارج السجن. الاهالي سيحبسون عمليا في السجن المدني معسياهو، بسبب عدم تنفيذ قرار المحكمة، وسيعزلون عن السجناء الجنائيين، في قسم معزول اخلي مؤخرا. ويمكنهم ان يبقوا بملابسهم المدنية، وسيحظون بوجبات تحت اشراف الطائفة الاصولية وسيستحقون زيارة واحدة في الاسبوع.