انتقاد شديد من الداخل وجه لايهود باراك على عدم دفعه الى الامام المسيرة السياسية مع الفلسطينيين منذ دخول حزب العمل الى الائتلاف. عدد من الاعضاء في حزبه هددوه بانه اذا لم يتحقق تقدم سياسي فانهم سيبادرون الى انسحاب العمل من الحكومة. ولكن في يوم الاربعاء فاجأ وزير الدفاع حتى المتمردين في حزبه والحكومة ايضا، حين طرح بنفسه انذارا على نتنياهو. اذا لم يتحقق تقدم مع الفلسطينيين في غضون نصف سنة فان العمل سينسحب من الائتلاف. مع دخول العمل الى الائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو، مع اسرائيل بيتنا، شاس والبيت اليهودي، تعاظم الانتقاد على رئيس الحزب ووزير الدفاع ايهود باراك. المتمردون في الحزب – النواب عمير بيرتس، ايتان كابل، دانييل بن سيمون وغالب مجادلة – حاولوا قيادة خطوة لانسحاب الحزب، ولكن دون جدوى. في هذه الاثناء اثنان من وزراء العمل، اسحق هيرتسوغ وافيشاي بريفرمن المرشحان للتنافس امام ايهود باراك على رئاسة الحزب في الانتخابات التمهيدية القادمة حددا الاشهر من ايلول حتى تشرين الثاني كأشهر حرجة لمواصلة الشراكة الائتلافية. ويطرح الوزيران على رئيس الحزب انذارا مفاده: اذا لم يكن حتى الخريف اختراق في المسيرة السياسية مع الفلسطينيين فانهما سيقودان نحو انسحاب العمل من الحكومة. في مثل هذا الواقع طفيفة الاحتمالات في أن يتمكن باراك من تمرير قرار آخر في مؤسسات الحزب. ولكن كان بانتظار هيرتسوغ وبريفرمن مفاجأة: عندما ظهر باراك امام سكرتيريي فروع حزب العمل، في تل أبيب أول أمس – طرح بنفسه انذارا على رئيس الوزراء. "من ناحية اقتصادية حققنا ما أردنا. اما من الناحية السياسية فهناك الكثير مما ينبغي تحسينه". قال باراك في الاجتماع، "اذا لم يكن في غضون نصف سنة تقدم في المسيرة السياسية او تغيير في تشكيلة الحكومة يسمح بذلك، فلن يكون مفر من استخلاص الاستنتاجات". وفهم الحاضرون بان وزير الدفاع يقصد انسحاب العمل من الحكومة. ومع ذلك، فان الناطق بلسان باراك نفى ذلك وقال ان رئيس العمل لم يستخدم كلمتي "استخلاص الاستنتاجات" بل قال انه "لن يكون مفر من توسيع أساس الحكومة". أحد الحاضرين في الاجتماع قال معقبا: "إما أن نكون لا نسمع جيدا أو ان باراك لا يقصد ما يقول". حتى الان حافظ باراك على الصمت. سمح للوزراء والنواب بمهاجمته، ولكنه لم يتعهد بالانسحاب. مثل هذا القول من جهة باراك يدل على الفهم بان العمل لن يتمكن من مواصلة المشاركة في حكومة يمينية دون مسيرة سياسية حسب تعبيرات باراك مؤخرا، فانه يؤيد توسيع الحكومة – ضم كديما برئاسة تسيبي لفني الى الحكومة. ومع ذلك فان باراك لا يشترط ذلك باعتزال الاحزاب اليمينية – اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان وشاس برئاسة ايلي يشاي. رئيسة كديما تسيبي لفني تعتقد بانه اذا كان نتنياهو معنيا بجدية وبصدق بالمسيرة السياسية، فان عليه ان يشكل حكومة من جديد على اساس – الليكود، كديما والعمل. وزراء في العمل يتفقون ويقولون: "بيبي ملزم بان يفهم بان مع ليبرمان ويشاي لن تكون مسيرة سياسية". الوزراء يؤيدون تغيير التشكيلة الائتلافية واقامة حكومة نتنياهو – باراك – لفني. ومع ذلك، يقولون في محيط باراك انه لا يمكنه أن يفرض على نتنياهو انتهاك حلفه مع شركائه من اليمين. مسؤولون في الليكود يقولون صراحة: "لن ننفصل عن شاس".