باريس/ شدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على تصميم بلاده على استعادة اتفاق عام 2005 الذي ينص على وجود مجموعة من المراقبين الأوروبيين على المعابر الفلسطينية، وذلك في وجود السلطة الوطنية الفلسطينية الرسمية. وكانت عقدت الليلة الماضية في باريس مباحثات ثلاثية على عشاء عمل بين وزراء خارجية مصر أحمد أبو الغيط وفرنسا بيرنار كوشنير واسبانيا ميجل انجيل موراتينوس. وقال الوزير أبو الغيط إن اللقاء جاء في إطار اتصالات مصر بفرنسا واسبانيا ودول أخرى بشأن موضوع غزة والمطالبة بفتح المعابر وزيادة الإمدادات للفلسطينيين ورفع الحصار، مشيرا إلى أن اللقاء يستهدف استمرار التنسيق في المواقف المصرية مع الجانب الأوروبي ممثلا في فرنسا واسبانيا. وأضاف أنه سيلتقي صباح غد أيضا في بروكسل مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، من أجل تقييم ما تم حتى الآن من جهود مصرية، وأوروبية لرفع الحصار والاتفاق على الآليات المقترحة والاستماع إلى الجانب الأوروبي من حيث الآليات التي ينوي طرحها في هذا الشأن، منوها إلى أن أشتون كلفت في البيان الأوروبي الصادر أول أمس بأن تعد آلية يمكن للجانب الأوروبي من خلالها المساعدة في رفع الحصار. وأوضح أبو الغيط أن هذه الجهود كلها تتم في ظل قرار الحكومة الإسرائيلية بالرفع الجزئي، أو تسهيل الحياة على الفلسطينيين وإنشاء ما يسمى بـ ’قائمة سلبية’ بمعنى أن يصل كل شيء إلى الفلسطينيين عدا مجموعة من السلع، مشيرا إلى أن مصر تطالب من جانبها بالرفع الكامل للحصار عن غزة ، ولكنها خطوة على الطريق . وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إن لقاءه بوزيري خارجية فرنسا بيرنار كوشنير واسبانيا ميجل انجيل موراتينوس تناول أيضا ما يمكن فعله إزاء الاتحاد من أجل المتوسط، وخاصة أن هناك قمة يرتب لها لتعقد في الثلث الأخير من شهر نوفمبر القادم . ولفت أبو الغيط إلى أنه تم حتى الآن تأجيل اجتماعين وزاريين على الأقل في قطاعي الطاقة والزراعة، وبالتالي يتعين أن نتدبر الأمر إزاء تأجيل هذه المؤتمرات الوزارية وأين يمضى الاتحاد من أجل المتوسط، ولاسيما أن مصر وفرنسا تتمسكان بهذا الاتحاد والإعداد للقمة القادمة للاتحاد وتحقيق الهدف من الاتحاد من أجل المتوسط للتركيز على تنفيذ مجموعة من المشروعات التي تفيد الجانبين العربي والأوروبي. وأشار أبو الغيط إلى أن تأجيل هذه الاجتماعات يمثل مصدر قلق بالنسبة لمصر التي أنه يجب معالجة هذا الأمر بكل الموضوعية بين مصر وفرنسا أولا ثم بين الجانبين العربي والأوروبي ثانيا، لتكون هناك مصارحة وتقييم جاد للاتجاه الحالي للاتحاد من أجل المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار أن كل الأطراف ما زالت تتمسك بالاتحاد. وأضاف أبو الغيط أن’ تمادي إسرائيل في ممارساتها أدى إلى عدم انعقاد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد، حيث يرفض الوزراء العرب وفى مقدمتهم مصر انعقاد أي اجتماعات لوزراء الخارجية في إطار الاتحاد ’ولكن نستطيع بحث المسائل الفنية في إطار اجتماعات كبار المسؤولين’. وأعرب أبو الغيط عن اتفاقه مع الطرح الذي يرى أن الجانب الأوروبي لا يتخذ موقفا حازما إزاء إسرائيل، مشيرا إلى أن المواقف الأوروبية الأخيرة تمثل ضغطا على إسرائيل، مع تحفظنا على بعض ما طرحوه من شرعية بعض المواقف الإسرائيلية ولكن الجانب الأوروبي يسعى ويحاول. وقال: ’نحن نرى أن استخدام أوروبا للضغط على إسرائيل يمثل مفتاحا جيدا لرفع الحصار المقيت الظالم عن قطاع غزة’.